![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فتَركَتِ المَرأَةُ جَرَّتَها، وذَهبَت إِلى المَدينة فقالَت لِلنَّاس ![]() تشير عبارة "تَركَتِ المَرأَةُ جَرَّتَها" الى المرأة التي لم تعد بحاجة الى ماء البئر، بعد ان احسَّت بالماء الحي الذي بدا يفيض فيها، فتركت جَرّتها كما عمل الرسل لمّا دعاهم يسوع تركوا شباكهم، ليتبعوه (مرقس 1: 18). تركت السامرية جَرَّتها بمحض إرادتها وعملت عمل المُبشرين. وترك الجرة علامة على انقلاب كامل في حياتها، حيث أنها تعلن عن ترك كل حياتها القديمة؛ ويُعلق العلامة أوريجانوس "ربما تركت جرة الماء التي كانت في بئر تعتز بعمقها، أي بالتعاليم، إذ احتقرت الأفكار التي سبق أن قبلتها، وتقبلت جرة أفضل من جرة الماء، تحوي ماءً نبع حياة أبدية". وإذا ربطنا هذه الجرة بالجرار الست في عرس قانا الجليل، نرى ان اليهود والسامريين مجتمعين معا في وليمة يسوع مع تلاميذه. والجدير بالذكر أنَّ جرَّة الماء التي كانت تحملها المرأة السامرية أعادها الفاتيكان الى كنيسة بئر يعقوب وهي محفوظةً الآن في بيت من الزجاج على أحد أعمدة الكنيسة. أمَّا عبارة " ذَهبَت إِلى المَدينة فقالَت لِلنَّاس " فتشير الى المرأة السامرية التي أصبحت اول مُبشرة لدى السامريين جاءت بهم الى يسوع المسيح قبل فيلبُّس أحد الشمامسة السبعة (اعمال الرسل 8). اجتذبها يسوع إلى الخلاص، بل وجعلها مُبشرة بالخلاص. من عرف المسيح يود ان يُخبر كل الناس عنه كما صرّح يوما بولس الرسول " إِذا بَشَّرتُ، فلَيسَ في ذلك لي مَفخَرَة، لأَنَّها فَريضةٌ لا بُدَّ لي مِنها، والوَيلُ لي إِن لم أبَشِّر!" (1 قورنتس 9: 16). اكتشفت السامرية النبع الحقيقي وارتوت منهُ، وحصلت على الخلاص وشاركت به. وتغير توجه حياتها فبعد ان كانت هاربة من الناس أصبحت تُبشِّر الناس. فإنّ القيام بالرسالة بعد الارتداد لن يكون إلاّ بعد اكتشاف حقيقيّ للربّ، واكتشاف تعاليمه، وبعد اقتناع شخصيّ. يسوع هو أول من زرع الكلمة في السامرة وفيما بعد سيحصد التلاميذ. |
![]() |
|