رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرجاء الثابت وكان أبونا بيشوي متيقنًا بأن الخدمة الحقيقية هي عمل "الراعي الأعظم" الذي هو وحده يقود شعبه من خلال الكهنة. وفسّر هذا اليقين بأن كلمة كاهن باللغة اليونانية هي "إبريسفيتيروس" ومعناها "شفيع". ولذلك كان العمل الأساسي للكاهن هو أن يصلي عن شعبه لأن الصلاة هي القوة الدافعة لكل الأنشطة الكهنوتية. ويكشف القداس الإلهي عن هذا السر لأن الكاهن يصلي عن نفسه وعن شعبه، يصلي عن المرضى والمسافرين، وعن أولئك "الذين سبقوا فرقدوا"؛ إنه يصلي عن رئيس الدولة كما يصلي عن بابا الكنيسة، بل إنه يصلي عن النيل والنباتات "وكل شجرة مثمرة في العالم بأسره " إذن فالدرس الأول المُلقى على الكاهن هو أن يتعلم أن يصلي. ولقد بلغت الرغبة بأبينا بيشوي في تعليم الصلاة إلى أن أصدر: ١ - رسالة عن صلاة للقديس نيلوس السينائي. ٢ - كتاب عن "صلاة يسوع"، الصلوات التي توارثتها الأجيال عن الآباء والمعروفة "بصلوات الأجبية" أو صلوات السبع ساعات المرتبة تبعًا للساعات الكنسية. ولأنه عاش هذه التعاليم بالفعل يومًا بعد يوم فقد امتلأت حياته بالبركة: يعمل الله فيه وبه وينجح أعماله. ومن أرق القصص الدالة على رجائه الثابت قصة امرأة كان زوجها يكره الكنيسة كراهية عنيفة. فكان إذا ما وجد في بيته صورة السيد المسيح أو لأحد القديسين يمزقها إربًا إربًا. كذلك أصرّ على عدم مقابلة أي كاهن. وكلما روت الزوجة لأبينا بيشوي أعمال زوجها وأقواله يجيبها باستمرار الإجابة عينها: "صلّي من أجله". ومرت سنوات. وبدا كأن قلب الزوج لا يمكن اختراقه ولكن أبونا بيشوي لم ييأس. ومرض الزوج، وفي شدة وجعه طلب إلى زوجته أن تأتي له بصورة المسيح المصلوب. واحتضن الصورة بحرارة وانهالت دموعه في ندم وتوبة. وثمة قصة توضح أن تأثير أبونا بيشوي تخطّى حياته الأرضية. فقد جاهد ليكسب شابًا سائرًا في طريق الضلال. ولكن جهاده ضاع سدى. وحين كان رجل الله راقدًا رقدته الأخيرة داخل نعشه عند حجاب الهيكل تقدّم هذا الشاب وركع إلى جانبه وقبّل يده، وبدموع غزيرة أعلن توبته أمام الجمع الحاشد. |
|