رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوسف الرامى وحياة الاختفاء تحتاج التلمذة الخفية إلى نوع من الدراسة الهادئ المتعمقة المتعاطفة ، قبل أن نرفع أحجارنا لنرميها بها، ... إن التلاميذ المختفين ، كثيراً ما يشبهون نوعاً من الزهور التى تنبت فى جنوب أفريقيا، ويطلقون عليها: " زهور الليل " وزهرة الليل جميلة رائعة يبلغ طول الواحدة منها حوالى سبع بوصات، ولكنها لا تتفتح إلا فى الليل ، ولا يظهر جمالها إلا فى الظلام ، وإذا أراد المصور أن يصورها فهو لا يستطيع ذلك إلا على ضوء المغنسيوم ... دخل الأمير بستانه على ما تذكر الأسطورة القديمة ، وابتدأ ينتقل من شجرة إلى شجرة ، فوقف عند شجرة البرتقال وسألها : ماذا تقدمين لسيدك !! ... فأجابت : أجمل زهر عطر ، وعند النضوج أقدم الثمرة الحلوة على مائدة الأمير !! .. فقال : نعما أيتها الشجرة الجميلة ، ... وتحول إلى شجرة الكستناء الهائلة (أبو فروة).. وقال وأنت ماذا تقدمين يا شجرتى ؟!! .. فأجابت : إنى فى أيام الصيف وشدة الحرارة أبسط أغصانى وأوراقى التى تشبه المراوح وأظلل المكان الذى تأوى إليه الماشية والأغنام .. فقال لها : نعم ما تفعلين !! .. وتوحول إلى المروج الخضراء وقال : وأنت ماذا تقدمين !! .. وأجابته المروج : إنى أقدم السندس الأخضر قبل أن تأتى المناجل لتحصدنى طعاماً للخيول .. فقال لها : حسناً تفعلين !! ثم تحول إلى اقحوانة بيضاء وديعة صغيرة فسألها : وأنت ماذا تقدمين !! .. فأجابت : لا شئ لا شئ فأنا لا أستطيع أن أقدم طعاماً على مائدة الأمير أو ظلا للماشية والأغنام أو طعاماً للخيول !! .. إننى زهرة مرج صغيرة لا يحتاجون إلىَّ كثيراً ، وكل ما أستطيع عمله هو أن أبذل جهدى لأكون أفضل اقحوانة .. والقصة تقول إن الأمير قبل الأقحوانة الوديعة الصغيرة ، ورآها أجمل ما فى بستانه !! .. فى الحقيقة ، إن التلمذة الخفية مليئة بالمتاعب والصعاب والمشاكل ، وقد تكون أبعد الكل عن النمو الروحى الصحيح ، ومن الطبيعى أن يوسف الرامى - وهو تلميذ مختف - حرم نفسه من اللقاءات المتكررة مع المسيح وتلاميذه وكان عاجزاً عن الحياة فى الشركة المقدسة التى تتيح الانطلاق فى الحياة المسيحية السامية ، ... كما إن حياة السرية والخوف والذبذبة تحجب الصور المختلفة للانتصار تعوق عن بلوغ القمة فى جبل الشركة المسيحية !! .. ومن أشد الأخطار والتجارب التى تتعرض لها أنها إذا لم تخرج إلى النور ، فيخشى أنها تموت فى الظلام الذى عاشت فيه ، وتفقد روح الشهادة التى هى قوام الحياة المسيحية الصالحة أمام اللّه والناس!!.. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أنا يوسف الرامي |
يوسف الرامى (يو 19 : 38) |
يوسف الرامي |
يوسف الرامي |
يوسف الرامى |