رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النبي أيليا شاهد الربّ الضابط الكلّ
إنّ التسبيتي (إيليا) قد حصل معايناً لله. فإنّه، مع موسى، قد أبصر الأمور التي لم ترها عينٌ، ولم تسمع بها أذُنٌ، ولم تخطر على قلب بشرٍ من الأرضيين، مشاهداً الربّ الضابط الكلّ، على طور ثابور متجسّداً. هذا ما يتفوهُ بهِ مرنمُ الكنيسة. افرح أيها الملاك الأرضي والإنسان السماوي، يا إيليا العظيم الاسم. يتميزُ النبي ايليا بين الانبياء ليس فقط لأنهُ سبقَ وتنبأَ عن تجسدِ كلمةِ الله بل لأنهُ عاينَ أيضاً المسيحُ مخُلصنا على جبلِ طابور في يومِ التجلي الإلهيّ مع موسى النبي وقد أبصر الأمور التي لم ترها عينٌ، ولم تَسمعُ بها أذُنٌ، ولم تخطرُ على قلب بشرٍ من الأرضيين. وعدا عن هذا فإن القديس الانجيليّ لوقا البشير يذكرُ النبي إيليا عند ظهور ملاك الرب لزخريا مُعلِناً لهُ عن ولادةِ ابنٌ لهُ هو النبي يوحنا السابق إذ” يَتَقَدَّمُ (يوحنا) أَمَامَهُ (أي أمام المسيح) بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ (لو 1: 17) أي بموهبة ايليا النبي الروحية وقوته. ويُقَدِمُ لنا الرسول القديس يعقوب أخِ الرب في رسالتهِ الجامعة مثالاً عن قوةِ الصلاة مُقدِماً نموذجاً لنا يُقتدى بهِ هو القديس ايليا النبي إذ يقول:” طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا.كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. ثُمَّ صَلَّى أَيْضًا، فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَرًا، وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا. (يع 5: 17 – 18). إنّ الموهبةَ والعطية الإلهية لشخصيةِ القديس إيليا النبي تظهرُ فعّالةً بقوةٍ وغيرةٍ إلهية في العهد القديم والعهد الجديد كارزةً بالتوبة والعودة إلى الله ومحاربةً ضلالة الأوثان التي انجر الشعبُ لها. وبكلامٍ آخر إنّ مساهمة إيليا كانت حاسمةً في الحفاظ على التاريخ الإلهي الذي تَكَشّفَ للنبي موسى على جبل سيناء أي التوحيد الأخلاقي الذي هو عبادة الله الواحد وَلَمَّا رَأَى أَخْآبُ إِيلِيَّا قَالَ لَهُ أَخْآبُ: «أَأَنْتَ هُوَ مُكَدِّرُ الشعب فَقَالَ: «لَمْ أُكَدِّرْ الشعبُ، بَلْ أَنْتَ وَبَيْتُ أَبِيكَ بِتَرْكِكُمْ وَصَايَا الرَّبِّ وَبِسَيْرِكَ وَرَاءَ الْبَعْلِ (3 مل 18 :17-18) وأنبياء الخزي (3 مل 18: 19). ومن الجدير بالذكر أن “أنبياء الخزي” هم كهنة البعل الذينَ كانوا يصنعونَ نبوءاتٍ من شعوذتهم وسحرهم من جهةٍ ومن الجهة الأخرى كانوا يخدمون آلهة عشتروت وأفروديت بالخلاعة والفسق وأعمالٍ ماجنةٍ مخزيةٍ لهذا أُطلق عليهم بكهنة الخزي. إنّ رسالة القديس إيليا النبوية وكرازتهِ ودعوته للتوبة لها أهميةٌ لاتزالُ باقيةً إلى الآن وعلاقةً مباشرةً لِما يحصلُ في عصرنا الحالي من الآثام والانشقاقات والبدع. فلاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا، لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الارْتِدَادُ أَوَّلاً، وَيُسْتَعْلَنْ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ(2 تس 2: 3 -7) ويضيف القديس بولس قائلاً لأَنَّ سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فَقَطْ، إِلَى أَنْ يُرْفَعَ مِنَ الْوَسَطِ الَّذِي يَحْجِزُ الآنَ. وهنا لابد أن نتساءل أيها الأخوة الأحبة عن ما هو المقصود بالارتداد والآثام؟ إنهُ الضلال ابْنَ إِبْلِيسَ! عَدُوَّ كُلِّ بِرّ! الذي (أي ابليس) لاَ يزَالُ يُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ (أع 13 :10) بحسب الحكيم بولس. ” إن سُبُل الرب كلها مستقيمة” وما هي تلك السُبُل؟ إنها وَصايا الله أيّ استنارةُ الروح القدس التي تُعطى للبشر لكي تَجعلهُم يَصِلوا إلى حقيقةِ المسيح عبرَ توبتهم كما يقول النبي حزقيال” عِنْدَ رُجُوعِ الشِّرِّيرِ عَنْ شَرِّهِ وَعِنْدَ عَمَلِهِ بِالْعَدْلِ وَالْحَقِّ، فَإِنَّهُ يَحْيَا بِهِمَا.“(حز 33: 19) وبتوضيحٍ أكثر إنه عدلٌ عندما يتوبُ الخاطئ ويترُكُ خطيئتهُ ويصنعَ البِرَ فإنهُ يعيشُ حياةً سعيدةً بسبب حياته الفاضلة وبكلام آخر إنّ الانسان مدعوٌ للتوبة عبر حريتهِ واختيارهِ ومسؤوليتهِ الشخصية أمام الله. ونعمة الله هي تلك التي تفعلُ في التائبين. فحيثُ تَكثُر الخطيئة تُعطى النعمة بوفرةٍ كما يقول القديس بولس الرسول حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا (رو 5: 20) وفي مكانٍ آخر يقولوَلكِنْ حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اللهِ وَإِحْسَانُهُ *لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ * خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ. (تي 3 :4-5). سأل الرب النبي إيليا قائلاً لهُ مَا لَكَ ههُنَا يَا إِيلِيَّا؟ (3 مل 19 :13) فأجاب إيليا بأنَّه مملوءٌ غيرةً على مجدِ الرب، لكن قد حطَّمهُ اليأس، إذ لم يعد بعد يرى أحدًا يعبدُ الرب بإخلاصٍ غيره إذ قال” غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلهِ الْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي (3 مل 19: 14) فأراد الله لإيليا أن يريهِ علامات حضورهِ عبر أربعة ظواهر “رِيحٌ عَظِيمَةٌ وَشَدِيدَةٌ” و” زَلْزَلَةٌ و “نَارٌ”وصَوْتٌ مُنْخَفِضٌ خَفِيف.”(3 مل19 :11-12). وهذا علّم النبي أنهُ في حالات القنوط واليأس ووهن الجأش وانتصار الشر يجبُ أن يُفكِرَ في محبة وطول أناة الله. لأن (الله) لا يشاءُ موت الخاطئ إلى أن يرجع ويتوب لأن الرب يقول:” لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ:” ختاماً أيها الأخوة الأحبة فأننا نتضرعُ إلى النبي إيليا المتوشحُ بالله ووالدة الإله الفائقة القداسة العذراء مريم لكي يتشفعوا من أجلنا إلى إلهنا المحبُ البشر ومع المرنم نهتف ونقول”إنّ إيليا النبي، لمّا شاهد آثام الناس الكثيرة، ومحبّة الله للبشر التي لا تحدّ، احتدم غيظاً، وأنشأ كلام القساوة لدى المتحنّن هاتفاً: أيها القاضي العادل، أسخط على الذين عصوك. لكن تحنّن الصالح، لم يجنح بالكلية لعقوبة الذين خالفوه، لأنّه، على الدوام، يتوقّع توبة الجميع، المحبُّ البشر وحده. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أيّها الآب الضابط الكلّ |
عيد النبي أيليا التسبيتي (مار الياس) |
النبي أيليا (النبي الناري) |
النبي أيليا (النبي الناري) |
ايليا النبي ( أيليا التِشبيّ ) |