منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 02 - 2021, 02:22 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,271

إيلِيِّا النبي في الكتاب المقدس بمنظور وشرح الأرثوذكس



إيلِيِّا النبي في الكتاب المقدس بمنظور وشرح الأرثوذكس


اسم عبري ومعناه "إلهي يهوه" والصيغة اليونانية لهذا الاسم هي إلياس (أو إليا) وتستعمل أحيانًا في العربية. وهو:

نبي عظيم عاش في المملكة الشمالية. وبما أنه يدعى التشبي فيرجّح أنه ولد في "تشبة" ولكنه عاش في جلعاد (1 مل 17 : 1) وكان عادة يلبس ثوبًا من الشعر (مسوحًا) ومنطقة من الجلد (2 مل 1 : 8) وكان يقضي الكثير من وقته في البرية (1 مل : 17 : 5 وص 19) وبما أن إيزابل ساقت زوجها وشعب بني إسرائيل إلى عبادة البعل فقد تنبأ إيليا بأن الله سيمنع المطر عن بني إسرائيل واعتزل النبي إلى نهر كريت وكانت الغربان تعوله وتأتي إليه بالطعام وبعد أن جفّ النهر ذهب إلى صرفة وبقي في بيت امرأة أرملة، ووفقًا لوعد إيليا لها لم يفرغ من بيتها الدقيق والزيت طوال مدة الجفاف. ولما مات ابن الأرملة صلى إيليا فأعاد الله الحياة إلى الصبي (1 مل ص 17). وفي السنة الثالثة من الجفاف قابل إيليا عوبديا وكيل آخاب وكان مؤمنًا بالله واتفق معه على مقابلة الملك. وطلب النبي من الملك أن يجمع الشعب إلى جبل الكرمل وأن يحضر معه أنبياء البعل وأشيرة ليرى أيهما يرسل نارًا تلتهم المحرقة، الرب أم البعل. فصلّى أنبياء البعل ولكن لم يكن من مجيب لصلاتهم. ولكن دعا إيليا الرب فاستجاب له ونزلت نار من هذه السماء والتهمت المحرقة. ويشير التقليد إلى أن هذه المعجزة تمت على جبل الكرمل في مكان يدعى حاليًا "المحرقة" فاقّر الشعب بأن الرب هو الله الإله الحقيقي. وبناء على أمر إيليا قتل أنبياء البعل. عندئذ أعلن إيليا بأن المطر سوف ينزل وجرى قدام مركبة الملك إلى مدخل يزرعيل (1 مل ص 18).

ولما توعدت إيزابل بقتل إيليا لأنه قتل أنبياء البعل هرب إلى الجنوب إلى بئر سبع وطلب إلى الله أن يأخذ حياته، ولكن الله أرسل إليه ملاكًا ليشجعه وليعطيه طعامًا وماء. وبقوة هذه الأكلة أمكنه أن يسافر مدة أربعين يومًا إلى جبل حوريب الذي يدعى أيضًا جبل سيناء ويقول التقليد أن المغارة التي على جبل موسى هي المكان الذي أقام فيه إيليا، ثم هناك أتى الرب بالريح والزلزلة والنار ولكنه في النهاية تكلم إلى إيليا في صوت منخفض خفيف. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). ثم بعث الله إيليا ليمسح ياهو ملكًا على إسرائيل وليمحو شر بيت آخاب وعبّاد البعل، وليمسح حزائيل ملكًا على آرام وليمسح أليشع نبيًا ليخلفه (1 مل ص 19).

وقد دبرت إيزابل قتل نابوت ليرث زوجها آخاب كرم نابوت. ولما دخل آخاب ليأخذ الكرم قابله إيليا وتنبأ بالموت الشنيع الذي سيموته آخاب وإيزابل وكذلك أنبأ بمحو بين آخاب (1 مل ص 21).

