سوف نجد بطبيعة الحال أن قبولنا للجنس الآخر لا يمكن أن يتحقق إلا إذ كنا قد قبلنا أولاً الجنس الذي ننتمي إليه.. فالرجل لا يعرف معنى وجود المرأة بالنسبة له إن لم يعرف أولاً معنى رجولته، والمرأة لا تكتشف قيمة الرجل إلا من خلال إكتشافها المعنى الحقيقي لأنوثتها.
والواقع العملي يعملنا أنه بدون التواجد المشترك للجنسين معاً، والتعامل الواعي المتعقل بينهما، يصعب جداً فهم الجنس الآخر، وتكوين رؤية واضحة وسليمة عنه.. لذلك نجد في المجتمعات التي لا يُسمَح فيها بالتعامل الطبيعي بين الجنسين، أن الفتاة تصبح بالنسبة للشاب لغزاً محيراً، ويصبح الشاب بالنسبة للفتاة مخلوقاً غامضاً.. ومن هنا ينشأ الصراع الدائم بين الرغبة في إكتشاف الجنس الآخر، والخوف من المجتمع الذي يمنع ذلك.. وهكذا تتولَّد الضغوط الجنسية..
وحينما يتدخل الخيال (أحلام اليقظة) ليخفف من حدة الصراع، فإذ به يجعل رؤيتنا للجنس الآخر بعيدة عن الواقع، وحينما نعود إلى أرض الواقع نجد الصراع على أشده، ونجد الضغوط الجنسية تزداد حدة. ومن هنا يبحث بعض الشباب عن مخرج لتخفيف حدة تلك الضغوط بممارسة اللذة الإنفرادية.
ومن المفيد –إذن- أن يتواجد الشباب من الجنسين معاً في حضن الكنيسة، وتحت إشراف واع من الآباء الكهنة والخدام، وبتوعية مستمرة للطرفين.. ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال الندوات المشتركة، والأيام الروحية، والرحلات العائلية.
أخيراً نقول أن من علامات القبول السليم للجنس الآخر، أن ينظر كل من الشاب والفتاة للآخر كشخص له قيمته وكيانه الإنساني المتميز لا كجسد للإمتلاك والإستمتاع، وهذا يتكون من خلال التعامل السليم بين الجنسين، جنباً إلى جنب مع النمو النفسي والروحي السليم.. فهذا يؤدي لنمو الشخصية وإلى أن يتعامل الشباب من الجنسين كأخوة وأخوات في الرب، مثلما أوصى بولس الرسول تلميذه تيموثاوس أن يتعامل مع "الحدثات (الشابات) كأخوة بكل طهارة" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2:5).
موقع الأنبا تكلا