تعاليم الجهلاء...ومدرسة السماء...وحقيقة الأقرباء
للقمص روفائيل سامي
طامية-فيوم
+تعاليم الجهلاء:-
وأما الكتبة الذين نزلوا من أورشليم فقالوا إن معه بعلزبول وأنه برئيس الشياطين يخرج الشياطين(مر3:22) مع أنهم طائفة الكتبة إلا أنهم جهلاء بسبب الفكر الشيطاني الذي كان يلازمهم بالقول والفعل فنزلوا من أورشليم لينتشروا كذب أبليس وفكره الذي يريد أن يزرع بذار الشك بين أجيال العهد الجديد كما فعل إبليس قديما بحواء الأم وأبونا آدم أرادوا أن يشككوا في مقدرة السيد المسيح الذي جاء إلينا حبا ليخلصنا من الشر ومن كل مرض ومن حيل إبليس وجنوده وأراد هؤلاء الكتبة بمكر أن يصنعوا انشقاق بين الجموع الذين شاهدوا عمل الرب ومعجزاته فهم أعداء الخير والرحمة قال عنهم الرسول محذراوأطلب إليكم أيها الإخوة أن تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات خلافا للتعليم الذي تعلمتموه وأعرضوا عنهم.لأن مثل هؤلاء لا يخدمون ربنا يسوع المسيح بل بطونهم وبالكلام الطيب والأقوال الحسنة يخدعون قلوب السماء(رو16:17-18) هؤلاء انزعج المرنم من أجلهم وصرخ قائلا في المزمورحتي متي الخطاة يارب حتي متي الخطاة يشمتون يبقون يتكلمون بوقاحة كل فاعلي الإثم يفتخرون.يسحقون شعبك يارب ويذلون ميراثك يقتلون الأرملة والغريب ويميتون اليتيم.ويقولون الرب لايبصر وإله يعقوب لا يلاحظ افهموا أيها البلداء في الشعب ويا جهلاء متي تعقلون الغارس الأذن إلا يسمع الصانع العين إلا يبصر المؤدب الأمم إلا يبكت المعلم الإنسان معرفة الرب يعرف أفكار الإنسان أنها باطلة(مز94:3-11) فحقا كتب عنهم الكتابتعب الجهلاء يعييهم لأنه لا يعلم كيف يذهب إلي المدينة(جا10:15).
+ومدرسة السماء:-
فدعاهم وقال لهم بأمثال كيف يقدر شيطان أن يخرج شيطانا.وإن انقسمت مملكة علي ذاتها لا تقدر تلك المملكة أن تثبت وإن انقسم بيت علي ذاته لايقدر ذلك البيت أن يثبت وإن قام الشيطان علي ذاته وانقسم لايقدر أن يثبت بل يكون له انقضاء.لا يستطيع أحد أن يدخل بيتا قويا وينهب أمتعته إن لم يربط القوي أولا وحينئذ ينهب بيته.الحق أقول لكم إن جميع الخطايا تغفر لبني البشر والتجاديف التي يجدفونها.ولكن من جدف علي الروح القدس فليس له مغفرة إلي الأبد بل هو مستوجب دينونة أبدية.لأنهم قالوا إن معه روحا نجسا(مر3:23-30) لقد كان جهل الكتبة الذين نزلوا إلي أورشليم سببا في إعلان مدرسة السماء التي منهجها الإيمان والسبيل إليه هو الوحدة والترابط والإخلاص فالمعلم الأعظم لقن أولئك الجهلاء أتباع إبليس درسا من دروس مدرسته لاينسي مؤكدا أن مملكة الشيطان لا يمكن في أي حال أن تصنع خيرا وأن كل من لا يقبل العمل الإعجازي السماوي بالإيمان فهو مجدف بل كل من لايقبل عمل الروح القدس المستمر في الكنيسة ويكون مطيعا له مؤمنا به لاتغفر له خطيته فهكذا مدح الرسول أهل رومية قائلالأن طاعتكم ذاعت إلي الجميع فأفرح أنا بكم وأريد أن تكونوا حكماء للخير وبسطاء للشر.وإله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعا نعمة ربنا يسوع المسيح معكم أمين(رو16:19-20) فمدرسة السماء هي مدرسة الفضائل التي تحلي بها الآباء القديسين وتعلموا فيها المثابرة والاحتمال والعلاج وليس القطع لأن أساس منهجها هو الحب السماوي والعطاء الإلهي الذي يجمع ولايفرق ومن هذا المنطلق عرفنا القوة التي لاتعرف الضعف والانشقاقات.
+وحقيقة الأقرباء:-
فجاءت حينئذ إخوته وأمه ووقفوا خارجا وأرسلوا إليه يدعونه.وكان الجمع جالسا حوله فقالوا له هوذا أمك وإخوتك خارجا يطلبونه فأجابهم قائلا من أمي وإخوتي.ثم نظر حوله إلي الجالسين وقال ها أمي وإخوتي.لأن من يصنع مشيئة الله هو أخي وأختي وأمي(مر3:31-35) يؤكد لنا المخلص في حديثه عن القرابة أنها ليست تلك الجسدية فقط إنما هناك قرابة حقيقية تجمع كل المؤمنين في جسد واحد وهي من يصنع مشيئة الله وتجمع بالإيمان الكنيسة الواحدة الوحيدة التي هي الجسد الحقيقي لشخصه القدوس وهو الرأس لهذا الجسد الطاهر كما يقول الرسول في رسالته إلي أهل أفسسأيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضا رأس الكنيسة وهو مخلص الجسد(أف5:22-23) فالقريب هو من يسير علي درب من أحبه كما يعلمنا الرسولأيها الخدام كونوا خاضعين بكل هيبة للسادة ليس للصالحين المترفقين فقط بل للعنفاء أيضا لأن هذا فضل إن كان أحد من أجل ضمير نحو الله يحتمل أحزاننا متألما بالظلم لأنه أي مجد هو أن كنتم تلطمون مخطئين تتصبرون بل أن كنتم تتألمون عاملين الخير فتصبرون فهذا فضل عند الله.لأنكم لهذا دعيتم فإن المسيح أيضا تألم لأجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر.الذي إذ شتم لم يكن يشتم عوضا وإذ تالم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده علي الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم لأنكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الآن إلي راعي نفوسكم وأسقفها(1بط2:18-25) فبئس الجهل والغباء ومرحبا بمدرسة السماء التي تجعلنا بالحقيقة أقرباء
.وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع
جلسة حوار...وحقيقة مشوار...ونصيحة للأبرار.