رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القمص بيشوي كامل الوداع الاخير الوداع كانت الساعة الثامنة والثلث آنذاك من صباح الأربعاء ۱۲ برمهات وبعد ثلاث ساعات كان الجثمان الطاهر مُسجَّى داخل نعشه عند حجاب الهيكل. كان مرتديًا ثيابه الكهنوتية البيضاء المزيَّنة بالذهبي وهو ممسك بيده صليبًا خشبيًا - وبعبارة أوضح كان مرتديًا ثياب السمائيين كما وصفهم يوحنا الرائي. رقد هناك في نعشه المفتوح بينما مرَّت الجماهير الحاشدة في صفٍ واحدٍ لتنال بركته الأخيرة. كانوا يدخلون من الباب الجنوبي الغربي للكنيسة، ويقبِّلون الصليب في اليد التي تحمله في إصرار، ثم يخرجون من الباب الشمالي الشرقي. واستمر الجموع في سيرٍ لا ينقطع مذاك إلى الساعة الثالثة من ظهر الخميس. وفي تلك الساعة دخل قداسة البابا الأنبا شنودة الثالث ليرأس شعائر التجنيز. وكان برفقته أصحاب النيافة الأنبا يؤانس أسقف الغربية، الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة والخمس مدن الغربية، الأنبا بيشوي أسقف دمياط والبراري وكفر الشيخ، الأنبا هدار أسقف أسوان، الأنبا بنيامين أسقف المنوفية، والأنبا تادرس أسقف بورسعيد، والأنبا رويس أسقف عام. ودخل معهم جميع كهنة الإسكندرية وعدد وفير من كهنة كافة البلاد المصرية. كذلك جاء رؤساء الطوائف المختلفة. وإلى جانب كل هؤلاء حضر مندوب عن رئيس الجمهورية ومندوب عن رئيس الوزراء. أما الناس فقد ملأوا الكنيسة والقاعة التي تحتها ومداخل الكنيسة وما حولها، والشوارع المحيطة بها على بعد مربعين شرقًا وغربًا، بل لقد وقف البعض منهم على حدود شريط الترام، وملأوا النوافذ والشرفات القريبة. ولما انتهت الصلوات ألقى قداسة البابا كلمة نقتطف منها ما يلي: "أحبائي - ما أصعب أن تتحوَّل حياة إلى قصة. والأكثر صعوبة أن يتحوَّل صوت معلم إلى صمت... إن أرواحًا معينة، في فترة قصيرة، تحوِّل الحياة. ولقد كان أبونا بيشوي روحًا من تلك الأرواح العظمى، بل بالحري واحدة من تلك الإمكانيات الجبارة التي استخدمها الله لبناء ملكوته... وحين دخل أبونا بيشوي أدخل معه نوعًا جديدًا من الخدمة فيها يأخذ الخادم من الله مباشرة ليعطي للشعب... وفيه اجتمع التواضع بالشجاعة... والكنيسة التي خدمها أصبحت مركز إشعاع... كنا نحزن حقيقة لانتقال أبينا بيشوي لو أنه كان شخصًا؛ إنه لم يكن شخصًا بل بالحري كان مدرسة. وهذه المدرسة باقية في تلاميذه العديدين... إن الأرواح الكبيرة أرواح مجاهدة بلا انقطاع سواءً في الجسد أو خارج الجسد. وروح كبيرة كأبينا بيشوي لا يمكن أن تكف عن الجهاد. فلقد انضم إلى جماعة القديسين، وكلهم أصبحوا أكثر قوة وأعظم إمكانيات وأوسع حرية... لسنوات كثيرة لم أكن أتصوَّر كنيسة مارجرجس بسبورتنج من غير أبينا بيشوي. وحتى الآن مازلت أعتقد أنه فيها فليس من المعقول أن شخصًا ينسى جهاد السنين الكثيرة حينما ينتقل إلى العالم الآخر... أطلب إلى الرب الإله نياحًا لهذه النفس المباركة في الفردوس، وعزاء روحه القدوس لكل أحبائه وأبنائه العديدين - آمين". إن الكلمات التالية هي حوار بين اثنين من ضباط الشرطة كانا مكلفين بالحراسة ساعة الجنازة كما رواها القس لوقا سيداروس: قال أولهما: "كنت متوقعًا أن أجد أكثر من نصف مليون شخص، وأظن أن المسيحيين لم يعطوا أبونا حقه من التكريم". وسأله الثاني في دهشة واضحة: "إلى هذا الحد؟ إني لم أحضر في حياتي جنازة مليئة بهذا الإخلاص والعرفان! ولم أرَ قط قلوبًا كسيرة، ولا دموعًا سخينة! ومع ذلك - ألم يكن الرجل مجرد كاهن؟!" قال الأول: "لو أنك كنت على صلة قريبة بالرجل لاتفقت معي. لأني أقول لك لو أنك طلبت إليه أن يحل سيور حذائك لقبل ذلك من غير تذمّر، بل بالحري لفعله بفرح وسرور. تصوَّر إنه أعطى ذاته إلى هذا الحد لكل إنسان! ولهذا السبب أقول إنهم لم يوفوه حقه من التكريم". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس القمص بيشوى كامل |
قصة حياة القمص بيشوي كامل |
القمص بيشوي كامل ومرضه |
كتب القمص بيشوى كامل |
ألبوم صور القمص بيشوى كامل |