منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 02 - 2021, 04:09 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

سفر يونان رواية تعليمية


سفر يونان رواية تعليمية

ان سفر يونان رواية تعليمية، تدعو إلى اخذ المسؤولية على عاتقنا. وان الله يسترجعنا إذا حاولنا التهرب من مسؤوليتنا. واذا فهمنا ذلك، بدات تفاصيل القصة تنجلى.

مهما حاول الانسان الهرب من أمام رسالة الله، ومن مصيره، فالله يسترجعه بطريقة مختلفة تعاكس حياته، ويدعه يجرب نفسه أكثر من مرة محاولاً الهرب من هروبه الفاشل مبتداً بنقطة انطلاق اخرى، لكن دون جدوى . لا يريد يونان أن يذهب، فبدلاً أن يذهب إلى الشرق يبحر إلى الغرب ( ترشيش ). ثم تصف القصة بصور رائعة كيف أن يونان يختلي مع نفسه، فينزل أكثر فأكثر في الظلمات في الحفرة انه يسير مع سفينته إلى اتجاه الليل ( الغرب )، وينزل في عمق جوف السفينة، ويسد عينيه، ويغوص في نوم عميق. الهرب الفاشل.

اجتهد يونان في تجنب أمر الله بمناداة نينوى، على التوبة محاولاً الهروب بسفينة، من يافا إلى ترشيش وأثناء الهرب أتت عاصفة كبيرة من قبل الله بسببه، فكادت السفينة تغرق، فيطرحه الملاّحون في البحر لتهدئة العاصفة، وتبتلعه سمكة كبيرة، بعدما كان في بطن السمكة ثلاثة ايام. بدأ يصلي لينجيه الله من سجن الحوت.

قذفه الحوت إلى حافة الشاطئ. فيرسل الله يونان إلى هذا العالم الفاسد في عينيه ويكرس يونان معلناً بالتوبة، فيتوب أهل نينوى ويترك الله العقاب الذي قصده.

أخيراً يعلمنا الله معنى الرحمة، التي ليست بالترحم على ذات نفسه. بل الترحم من أجل العالم كله. هنا نرى يونان الذي ينصب مظلة ( يرمز إلى الحرية من العبودية حسب عيد المظال)، ويفرح بالشجرة التي تعبر عن الفضل الإلهي، شجرة عجيبة، تذكرنا بشجرة الفردوس. لكن في الغد تهلك الشجرة، كما يريد يونان ان تهلك المدينة، رمزاً ودرساً له، ولشعبه العنصري، لكي يفهم الآن الآية القائلة: " اني اريد الرحمة ، لا الذبيحة " أو " كونوا رحماء كما اباكم رحيم " ( لوقا 6 : 36 ).

النبي المدعو من قبل الله للقيام برسالة خاصة، وهي الكرازة بالتوبة في نينوى، مدينة العنف والحروب، ومركز العالم القديم. لكنه يرفض الالتزام، ويهرب من ( وجه الله )، ذاهباً إلى البحر، مكان الموت والهلاك، ليتخلص من صوت الله ودعوته، ولا ينزعج من استعمال الحيلة، والكذب لتحقيق هدفه.

يرفض يونان الطاعة، ويتجنب ارادة الله، والمسؤولية عن خير شعب غريب. أن يونان نبي هارب، غير وفي، قليل الثقة، لأنه لا يهتم إلا براحة نفسه، دون الآخرين، ويفضل الهرب الأناني، الذي يودي به أخيراً إلى العاصفة والهلاك.

يونان يمثل كل واحد منا، في بعض الاوقات نهرب من واجباتنا، وذلك باستعمال نوع من الأعذار الكاذبة، لكي لا تظهر، حتى لانفسنا. يدعونا الله، على المستوى الفردي، إلى الالتزام بواجباتنا تجاه الآخرين، لكننا نهرب من التعب، ونفضل الكسل ( هلاك الضمير نتيجة الكبرياء، الطمع، اشباع الحواس، الشراهة، قبول الحرام، الاحتيال، الكلام بلسانين، النميمة، الحسد، البخل، قساوة القلب، الاستهزاء من الآخرين...الخ ). فمن ثم واجب على المؤمن، أن يهرب من الشر الذي يدمره عوضاً عن الهرب من الله الذي يحبه، ويقصد إصلاحه لينمو في الحب والحياة مع الآخرين، وذلك بواسطة صوت الروح القدس في عمق الضمير، حيث يدعوه إلى أعمال الرحمة، والغفران، والتواضع.

كان يونان نائماً في جوف السفينة، رافضاً كل مسؤولية تجاه رسالته، وحتى تجاه الناس الذين هددهم خطر العاصفة، نراه منكمشاً منقبضاً في بطن الحوت. قد ذكرني ( نوم يونان )، بنوم التلاميذ في حديقة الزيتون، وبنوم الكنيسة المتكرر عبر الأجيال، ويمثلنا يونان بهذا الموقف، لاننا مراراً بعدما فشلنا في عمل، نرفض أن نهتم بأي شيء أو نلتزم بأي واجب آخر.

لكن أيضاً كجماعة كنسية، نفضل أنفسنا عن الآخرين، ونحتقرهم كأنهم غير صالحين مثلنا، ونرفض أية علاقة بهم، لأننا نخاف على كرامتنا. لكن أخيراً يترحم الله حتى على يونان، لأن الحوت خلصه من البحر، فعلاً، يد الله تحمينا، لا تخنقنا.

كما خلص الله سفينة نوح من الطوفان الهالك، هكذا خلص يونان الغارق في أنانيته، والذي قصد هلاك نينوى، ثم تعلم يونان الصلاة، في بطن الحوت، في الضيق ومن الأعماق، وسط أخطار المياه، يصرخ إلى الله قائلاً : " أين أهرب حتى إلى جوف البحر، لكن يدك هناك، يدك الممتدة لمسكني وتنقذني ".


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وما الحياة إلا محطات وفي كل محطة رواية لكل رواية
يونان النبي | وقد كان يونان أحد أنبياء إسرائيل (يونان 1:1)
أمثال تعليمية عن التواضع
أمثال تعليمية عن الصلاة
مزامير تعليمية


الساعة الآن 12:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024