أبدأ إجابتي بآية من الإنجيل المقدس، تقول:
لاَ يَتَبَاطَأُ \لرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ \لتَّبَاطُؤَ، لَكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ \لْجَمِيعُ إِلَى \لتَّوْبَةِ.
لو كانت مشيئة الله أن يُهلك الناس هذا يعني أنّه عادل عدلاً مطلقاً لأن جميع البشر هم تحت عقاب الخطية لا يبرأ واحدٌ منهم. لكن الله بمحبته العظيمة الفائقة للإنسان لا يشاء أن يُهلك أو يَهلك أحد بل أن يقبل الجميع إلى التوبة.
الله ميّز الإنسان عن سائر مخلوقاته بأن جعله حرّاً وعاقلاً يميز بين الأمور المتخالفة ويعرف الخير من الشر والحق من الباطل والصح من الخطأ وعلّمه وأرشده الطريق الذي ينبغي أن يسلكه فسنّ له الشرائع والقوانين والوصايا وأوصاه الإلتزام بها، وأقر مبدأ الثواب والعقاب.. إلاّ أن الإنسان اختار العصيان على الله بملء إرادته فدخلت الخطية مع آدم حين عصى الله وإلى يومنا إنّ جميع الناس يذنبون (الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعاً فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَ\حِدٌ. مزمور16: 3). مكتوب في الكتاب المقدس: "لأَنَّ أُجْرَةَ \لْخَطِيَّةِ..."(رومية6: 23). إنها عدالة الله. لكن الرب لم يترك الإنسان لمصيره أي الموت الأبدي، بل في الوقت المعيّن أرسل الله ابنه الوحيد ربنا يسوع المسيح ليكون نفسه كفارة عن خطايا العالم. يقول الوحي في إنجيل يوحنا: "لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ \للَّهُ \لْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ \بْنَهُ \لْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ \لْحَيَاةُ \لأَبَدِيَّةُ.(يوحنا3: 16). هذه هي محبة الله.
الله لم ولن يظلم أحداً، بل فعل ما ينبغي أن يفعله تحقيقاً لعدالته وتعبيراً عن محبته العظيمة. فإذا هلك الإنسان في النار فهذا يكون باختياره وليس اختيار الله. لا عذر يبرر الإنسان أمام الله يوم الحساب...فالله واضح وصريح وكشف لنا الطريق الصحيح الذي يؤدي إلى السماء الذي ينبغي على الإنسان أن يسلكه، وبيّن لنا الدرب الذي يؤدي إلى الهلاك والذي يجب أن نتجنبّ عبوره. كل أمور الله ووصاياه وأعماله التي ينبغي أن يعرفها ويفهمها ويلتزم بها الإنسان ، من بداية الخليقة حتى نهاية الأيام، أعلنها له في الكتاب المقدس، فأي عذر يقدّمه بعد من لا يطيعه؟. وهذه الكلمات المباركة في الرسالة إلى أهل رومية تعبّر عن الأمر : "لأَنَّ غَضَبَ \للهِ مُعْلَنٌ مِنَ \لسَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ \لنَّاسِ وَإِثْمِهِمِ \لَّذِينَ يَحْجِزُونَ \لْحَقَّ بِالإِثْمِ. إِذْ مَعْرِفَةُ \للهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ لأَنَّ \للهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ لأَنَّ مُنْذُ خَلْقِ \لْعَالَمِ تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ \لْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ \لسَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ. لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا \للهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ \لْغَبِيُّ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ" (رومية1: 18-22).
أمام هذا الواقع المحتوم، صديقي القارئ، إن كنت لم تقبل فداء المسيح بعد، لا تفوّت الفرصة المتاحة لك بعد كي تُغفر خطاياك وتنجو من دينونة الهلاك الأبدي في بحيرة النار والكبريت...الخلاص مجّاني، فقط آمن بالمسيح مخلصاً وفادياً شخصيّاً لك واعترف له بذنوبك وهو كفيل أن يطهرك منها ولا تعود تتسلّط عليك.
فكما هو مكتوب: "لأَنَّ أُجْرَةَ \لْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ"...مكتوب أيضاً: "وَأَمَّا هِبَةُ \للهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا." (رومية6: 23)
قال الرب يسوع: "هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى \لْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ \لْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضاً وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ. مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ (رؤية يوحنا3: 20-22).