كانت كلمات أبيجايل الجواب اللين الذي يصرف الغضب، كما قال إمام الحكماء سليمان. وبالحكمة بنت أبيجايل بيتها ونحتت أعمدتها السبعة، وبالكلمات اللينة والجواب الحكيم أرجعت داود إلى التفكير السليم.
بدأ داود يجاوب على أبيجايل قال: إن الرب هو الذي أرسلها إليه لتستقبله، والرب دوماً يرسل النافع الصالح. وقال داود لأبيجايل إن عقلها مبارك وإنها هي مباركة. عقلها أفضل من عقل زوجها، وحياتها مباركة أكثر من حياة داود الغاضب.
ثم قال لأبيجايل الحكيمة إن مجيئها نافع لأنه منعه من أن يرتكب الأذى الذي كان سيُتعب ضميره كل أيام حياته. ثم قال إنها جاءت في الموعد المناسب، فإن تأخيرها كان سيسبّب الأذى والضرر لنابال زوجها ولداود ورجاله.
ثم أصدر عفوه عن نابال. ورجعت أبيجايل السيدة الحكيمة إلى بيتها لتجد زوجها سكراناً، فلم تتكلم معه بشيء. وفي الصباح أفاق من سُكره فحكت له كل حكاية داود، فخاف غاية الخوف. من أن يرجع داود ليقتله. وبهذا أظهر أنه ليس أحمق فقط لكنه جبان أيضاً. وبعد عشرة أيام مات! وتقول التوراة إن الرب ضربه.فهل مات نتيجة الخوف والرعب من عودة داود ليقتله؟ أو هل مات نتيجة مرض زاد عليه؟ نحن لا نعلم لكن الكتاب المقدس يقول: إن الشرّ يُبيد الشرير.
وأرسل داود رجالاً يطلب أبيجايل أن تكون زوجة له. وقبلت أبيجايل بتواضع وصارت زوجة لداود.
أيها القارئ، ليس كل رجل حكيماً، وليست كل امرأة جاهلة، لكن العقل عطية من الله، والإنجيل المقدس يعلمنا أن من تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعيِّر فسيُعطى له (يعقوب ١: ٥) يقول لنا الإنجيل: ليس الرجل من دون المرأة ولا المرأة من دون الرجل - ففي المسيح ليس رجل ولا امرأة، بل الجميع واحد، لأن المسيح فدى الكل وأحب الجميع (١كورنثوس ١١: ١١، غلاطية ٣: ٢٨). دعنا نطلب من الله أن يُمتّعنا بنعمة الحكمة.