كيف يمكن تحريك سفينة قناة السويس

[Mary Naeem]

كيف يمكن تحريك سفينة قناة السويس

سلط موقع Popular Engineering الأمريكي الضوء على شحوط سفينة حاويات عملاقة منذ يوم الثلاثاء في قناة السويس، أحد أكثر ممرات الشحن الدولي ازدحامًا في العالم.

وبعد يومين، لا تزال أكثر من 100 سفينة حاويات تنتظر عند كل من طرفي القناة حيث تكافح قوارب الجر والجرافات لتحرير الناقلة "إيفر جرين"، التي تزن 200000 طن متري وتمتد بطول 1300 قدم.
قال دونالد ماير، عميد كلية النقل البحري واللوجستيات والإدارة بأكاديمية كاليفورنيا البحرية، للمجلة: "الأمر يشبه وقوع حادث على الطريق السريع بين الولايات، وقد أدى هذا الحادث إلى إغلاق جميع ممرات السفر، وسيبدأ كل شيء بعد ذلك في التراجع لأنها ليست أزمة كبيرة، بل بالأحرى أزمة قصية الأجل للغاية".
ولفتت المجلة إلى أنه إذا لم يتم تحريك الناقلة التي ترفع علم بنما قريبًا من موقعها الحالي، فقد يتسبب ذلك في كارثة لصناعة الشحن العالمية التي تعثرت بالفعل بسبب تأثيرات وباء كوفيد-19.
كيف شحطت السفينة؟
كانت السفينة إيفر جيفن، المملوكة لشركة شوي كيسن كايشا اليابانية، في طريقها إلى ميناء روتردام، في جنوب هولندا، قادمةً من الصين عندما توقفت بعد أن هبت عاصفة رملية في المنطقة. وانخفضت الرؤية ووصل الرياح إلى سرعات تصل إلى 31 ميلاً في الساعة.
كيف تتعامل هيئة قناة السويس مع الموقف؟
بالإضافة إلى زوارق القطر المحلية الثمانية التي تعمل على تحرير السفينة إيفر جيفن، ظهر أسطول صغير من مركبات البناء – التي تضاءل حجمها مقارنة بحجم السفينة العملاقة التي يبلغ طولها 1300 قدم - على الشاطئ للحفر حولها. ومع ذلك، فإن هذا الجهد لتحرير السفينة لم ينجح اعتبارًا من صباح الخميس، وفقًا لبيان نشرته صحيفة نيويورك تايمز، ومنذ ذلك الحين دفعت هيئة قناة السويس بجرافة كبيرة للمساعدة في هذه الجهود.
كيف سيتم تحريك السفينة؟
هندسيًا، يكمن مفتاح الحل وتحريك الناقلة "إيفر جيفن" في تخفيف حمولة السفينة. طريقة واحدة للقيام بذلك هي تفريغ خزانات الصابورة (وهي ثقل يوضع علی السفينة للحفاظ على توازنها، خصوصا عندما تفرغ من الحمولة).
ومع ذلك، فإن هذا الحل قد يؤثر على استقرار السفينة، كما قال الكابتن مورجان مكمانوس، الأستاذ بكلية جامعة ولاية نيويورك البحرية.
وهناك خيار آخر يتمثل في تفريغ حمولة السفينة، ولكن قد يكون ذلك صعبًا بدون توفر المعدات اللازمة بسهولة.
ويقول ماكمانوس: "في وسط قناة السويس، لا توجد إمكانات كافية للتفريع الكامل وهذا يعني إبحار بارجة رافعة بجانب السفينة الشاحطة، ثم سحب هذه الحاويات واحدة تلو الأخرى". مع وجود سفينة كبيرة مثل "إيفر جرين"، قد يستغرق الجهد أسابيع.
كيف وقع الحادث؟
إن السفينة العملاقة "إيفر جرين"، التي بنتها شركة الشحن Evergreen Marine في عام 2018، هي سفينة حاويات من الدرجة الذهبية. يمكن أن تحمل ما يصل إلى 20000 حاوية شحن بطول 20 قدمًا ولعب سوء الأحوال الجوية الدور الأبرز في ما حدث للناقلة العملاقة.
قد يكون الدافع لبناء سفن أكبر بشكل متزايد هو السبب جزئيًا في وضع إيفر جيفين المحفوف بالمخاطر. يقول ماكمانوس: "لقد أصبح الحجم كبيرًا جدًا لدرجة أن الكثير من البنية التحتية لم يلحق بعد بمتطلبات حجم السفينة".
قد يكون توجيه السفن بحجم "إيفر جرين" تحديًا، لذا يقوم الربابنة بإجراء مناورات مراوغة مسبقًا.
وقال ستيفن براون، رئيس قسم النقل البحري والأعمال الدولية والخدمات اللوجستية في أكاديمية كاليفورنيا البحرية، إن الناقلة تحولت فيزيقيًا لجدار ضخم. "إذا كانت هناك رياح من العارضة، أو جانب السفينة، وكان لديك نقص في التحكم في التوجيه، فمن السهل جدًا أن تنقلب السفينة جانبًا."
لماذا تعد قناة السويس مهمة للغاية؟
أجابت المجلة الأمريكية: "تمر قناة السويس عبر مصر وتعمل كحلقة وصل وحيدة بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط. وأصبح الممر المائي الذي يبلغ طوله 120 ميلًا ممرًا حيويًا للشحن ويمكن أن يستوعب ما يصل إلى 50 سفينة يوميًا، مما يربط بسرعة الأسواق في آسيا وأوروبا. ما يقرب من 12 في المائة من جميع التجارة البحرية تشق طريقها عبر السويس؛ إنها الثانية بعد قناة بنما، أكثر الممرات البحرية ازدحامًا في العالم".




هذا الخبر منقول من : الرئيس نيوز