استير ونص ديني بلا إله ولا عجائب
بقي أنّ الملكة إستير فرضت نفسها، هي وقصتها التي لا يظهر أنّ هناك عناصر جديّة تسندها في الحقائق التاريخية للعصر الأخميني، في التاريخ الفارسي الذي تتخذه هذه القصة مسرحاً لها. فرضت إستير نفسها كملكة للأدب والفن الشعبيين اليهوديين قبل أي شيء آخر، كقصة ترمز إلى دخول "العناية الإلهية" في طور من "العمل السرّي"، فبدلاً من أن تسرد القصّة كيف يبعث الله بمرسليه لهداية قوم أو لإنقاذ قوم، فإنّها قصّة يتحرّك فيها مرسلو الرّب بشكل سرّي، دون أن تخبرنا هذه القصة عن أي اتصال علني له بهم، أو أي نصح ينقله لهم من خلال ملائكته، أو أي كرامات وخوارق يمنحها لهم، اللهم سوى الحيلة والتصبّر والمجازفة. هذا بالذات ما صنع أهمية نموذج "الملكة إستير" في المخيلة الدينية اليهومسيحية.