توجه داود إلى حبرون كما أوصاه الله. وحبرون مدينة سكن فيها إبراهيم خليل الله. وهناك اشترى إبراهيم حقل المكفيلة ليكون قبراً لسارة وله. وفيها تغرب ابنه اسحق بعض الوقت. وبعد أن أخذ بنو إسرائيل أرض كنعان بقيادة يشوع صارت حبرون من نصيب الكهنة، وجعلوها مدينة ملجأ. ومدينة حبرون موجودة ليومنا هذا، واسمها «الخليل» لأنها مدينة إبراهيم خليل الله. لقد اختار الله حبرون أعظم مدينة في أرض يهوذا، السبط الذي جاء منه داود، ولذلك فإن أهل حبرون أعظم من يحبون داود ويميلون إليه، خصوصاً وأن الملك شاول كان من سبط آخر هو سبط بنيامين. ثم أن مدينة حبرون كانت في موقع ممتاز يحميها من هجوم الوثنيين، الأمر الذي يعطي داود فرصة لتدبير الأمر، أول عهده في الحكم، بعيداً عن الحرب والنزاع. وكان خير حبرون كثيراً لأن بالقرب منها خمسة وعشرين ينبوعاً من الماء وعشر آبار كبيرة، مع كروم وغابات أشجار زيتون. وسمع داود نصيحة الله له، وأخذ رجاله وعائلاتهم وسكنوا في مدن حبرون. وجاء رجال يهوذا ومسحوا داود ملكاً على سبط يهوذا. في تلك المناسبة كتب داود مزموره المئة والواحد. وظل داود يملك سبع سنوات ونصف.