رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
*عناية الله بنا في الشدائد* +التجارب الحادثة لنا ، وتعرض بدون إرادتنا بنوع من السياسة الإلهية، *هي:* *تعلِّمنا محبة الأعمال وتجذبنا إلى التوبة من غير إرادتنا.* ولهذا فإن القلب المؤمن ما يخاف من شيء، بل يحتمـل كل الأشياء و يُصدِّق أن : الله قد جلب عليه (التجارب) بسياسة منه؛ لأن الله ينظر في تواضع قلبنا، ولا يتركنا أن نقع في شيء ردئ أو أن نضل منه ونهلك. فالأعمال التي لأجل الله تتبعها معونة، وباختصار فإنه : +بالضيقات توجد كل الخيرات، وبالضيقـات يقتني الخطاة درجات القديسين، وهي رسـم التوبـة. لأنه إذا ما ثبَّتت النعمة الإنسان في الاتكال على الله والثقــة به، عند ذلك تبدأ أن تدخله في التجــارب قليـلاً قليـلاً، وتسمح أن تنطلق عليه التجارب، التي تكون في منزلتــه كفاية ومقدرة على حمـل صعوبتهـا. +وفي وسط التجربة: تدنو منه النعمة بمعونتها ( بنوع ) محسوس، وذلك لكي يثق ويتشجع، و يتخــرج (أي يتدرب) قليلاً قليلاً، ويقتني حكمـة وفهمـــاً، ويجســر على أعدائه بثقته بالله. لأن الإنسان لا يستطيع أن: يتحكم (أي يقتني حكمة) في القتال الروحاني بدون هذه (التجارب)، ولا أن يعرف مُدبِّره ويحس بالله وتثبت أمانته فيه خفياً، بالقوة التي قبلها فـــي نفسه بالتجربة. +وإذا نظرت النعمة أنه: قد بدأ يتحرك فيه فكر عظمة أو ظنون بنفسه ( أي غرور )، فإنها تسمح بأن تشتد التجارب عليه وتتصعب، لكي يعرف ضعفه فيهرب ويلتجيء إلى الله باتضاع. +عجيبة هي معونة الله مع الإنسان: و تُعرف إذا حصل في وسط أمور خطرة مملوءة مـن قطع الرجاء واليأس،حيث هناك يُظهر الله قوته ويخلِّصه منها. +فالإنسان: لا يعرف قوة الله أبداً في الراحة والسعة، ولا يظهر قط فعله محسوساً، إلا في موضع هادئ وبرية ومواضع خالية من الاضطرابات ، والمفاوضات ومن مساكن الناس. (من ميامر القديس مار اسحق ج1 الميمر الرابع) |
|