وسقط احزيا ابن آخاب وخليفته على العرش من النافذة فمرض، وأرسل رسلًا ليسألوا بعل زبوب إله عقرون عن شفائه فقابل إيليا الرسل وأرجعهم إلى السامرة فأرسل اخزيا ضابطًا مع خمسين رجلًا ليأخذوا إيليا ولكنه صلى فأتت النار من السماء والتهمت الضابط والخمسين رجلًا معه. وحدث ذات الأمر مع ضابط ثاني وخمسين رجل آخرين. أما الضابط الثالث الذي أُرسل إليه لأخذه فإنه تضرع لأجل حياته وحياة رجاله الخمسين فذهب معه إيليا إلى الملك اخزيا وأنبأه بأنه مادام قد حاول أن يستشير إلهًا وثنيًا فإنه سيموت حالًا. وهكذا حدث وتمت هذه النبؤة (2 مل ص 1). ويسجل لنا 2 أخبار 21-15 رسالة من إيليا إلى الملك يهورام ملك يهوذا، فيها ينتقد إيليا سلوك الملك وشروره وينذره بمرض يأتي عليه وبموته.

وفي نهاية أيامه ذهب إلى الأردن مع أليشع وضرب إيليا الأردن بردائه فانشق الماء وسار النبيان على اليابسة ثم جاءت مركبة وفرسان نارية وحملت إيليا إلى السماء وترك ردائه لأليشع (2 مل 2 : 1-18).

وقد وردت آخر إشارة إلى إيليا في العهد القديم في ملا 4 : 5 و6 والتي فحواها أن الرب سيرسل إيليا النبي قبل يوم الرب العظيم. ويترك بعض اليهود مقعدًا خاليًا على مائدة عيد الفصح لإيليا.

أما في العهد الجديد فقد وعد الملاك أن يوحنا المعمدان سيتقدم المسيح برؤيا إيليا وقوته (لو 1 : 17) وفي هذا المعنى قال المسيح أن إيليا قد جاء في شخص يوحنا المعمدان (مت 11 : 14 و17 : 10 - 12) وقد ظن بعض الناس خطأ أن يسوع نفسه هو إيليا (مت 16: 14) وفي عظته التي ألقاها في الناصرة أشار يسوع إلى إقامة إيليا في بيت أرملة صرفة (لو 4 : 26 و27) وقد ظهر إيليا وموسى مع يسوع عند التجلي (لو 9: 28-36 وغيره من الأناجيل). وكان يعقوب ويوحنا يفكران فيما حدث لجنود اخزيا (2 مل ص 1) عندما طلبا من يسوع إذا ما كانا يدعوان أن تنزل نار على السامريين ولكن يسوع وبخهما على ذلك (لو 9: 54 و55) ويشير بولس إلى تشجيع الرب لإيليا بأن مؤمنين كثيرين كانوا بين بني إسرائيل في أيام إيزابل وآخاب (رو 11: 2-4) ويذكر يعقوب (ص 5: 17 و18) وصلاة إيليا لأجل امتناع المطر لأجل امتناع المطر وصلاته لأجل نزول المطر كمثال لقوة صلاة البار.


كيف يقول سفر التكوين "وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه" (تك 5: 24) ويقول سفر الملوك الثاني "وكان عند إصعاد الرب إيليا في العاصفة إلى السماء" (2 مل 2: 1) مع أن السيد المسيح قال "ليس أحد صعد إلى السماء إلاَّ الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو 3: 13)؟!

ج: من يتأمل أقوال الكتاب يدرك على الفور أنه لا يوجد أي تعارض على الإطلاق بين تلك النصوص، فيجب الالتفات إلى:

1- سواء أخنوخ أو إيليا فإنهما أُصعدا إلى السماء، أي أن الله أصعدهما، ولم يصعد أحد منهما بقوته الذاتية، أما السيد المسيح فقد صعد إلى السماء بقوة لاهوته.



2- السماء التي أُصعد إليها كل من أخنوخ وإيليا هي السماء الثالثة (الفردوس) أما السماء التي صعد إليها السيد المسيح في سماء السموات، وقال الكتاب عن الله " هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك" (1مل 8: 27) كما قال بولس الرسول عن السيد المسيح " وأما أنه صعد فما هو إلاَّ أنه نزل أيضًا أولًا إلى أقسام الأرض السفلى. الذي نزل هو الذي صعد أيضًا فوق جميع السموات لكي يملأ الكل" (أف 4: 9، 10) كما قال أيضًا عن السيد المسيح " قد اجتاز السموات يسوع ابن الله" (عب 4: 14).



3- أُصعد أخنوخ وإيليا إلى السماء، وهما لا يعرفا أسرار السماء. أما السيد المسيح فقد صعد إلى السماء وهو يعرف أسرارها لأنه مبدعها وكائن فيها.



