05 - 03 - 2021, 02:16 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
نزع المُلك عن وشتى
إذ رفضت الملكة الحضور "إغتاظ الملك جدًا وإشتعل غضبه فيّه" [12]، وهكذا إنقلب إلى النقيض من حب شديد وإعجاب بزوجته الملكة إلى نيران غضب مشتعلة فيّه من جهتها.
إستشار الملك الحكماء والعارفين بالأزمنة (ربما يعني السحرة وأصحاب العرافة) [13]، والعارفين بالسنة والقضاء...، وإذ يبدو وجود خلافات بين الملكة ومموكان أحد هؤلاء المستشارين للملك، بالغ في الأمر وحسب ما فعلته وشتى إساءة لا إلى الملك والرؤساء فحسب بل وكل رجال مملكته، إذ تسمع النساء بما حدث فيحتقرون رجالهن، وطلب منه أن يُنزع المُلك منها ويعطى لمن هي أحسن منها [19].
لقد حسب مموكان في تصرف وشتى كسر لقانون الطبيعة وقانون الأسرة، فيفقد الرجل سلطته على زوجته، وتحتقر الزوجة رجلها، وظن أن القوانين هي التي تسند الرجل وتهبه السلطان. لعل هذا التصرف يكشف عن شعور داخلي كان يجتاز في حياة الرجال في ذلك العصر، وهو العجز عن السيطرة والقيادة للأسرة ولم يدركوا أن القيادة الحكيمة لا تستمد قوتها من قوانين وأوامر وإنما بروح الحب الباذل، إذ يقول الرسول: "أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها... وأما أنتم الأفراد فليحب كل واحد إمرأته هكذا كنفسه" (أف 5: 25، 33).
يقول مموكان: ليكون كل رجل متسلطًا في بيته ويتكلم بذلك بلسان شعبه" [22]، وبمعنى أنه إن تزوج رجل إمرأة من جنس آخر، يلتزم البيت أن يتكلم بلغة الرجل لا المرأة. هذه هي صورة الحياة الأسرية في ذهن رجال فارس، ولم يدركوا أن اللغة التي تسود البيت يجب أن تكون لغة الحب القادر أن يأسر المحبوبين. ليس بين الزوجة والزوج صراع على السلطة وإنما يليق أن يوجد بينهما شوق نحو البذل العامل بالمحبة الداخلية وإدراك لوحدة الحياة والفكر.
لقد أحب أحشويروش وشتى لأجل جمالها وحسبها وغناها، وفي غضبه تشاور مع الآخرين في أمرها، أما نحن فنتقبل الزوجة (أو الزوج) من يدّ الله ليهبنا روح الوحدة فيه مقدسًا العلاقة الأسرية التي لا تنحل. وكما يقول العلامة ترتليان: [كيف أستطيع أن أصف سعادة الزواج الذي تقره الكنيسة، ويثبته القربان، وتختمه البركة، وتذيعه الملائكة، ويعلن الآب شرعيته
|