* يمكن أن ينطق بهذه الكلمات على وجه الخصوص من دُعى للاستشهاد، يضطهده رؤساء هذا العالم وسلاطينه الذين أُوكِل إليهم الحكم على حياة الناس أو موتهم. هلم ننظر إلى الشهيد فإنه يشاهد مختلف أدوات التعذيب ولا يجزع منها، وإنما يتذكر أحكام الله ويجزع منها. فهو مشغول تمامًا بتذكر هذه الأحكام والعقوبات المعدة هناك لمن ينكر الله.
يقول أيضًا: "الرؤساء اضطهدونى بلا سبب"، اضطهدونى ليس لأني سارق أو قاتل أو لأنني ارتكبت فعلًا ما يستحق اللوم، وإنما لأنني أمجدك أنت يا الله خالق الكون، ولأنني آمنت باسم ابنك الوحيد. لأجل هذا اُضطهدت، وفي هذا الاضطهاد أجزع، ليس بسببهم أو بسبب تهديداتهم، وإنما بسبب الخوف الذي أشعر به تجاه أحكامك.
يليق بنا أن يكون لنا المخافة النابعة عن أقوال الله، فنرجع عن خطايانا، خاصة تلك التي تتمثل في إنكار ذاك الذي مات من أجلنا.
من يتمسك بهذا يبتهج بأقوال الله .
العلامة أوريجينوس