4- لماذا لم يعلق الناقد على عدم محدودية السيد المسيح، فهو نزل من السماء ومازال في السماء، لأنه غير محدود وغير متناه فوق الزمان والمكان؟!



5- يقول أحد الآباء الرهبان بدير مار مينا العامر " في الكتاب المقدَّس تشمل " السماء " عدة سموات، فمعلمنا بولس الرسول يذكر أنه أُختطف إلى السماء الثالثة (2كو 12: 4) وعلى هذا فإن أخنوخ وإيليا صعدا إلى سماء غير التي نزل منها وصعد إليها السيد المسيح التي هي " سماء السموات" (مز 148: 4) وكقول القديس بولس الرسول " هو الذي صعد أيضًا فوق جميع السموات" (أف 4: 10) وقول المرنم " رنموا للسيد للراكب على سماء السموات" (مز 68: 32، 33).. كما أن الكتاب لم يذكر أن أخنوخ أُصعد إلى السماء، بل قال " ولم يوجد لأن الله أخذه " فقد يكون الرب أخذه في مكان لا يعلمه سواه، وذلك لأنه عاش القداسة ومارس الفضيلة بطريقة خارقة، فنقله الرب حيًّا"(1).

6- يقول أبونا أغسطينوس الأنبا بولا " كلمة (السماء) في الكتاب المقدَّس تستخدم للتعبير عن السماء الأولى وهي (سماء الطيور) وعن السماء الثانية (الأفلاك والكواكب) والسماء الثالثة (الفردوس) وهو الذي أُصعد إليها أخنوخ وإيليا، وهناك أيضًا سماء السموات أي عرش الله وهذه التي صعد إليها السيد المسيح"(2).



7- يقول الأستاذ توفيق فرج نخلة " قال السيد المسيح ليس أحد صعد إلى السماء إلاَّ الذي نزل من السماء، وأخنوخ وإيليا لم ينزل أحدهما من السماء ليعرفنا أسرار الملكوت كما فعل السيد المسيح الكائن في السموات وعلى الأرض وفي كل مكان في نفس الوقت"(3).



8- يقول الدكتور ملاك شوقي إسكاروس " إن صعود أخنوخ وإيليا للسماء لا يتعارض مع قول السيد المسيح أنه ليس أحد صعد إلى السماء إلاَّ الذي نزل من السماء، فأخنوخ وإيليا صعدا إلى السماء (الثالثة) وهما يجهلان أسرارها. أما السيد المسيح فهو الوحيد الذي صعد إليها، وهو عالِم بها، لأنه مبدعها، ولم يظهر أخنوخ ولا إيليا في السماء بسلطان السيد المسيح ومقامه وعمله حيث استرضى الآب بذبيحته الكفارية وفتح طريق الفداء أمام البشرية"(4). !!!!!!!!



مادام الله يريد أن يُصعِد إيليا للسماء فما لزوم هذه الرحلة العبثية من الجلجال إلى بيت إيل إلى أريحا إلى الأردن (2مل 2: 1-13)؟ وما معنى طلب أليشع من إيليا أن يعطه نصيب أثنين من روحه؟ وكيف يصعد إيليا بشحمه ولحمه إلى السماء مدينة الأرواح؟!!


يقول " ليوتاكسل": "تبرز هنا ملاحظات لا بُد منها، إذ كان يهوه قد أزمع إصعاد إيليا إلى السماء بعظمه ولحمه، كما كان قد فعل مع أخنوخ، فلماذا أرغمه على قطع تلك الرحلة العبثية من الجلجال إلى بيت إيل، ثم إلى أريحا ومنها إلى الأردن؟ ولماذا أرغمه على اجتياز الأردن نفسه؟ ألم يكن بمقدور حوزي المركبة النارية الهبوط بها على الضفة اليسرى للأردن؟ وماذا يعني نصيب أثنين من روح إيليا..؟ أن اللاهوتيين يؤكدون على أن " مملكة السماء " تتآلف من الأرواح فقط. ألا يتناقض هذا مع حدثي صعود أخنوخ وإيليا إلى السماء؟ وما الفائدة من جسد ذلك البطريرك (أخنوخ) وهذا النبي (إيليا) في مملكة السماء الروحية..؟ أي حديث ذلك الذي جرى في السماء بين موسى وإيليا عندما كانت الروح تتحدث بأفكار فقط، بينما يتحدث الجسد بفم وصوت؟! (1 )


