رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إرشادات الفرح لكل مسيحي نطمح جميعًا للفرح ولكن أحيانًا يبدو من الصعب التمسك به. يجب أن يكون اختبار الفرح جزءًا من حياة كل مسيحي لأن الفرح هو ثمرة من ثمار الروح القدس تنتج من عمل الله فينا. نحن نعلم أن حتى أكثر المسيحيين نضجًا يمر بلحظات من الكآبة، فعلى سبيل المثال أيوب تمنى لو أنه لم يولد وداود صلى ليتم أخذه الى ماكن لا يضطر به الى التعامل مع الواقع. من هنا، كيف يمكننا أن نختبر الفرح في الحياة المسيحية؟ أول شيء علينا أن ندركه هو أن الفرح ليس السعادة، فالسعادة ظرفية وعابرة وأما الفرح يظل في القلب، الفرح هو في الوقت عينه هدية من الرب ورد منا على عطاياه لنا والفرح يأتي حين نكون على علم بنعم الله. إن أخذنا هذا الموضوع في عين الاعتبار يصبح الأمر واضح جدّاً أننا ولنختبر الفرح علينا التركيز على الله، بدلا من أن نأسف على صعوباتنا أو الأشياء التي تعكر صفاء حياتنا. هذا لا يعني بأن علينا إلغاء المشاعر السلبية ولكن يمكننا أن نسكب قلوبنا في الله ونخبره عن كل الأشياء التي تزعجنا وبعد ذلك يمكننا أن نقدم هذه الأشياء له. الرسالة الى أهل فيليبي تحوي الكثير عن الموضوع مع أن بولس كتبها من السجن فالقسم (4-8) يعطينا بعض الإرشادات لنعاين الفرح في حياتنا المسيحية: “اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا لِيَكُنْ حِلْمُكُمْ مَعْرُوفًا عِنْدَ جَمِيعِ النَّاسِ. اَلرَّبُّ قَرِيبٌ. لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ.وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا.” هنا نرى أهمية الصلاة لله والتذكر بأنه قريب، نصلي له من اجل ما يقلقنا ونبقي عقولنا مركزة على الأشياء الخيّرة التي في الله. يمكننا أن نختبر الفرح عندما نسبه الله وداود قد كتب اننا إن درسنا كلمة الله فرحنا، ونختبر الفرح حين نتواصل مع الله من خلال الصلاة ونختبر الفرح حين نركز على الأشياء الإلهية بدلا من التركيز على الظروف الصعبة. لقد أعطانا يسوع أيضًا بعض الإرشادات تختص بالفرح ففي يوحنا 15 تحدث عن الثبات به فقال: “كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي. إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ.” (9-11). من أهم مفاتيح الفرح هي الثبات في الله. نحن نحتاج لأصدقاء نتشارك معهم أوجاعنا وآلامنا وفي الرسالة الى العبرانيين 10 (19-21) نجد: “وَلْنُلاَحِظْ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ،غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ.” مع المؤمنين أصدقاءنا نتمسك بإيماننا واثقين بالله ونشجع بعضنا بعضًا فنحن لا ننتمي الى هذا العالم بل ننتمي بقرب الله حيث مكاننا الحقيقي وإن كانت الحياة متعبة فيذمرنا الآخرون بحقيقتنا وحملون الأثقال معنا لنتابع طريقنا. يجب أن يكون الفرح العلامة التي تميز المسيحي، هو ثمرة الروح القدس وعطية من الله ونحن نتلقاها إن ركزنا على حقيقة من هو الله ونتحد معه بالصلاة ونعتمد على جماعة المؤمنين التي قدمها لنا. |
|