منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 02 - 2021, 02:55 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

دانيال والجزء الإلهى



دانيال والجزء الإلهى


عندما تحدث كرس موريسون ، والذى كان رئيس أكاديمية العلوم بنيويورك ، عن السبعة الأسباب العلمية التى تجعله يؤمن باللّه ، كان السبب السادس فى نظريته هو التوازن بين القوة والمقاومة فى الحياة ، ... وأورد لذلك قصة « التين الشوكى » والذى زرع من سنوات فى استراليا بدافع الرغبة فى التحصين الوقائى من الأعاصير وما أشبه ، ولما لم تكن الحشرات المعادية لهذا النوع من الأشجار معروفة فى تلك البلاد ، فقد أخذ الشجر ينمو ويتكاثر من تلقاء ذاته بكيفية مذهلة عجيبة حتى أنه غطى مساحة من الأرض تقرب من مساحة إنجلترا طولا وعرضاً ، وأفسد بذلك مساحات شاسعة من الحقول والمزارع ، وإذ فشلت كل مقاومة فى الحد من نموه وتكاثره ، لم يجد العلماء بدا من البحث عن الحشرات التى تعيش فقط على هذا الشجر ، وأطلقوها عليه ، وعندئذ توقفت الأشجار عن الانتشار والغزو ، وبذلك أمكن القضاء على الخطر الداهم الناجم عنها ، .. وأوضح كرس موريسون ما أسماه « التوازن والتعادل بين القوة والمقاومة فى الطبيعة » وهو مالا يمكن أن يصنعه سوى عقل مدبر عظيم !! ..
هذه الظاهرة تبدو بوضوح من الجانب الروحى ، فيمن يصنعهم اللّه من أبطال ، يظهرون فى أحلك الأيام والليالى ، مزودين بالقوة الإلهية العظمى ، حتى أنهم يبدون كالنجوم اللامعة فى الليل البهيم ، وكلما ازداد الظلام ، كلما تلألأوا بالنور بالباهر يعكسونه على أجيالهم ، وربما على أجيال أخرى عديدة لاحقة ، ... وهذه الظاهرة ليست صماء بالنسبة لمن يقرأون الكلمة الإلهية ، إذ أن اللّه يعمل بنشاط أعظم وأكمل وأسمى ، عندما ينشط عمل الشر والفساد والشيطان فى الأرض ، ... ووعصا موسى القديمة التى ابتلعت عصى العرافين ، ما تزال تتكرر بهذا الأسلوب أو ذاك فى كل العصور والأجيال ، وسيبقى الحق الإلهى أقوى وأفعل مهما استشرى الفساد والطغيان فى الأرض !! ... وقد ظهر هذا فى قصة دانيال وصحبه بأكثر من مظهر ووجه ، ... فإذا ظهر الشر يريد أن ينجس الفتى بالأطايب ، وإذا رفض الشاب أن يتنجس وقد وضع ذلك راسخاً فى قلبه ، حتى ولو تعرض للموت ، وإذا عجز رئيس الخصيان عن أن يجد حلا ، وبدا خائفاً من الملك ، إلا أن دانيال مع ذلك سيجد نعمة فى عينيه ، وسيجد الحل مع رئيس السقاة الذى ولاه رئيس الخصيان على دانيال والفتية الثلاثة ،... فهى النعمة الإلهية التى تلاحق المتضايق والبائس والمأزوم عندما يضع أمره بين يدى اللّه ، والتى لا يستطاع تفسير ظاهرتها ، عندما تبدو حناناً يصدر مرات متعددة عن أقسى الناس وأشرهم وأبعدهم عن الرقة واللطف والإحسان ، ... وأليس من الغريب أن عيسو وقد طوى نفسه على حقد مبيت لمدة عشرين عاماً ، وجمع أربعمائه رجل حوله ليضرب أخاه يعقوب ضربة قاضية ، يتحول فى لحظة واحدة ، إلى الرجل الذى يعانق أخاه بقبلات الشوق والحنان والمحبة ؟ .. أليست هى النعمة التى لاحقت يوسف المضطهد فى الغربة والاستعباد والسجن بل والمجد أيضاً ؟ ... وأليست هى النعمة التى لم تصاحب دانيال فى صدر الشباب ، وأمام مائدة الملك فحسب ، بل صاحبته الحياة كلها ، والسبى كله فكانت له نعمة أمام الملوك المتعددين والمختلفى الميول والاتجاهات والمشارب ؟ ! .. ولم يعطه اللّه النعمة فحسب ، بل اعطاه الحكمة والمعرفة والشفافية والإعلان ، مما تجاوز أبعد حدود الإدراك البشرى ، وعلى وجه الخصوص عندما حلم نبوخذ ناصر حلمه ، ولعله نسيه ، وأراد من حكماء بابل على وجه غير معروف أو مألوف أن يقصوا عليه الحلم ، ويخبروه بتفسيره ، الأمر الذى لا يملكه بشر على الإطلاق ، ولكنه أعطى لدانيال ، ومن الواضح أن شهرة النبى بلغت الافاق كأحكم إنسان فى عصره ، وعلى ما يقول حزقيال لا يخفى عليه سر ! ...
وعلى أن الأمر ، كامل أكثر من ذلك ، إذ كانت له النجاة من الأخطار المتراكمة المتلاحقة ، فإذا ذكرناه على وجه المثال ، مطلوباً للموت مثل سائر حكماء بابل فى مطلع أيامه دون أن تكون هناك قوة على الأرض تمنع موته أو البطش به ، بعد أن صدر أمر نبوخذ ناصر الغريب والمستحيل على العقل البشرى ، ... وإذا ذكرناه فى آخر الأمر فى جب الأسود الجائعة ، والملك لا يستطيع - وقد قضى بالأمر - أن يرجع عن شريعة مادى وفارس التى لا تنسخ ، ولكن اللّه هو المنقذ أولا وأخيراً ودائماً على وجه عجيب معجزى ، يسمو على كل فهم أو قدرة بشرية !! .. ومع هذا كله ، فإن الجزاء الإلهى يتسامى ويعلو فوق كل خيال أو تفكير ، إذ أن الشاب الغريب المسبى يرتفع إلى أعلى مراكز المجد والقوة ، عند الكلدانيين كما عند الفرس على حد سواء ، ... فهو يوسف آخر يخرج من السجن إلى المجد ، وكما عاش يوسف رئيساً للوزراء مدة طالت إلى ثمانين عاماً متوالية ، ... عاش دانيال فى أعلى القمم طوال مدة السبى بأكمله ، مما يشهد بالحقيقة الواضحة أن من يباركه اللّه لا يستطيع أحد أن يلعنه ، وأن من يحرسه اللّه ، لابد أن يخرجه سالماً من جب الأسود بعد أن يكم أفواهها ، ولعله ذكر ما قاله إشعياء من قبل : « لا تخف لأنى معك . لا تتلفت لأنى إلهك . قد أيدتك وأعنتك وعضدتك بيمين برى . إنه سيخزى ويخجل جميع المغتاظين عليك . يكون كلا شئ مخاصموك ويبيدون . تفتش على منازعيك ولا تجدهم يكون محاربوك كلا شئ وكالعدم. لأنى أنا الرب إلهك الممسك بيمينك القائل لك لا تخف أنا أعينــك » " إش41: 10 - 12 " « وأنا أخاصم مخاصمك وأخلص أولادك ، وأطعم ظالميك لحم أنفسهم ويسكرو ن بدمهم كما من سلاف فيعلم كل بشر أنى أنا الرب مخلصـــك وفاديك عزيز يعقوب » .. " إش 49 : 25 و 26 " .



رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القسوة والحزم كما يجب
لماذا لم يدافع دانيال عن الفتيه الثلاثه رغم شهرته في المملكة ؟ سفر دانيال 2: 48 و سفر دانيال 3
كيف دانيال يصف المجوس بانهم سحره ثم يقبل ان يصبح رئيسهم ؟ دانيال 2: 2 و دانيال 4: 9
الحب والحزم
دانيال والجزء الإلهى


الساعة الآن 08:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024