ج: 1- لم تكن رحلة إيليا الأخيرة من الجلجال إلى بيت إيل إلى أريحا إلى الأردن رحلة عبثية، إنما هي رحلة قام بها إيليا بإرشاد إلهي لكيما يتفقد بني الأنبياء في مقارهم، ليبعث فيهم روح الأمل والرجاء، وأن يُشعِرهم بأن السماء صارت قريبة من الأرض، فهو يود تشجيعهم ويشد من أزرهم في وقت اجتاحت فيه عبادة الأوثان الكل من قصر الملك إلى كوخ الفقير، يريد أن يخطف أنظارهم نحو السماء مسكن الإله العلي الحقيقي، ومادام له مكانًا في السماء فلابد أن لهؤلاء الأمناء مكانًا أيضًا بجوار معلمهم ومرشدهم إيليا النبي الناري.. فكم كانت هذه الرحلة معزية ومشجعة لبني الأنبياء، وقد طبعت أثرًا عميقًا في حياتهم لا تستطيع الأيام أن تمحوه من الذاكرة.. اجتاز إيليا هذه الأماكن وعَبَرَ شرق الأردن، وكأنه يعانق أرض إسرائيل قبل أن ينطلق نحو السماء.



2- هذه الرحلة الأخيرة جاءت بإرشاد إلهي، والدليل على هذا قول إيليا النبي أكثر من مرة " الرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي" (2مل 2: 2، 4، 6) فالرب هو الذي رسم خط سير إيليا في الساعات الأخيرة من حياته، بما يتوافق مع المشيئة الإلهيَّة، وسار إيليا كل هذه المسافات برضى كامل وبدون أدنى تذمر، رغم ما عاناه وكابده من مشقات السفر، وجاء في هامش " الكتاب المقدَّس الدراسي": "بنو الأنبياء.. كان بنو الأنبياء مقيمين في بيت إيل وفي أريحا (ع 5) وفي الجلجال (2مل 4: 38). ويبدو أن إيليا سافر بإرشاد إلهي إلى الجلجال (ع 1) وبيت إيل (الآية 2) وأريحا (الآية 4)، ليجتمع لأخر مرة مع كل جماعة من جماعات بني الأنبياء هذه"(2).

وأيضًا كان هناك هدفًا من الانتقال من مكان إلى مكان لعلَّ أليشع يوافق أن يترك إيليا منفردًا، فيصعد بعيدًا عن نظر أليشع حتى لا تؤلمه لحظات الفراق القاسية، ويشعر باليتم بعد فراق أبيه الروحي، ويقول " القمص تادرس يعقوب": "الرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي: بدعوة من الله انطلق إيليا النبي في ساعاته الأخيرة ليفتقد الأنبياء في محلاتهم المختلفة لكي يُثبّتهم ويشجعهم بكلماته الوداعية.. ولعله أشفق على تلميذه، فلم يرد أن يرى لحظات اختطافه من هذا العالم، ليجد التلميذ نفسه وحيدًا. ولعله أراد اختبار محبته وأمانته، وقد أظهر أليشع النبي محبته الشديدة بقوله: "حي هو الرب وحيَّة هي نفسك إني لا أتركك".

لحظات حاسمة، فقد أدرك إيليا أنه حان وقت انتقاله من وسط متاعب هذا العالم ليقف أمام الله وجهًا لوجه، ويعيش على مستوى علوي لا يحتاج جسده إلى ضروريات الحياة هنا. وفي نفس الوقت أدرك أليشع بأنه حان الوقت ليفارقه معلمه إيليا كما يدعوه " أبي مركبة إسرائيل وفرسانها".."(3).

ويقول " القديس مار يعقوب السروجي": "رأى التلميذ أنهم فصلوا مُعلّمه من على يمينه، فصرخ بأصوات مملوءة بالألم، لأنه أنفصل عنه بكي الوارث، ورافق أباه الروحي، وحُرم الوارث من العشرة المملوءة فوائد. صرخ الابن الحكيم وهو يولول: يا أبي، يا أبي، ومزَّق ثوبه لأن الأب الروحي انفصل عنه. دعاه مركبات وفرسان كل الشعب، لأن به انتصر إسرائيل في كل المعارك"(4).

