رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الاعـتراف "... أقول أخطأت ..." ما هو الخطأ الذى قرر أن يعترف به ؟ كان الخطأ هو الابتعاد عن حضن أبيه والذهاب إلى الكورة البعيدة حيث الخطية .. وهذه هى نفس خطيتنا نحن أيضاً حيث نصير مالكين لأنفسنا ونتحول عن الله سر الحب، ونمضى إلى الأرض حيث خداع العالم والأباطيل. اعتراف الابن بخطأه يدعونا إلى أن نبحث عن حياتنا الروحية حيث كثيرون لا يعترفون أو يؤجلون الاعتراف لمدة طويلة. لماذا لا نعترف ؟ وهنا أقصد لماذا لا نعترف بخطايانا أمام الكاهن ؟ هذا المثل يتكلم عن رجوع الابن إلى بيت أبيه أى بيت الآب، وهو ما يعنى رجوعه إلى الكنيسة .. رجع لكى ما يقر بذنوبه. ما يلاحظ الآن إن كثيرين ليس لهم أب اعتراف .. وكثيرون لهم آباء اعتراف لكنهم لا يترددون عليهم لمدد طويلة قد تطول إلى سنين .. وفى دراسة أجريت فى بعض كنائس القاهرة أوضحت أن نسبة المعترفين إلى مجموع الشعب وصلت إلى 5% وهذه نسبة ضئيلة جداً تدعو إلى القلق !! حقائق غائبة عن كل من لا يعترفون 1- الاعتراف فضح لعَدوَّى قد يتصور المعترف أنه عندما يعترف يفضح نفسه، وهذا تصور خاطئ لأنه عندما يعترف إنما يفضح الشيطان عدو الخـير.. لأننا فى حالة حرب معه من (1)-(مز119). اللحظة التى جحدناه فيها قبل المعمودية واعترفنا بيسوع المسيح فادياً ومخلصاً. لذلك فهو يحاربنا لكيما يسقطنا لا لأننا شئ يستحق المحاربة، وإنما يحارب المسيح الذى فينا. 2- الاعتراف يرفع مكانتى كثيرون يتصورون أن الإقرار بالخطايا أمام الكاهن سوف يقلل مكانتهم، وسوف يُغير من نظرته نحوهم خاصة لو كانوا من الخدام أو الأشخاص المعروفين فى الكنيسة. وهذه أيضاً خديعة من إبليس لأن من يقر بخطيته إنسان يخاف على أبديته، ومثل هذا الإنسان جدير بالاحترام، وليس بالإزدراء من الكاهن .. كما أن الكاهن يعلم تماماً أن البشر كلهم تحت الضعف، وأن "الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله"(1). 3- الاعتراف مستند لأبديتى الاعتراف ليس فقط من صميم جهاد الإنسان ضد الخطية فى هذا العالم لكنه من أهم المستندات التى التى تجيز لنا دخول الأبدية .. لأنى كيف أدخل إلى الأبدية إلى عرس الخروف المذبوح وثيابى ملطخة بدم آثامى ؟ إن الذين يدخلون الأبدية ثيابهم بيضاء بيضوها بدم الحمل(2).. إنهم اعترفوا بخطاياهم، فحملها عنهم ذاك الحمل الذى بلا خطية "إذ وُضع عليه إثم جميعنا"(3). 4- الاعتراف فكر إنجيلى الكتاب المقدس بعهديه يوضح لنا فكر الاعتراف بالخطية بل يأمرنا أن نعترف ونقر بخطايانا .. فى العهد القديم "إن أخطأ إنسان ما كان يأتى بذبيحة ويضع يده على رأسها ويعترف بخطاياه أمام الكاهن. فيأخذ الكاهن الذبيحة ويذبحها ويرش الدم ويكفر عن الخطية. وهكذا تموت نفس بريئة (الحيوان) عن نفس خاطئة (الإنسان)، وكل أنواع الذبائح التى تمت فى العهد القديم كانت تشـير إلى الذبيح الأعظم يسوع المسيح (1)-(مز14: 3). (2)-(رؤ7: 14). الذى حمل خطايانا على الصليب، ومات فداءاً عنا رغم أنه كان بلا خطية. "وكلم الرب موسى قائلاً. قل لبنى إسرائيل إذا عمل رجل أو امرأة شيئاً مـن جميع خطايا الانسان وخان خيانة بالرب فقد أذنبت تلك النفس. فلتقر بخطيتها التى عملت ..."(1). "فإن كان يذنب فى شئ من هذه يقر بما قد أخطأ به. ويأتى إلى الرب بذبيحة لإثمه عن خطيته التى أخطأ بها أنثى من الأغنام نعجة أو عنزا من المعز ذبيحة خطية فيكفر عنه الكاهن من خطيته"(2). "من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم"(3). فى العهد الجديد "وكان كثيرين من الذين آمنوا يأتون معترفين ومخبرين بأفعالهم"(4). "من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت"(5). "الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً فى السماء وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً فى السماء"(6). توضيحاً للآيتين السابقتين .. كيف يمكن للكهنة أن يغفروا الخطية أو يمسكوها دون أن يعرفوها أو يفحصوها ؟! أى كيف يعرفوها دون اعتراف من صاحبها ؟ كيف يمكن لقاضى أن يحكم فى قضية إن لم تُعرض عليه، ولم يسمع تفاصيلها ؟! كانت هذه يا أحبائى بعض الدروس المستفادة من مثل الابن الضال، وهى كثيرة لا يتسع المجال أن نتوقف عندها بالجملة .. ليعطنا الرب حياة التوبة المستمرة ولنكون مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألنا عن "سبب الرجاء الذى فينا"(7).. ولإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين |
|