من مقال للمتنيح الانبا اغريغوريوس اسقف البحث العلمي
الله وجود عاقل حي , او هو ذات حيه ناطقة عاقله او هو كائن بذاته حي بروحه ناطق بكلمته فالوجود والنطق ( العقل ) والحياه صفات ذاتيه بمعنى انها قائمة في الله قياما ذاتيا لا عرضيابحيث تنعدم الذات الالهيه بانعدام اي منها . فلو انعدمت صفة الوجود عن الله لم يعد الها ، ولو انعدمت صفة العقل ، فلا يمك ان يعد الها من لا عقل له ، اذ ان الله هو العقل الاعظم وعلة جميع العقول ولو انعدمت صفة الحياة عن الله لما امكن ان يحسب الها اذ كيف يكون الاله بلاحياه ، وهو المصدر الذي يفسر لنا وجود الحياة في الكون .......
فصفات الوجود ، والعقل ، والحياة صفت ذاتيه بهذا المعنى ، اي ان لا غنى للذات الالهية عن اي منها ولا قيام لها الا بها جميعا وتمييزا لها عن صفات اخرى كالمقدره والخلق والرحمة والعدل والخير.. مما لاحصر له من الصفات النسبية خص اباء الكنيسه الصفت الذاتيه بكلمة الاقانيم فهي اصطلاح فريد يقال عن الصفات الذاتيه في الله.
من هنا يبدو لك جليا ان الذات الالهيه واحده ، ولكن الاقانيم ثلاثه. ولا يمكن ان يكون معنى الوجود هو معنى العقل او الحياه ، لانه يمكن تصور موجودات بلا عقل او حياة كالجمادات . ولا يجوز ان يختلط في ذهنك معنى العقل والحياه لان توجد كائنات حيه ولكن لا عقل لها كالحشرات والحيوانات العجماوات.
واذن فلا بد من اجل ايضاح حقيقة قيام هذه الصفات الثلاثه معا في الله ان نفرق بينها هذه التفرقة ، ولا ندمج احداها في الاخرى لان لكل منها وظيفه خاصه في الله تختلف عن وظيفه اخرى. فالوجود هو الوجود بغض النظر عن صفة العقل والحياه هي الحياه بغض النظر عن صفة العقل وان كانت جميعها فات لذات واحده او قائمه في ذات واحده
الخلاصه
ان مصدر الارتباك في فهم التثليث المسيجي هو الخلط بين معنى الذات الالهيه ومعنى الاقانيم ، وهو ما نرجو ان يكون قد اوضحناه في هذا العرض ايضاحا كافيا
المراجع
مجلة مدار الاحد السنه الخامسه العدد السابع اغسطس صفحتي 32 و 33
وموسوعة الانبا اغريغوريوس كتاب 6 ج1 ص580