- طلب أليشع من إيليا أن يعطه نصيب أثنين من روحه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أي يكون له نفس سلوك إيليا في محبته الإلهيَّة ومحبته لشعبه، في شجاعته ووداعته، في قوته ورأفته، ولم يقصد أليشع أن يصنع ضعف المعجزات التي صنعها معلمه إيليا. مع أن هذا تحقق إذ صنع أليشع ضعف معجزات إيليا، وجاء في " التفسير التطبيقي": "طلب أليشع نصيب أثنين من قوة إيليا النبوية، ويساعدنا ما جاء في (تث 21: 17) على فهم طلب أليشع إذ كانت العادة أن يأخذ الابن البكر نصيب اثنين من ميراث الأب (تك 25: 31) فهو يطلب أن يكون وارثًا لإيليا أو خليفة له، ليواصل عمل إيليا كقائد للأنبياء، ولكن قرار منح أليشع سؤله كان من حق الله"(5).

وجاء في هامش " الكتاب المقدَّس الدراسي": "لم يرغب أليشع في أن تكون له خدمة تفوق عظمتها عظمة خدمة إيليا بمقدار الضعف، ولكنه استخدم ألفاظًا مقتبسة من قانون الميراث ليعبر عن رغبته في الاستمرار في خدمة إيليا"(6).

ويقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "طلب أليشع أن يكون له (نصيب اثنين) من روح إيليا، وليس معنى هذا أن يكون مركزه الروحي ومواهبه الروحية ضعف ما كان لمعلمه، بل بما أنه تلميذ إيليا الأول والأقرب، طالب أن يكون له من المواهب ضعف ما يكون لأي واحد آخر من تلاميذ إيليا، فيكون بذلك في مكانة الابن البكر الذي كان يرث ضعف ما يرثه أي ابن آخر.. ولم يكن قصد أليشع أن يتميز عن أخوته كما يتميز أهل العالم بأمور مادية، وإنما أراد أن يكون أبًا روحيًّا ومعلمًا لرفقائه بعد انطلاق إيليا لأنه كان أقربهم إليه وقد تسلَّم وتعلَّم منه ما يؤهله لذلك"(7).



4- لقد أُصعد إيليا بجسده وهذه حالة فريدة لم يسبقه إليها غير شخص واحد وهو أخنوخ، ولا بُد أن الله القادر على كل شيء، قد وضعهما في مكان مميز لا يعلمه أحد، وقد أبطل الوظائف الحيوية لهما، فلا يحتاجان فيما بعد للطعام والشراب والراحة والنوم، ولا يتعرضان فيما بعد للمرض والشيخوخة والعجز والموت.. لقد حفظهما الله لمهمة خطيرة قرب نهاية الأيام، إذ سيهبطا إلى الأرض ثانية ويتصديا لضد المسيح فيقتلهما، وتظل جثتيهما ملقاة في أورشليم لمدة ثلاثة أيام ونصف، ثم يبعث الله فيهما روح حياة فينهضان من الموت (رؤ 11: 3 - 12).

5- لم يجتمع موسى وإيليا في السماء كقول الناقد، إنما التقيا مع السيد المسيح وبطرس ويعقوب ويوحنا على جبل التجلي، وقد وهبهم السيد المسيح جميعًا روح الفهم والوحدة، بالرغم من اختلاف حالاتهم، فموسى مات ودُفن جسده وصعدت روحه، وإيليا صعد بجسده للسماء، وبطرس ويعقوب ويوحنا كانوا أحياء على الأرض بجسديهما، ولكن حيثما وُجِد السيد المسيح فلن تكون هناك قط ثمة أية مشكلة.

_____

الحواشي والمراجع

(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 433.

(2) الكتاب المقدَّس الدراسي ص 860.

(3) تفسير سفر الملوك الثاني ص 53.

(4) القمص تادرس يعقوب - تفسير سفر الملوك الثاني ص 71.

(5) التفسير التطبيقي ص 779.

(6) الكتاب المقدَّس الدراسي ص 861.

(7) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر الملوك الثاني ص 32.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
رقم 40 في قصة يونان النبي في الكتاب المقدس
غرض سفر إرميا النبي في الكتاب المقدس
ميخا النبي وعاموس النبي في الكتاب المقدس
ميخا النبي وإشعياء النبي في الكتاب المقدس
يونان النبي في الكتاب المقدس


الساعة الآن 01:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024