رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صفنيا والدينونة طلب الرب من نبيه صفنيا أن ينادي ويقول للشعب"نـزعاً أَنـزعُ الْكُلَّ عَنْ وَجْهِ الأرض, يَقُولُ الرَّبُّ. 3أَنـزعُ الإنسان وَالْحَيَوَانَ. أَنـزعُ طُيُورَ السماءِ وَسَمَكَ الْبَحْرِ, وَالْمَعَاثِرَ مَعَ الأَشْرَارِ, وَأَقْطَعُ الإنسان عَنْ وَجْهِ الأرض, يَقُولُ الرَّبُّ. 4وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى يَهوذَا وَعَلَى كُلِّ سُكَّانِ أورُشَلِيمَ, وَأَقْطَعُ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ بَقِيَّةَ الْبَعْلِ, اسم الْكَمَارِيمِ, مَعَ الْكَهَنَةِ, 5وَالسَّاجِدِينَ عَلَى السُّطُوحِ لِجُنْدِ السماءِ, وَالسَّاجِدِينَ الْحَالِفِينَ بِـالرَّبِّ, وَالْحَالِفِينَ بِمَلْكُومَ, 6وَالْمُرْتَدِّينَ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ, وَالَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُوا الرَّبَّ وَلاَ سَأَلُوا عَنْهُ" لماذا ابتدأت رسالة النبي على هذه الشاكلة بالوعيد والانذار؟ لأن شعب الله في أيام ما قبل الميلاد كان قد ترك عبادة وخدمة الاله الواحد الحقيقي وذهب وراء الآلهة الوثنية الكاذبة. صاروا يسجدون للبعل ويعبدون نجوم السماء ويحلفون باسماء آلهة غريبة – اما الرب، الاله الحقيقي فانهم لم يطلبوه ولم يسألوا عنه. نقول: يا لهم من قوم جاحدين! كيف يفعلون ذلك وهم كانوا قد اختبروا خلاص الرب وافتقاده لآبائهم وأجدادهم؟ كيف يعبدون الأصنام؟ نحن لا نود التقليل من خطية وجرم هؤلاء القوم ولكنه يجدر ألا نكتفي الاندهاش من موقفهم من الله – علينا أن نسأل انفسنا قائلين: ما هو موقفنا نحن، نحن ابناء القسم الأخير من القرن العشرين، قرن النور والاشعاع؟ لم تعد الصنمية القديمة الخطر الكبير الذي يحيق بنا اليوم ولكن الصنمية المعاصرة، الصنمية الخفية المطلية بطلاء الحكمة والفلسفة والعلم والتقنية – الصنمية المعاصرة اجتاحت عالمنا بأسره وما أكثر الذين وقعوا فريسة لها وصاروا يسجدون لآلهتها وينكرون الله تعالى! ان أكثرية معاصري صفنيا النبي لم ينكروا وجود الله. لكنهم انكروا علاقة الله بالعالم وبسير التاريخ جاعلين منه تعالى وكأنه صنم لا يصنع خيرا ولا شرا. وكما ذكر صفنيا في الفصل الأول من نبوته والعدد الثاني عشر، كان الكثيرون من السكان يقولون في قلوبهم"إِنَّ الرَّبَّ لاَ يُحْسِنُ وَلاَ يُسِيء"وبكلمة أخرى قد أنكر هؤلاء الله لأن الله الذي لا يتدخل في التاريخ ولا يسير التاريخ ليس هو بالاله السرمدى الواحد الحقيقي! الاله الذي لا يحسن ولا يسيء هو اله جامد – ليس هكذا إله بالله الذي نعبده والذي تكلم بواسطة الأنبياء والذي أتم لنا خلاصا عظيما بواسطة السيد المسيح. وما أكثر الناس الذين يشبهون معاصري صفنيا! وقد عالج أحدهم منذ مدة قصيرة في كتاب اصدره في مدينة بيروت لبنان تحت عنوان: اله الإلحاد المعاصر من عالج المؤلف موقف الكثيرين من الله في أيامنا هذه قائلا: "من ميزات الإلحاد المعاصر انه لا يتعرض لوجود الله بحد ذاته بقدر ما يتعرض لعلاقة الله بالإنسان... ما يؤكد الإلحاد المعاصر على نفيه هو اذا علاقة الله بالإنسان تلك العلاقة التي تجعل للإنسان مرجعا وغاية غير ذاته.. لذا فالإلحاد المعاصر هو رفض الله أكثر مما هو نفي لوجوده انه موقف ارادى أكثر مما هو عملية عقلية صرفة... ويرى الإلحاد المعاصر أن الإنسان، برفضه الله مرجعا وقطبا لوجوده يجد نفسه، لأنه يتحرر من تلك الأوهام التي كانت تحاول بينه وبين تحقيق ذاته على أكمل وجه." واستطرد المؤلف قائلا بصورة خاصة عن مدرستين معاصرتين للإلحاد"هكذا لم يرفض هذان الإلحادان الله باسم الإنسان الا ليستعيضا عنه بأصنام تسحق الإنسان، فضلاً عن انها عاجزة عن الجواب على السؤال الجذري الذي يطرحه الإنسان على نفسه، وهو سؤال الأسئلة، السؤال عن معنى حياته وموته" |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المعرفة والدينونة |
سفر صفنيا 1: 1 كلمة الرب التي صارت الى صفنيا بن كوشي |
صفنيا 1: 1 كلمة الرب التي صارت الى صفنيا بن كوشي |
القيامة والدينونة |
ذكر الموت والدينونة |