منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 02 - 2021, 04:20 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

أشعياء النبي

أشعياء النبي



لكلام أشعياء بعض المزايا التي تميز سفره عن أسفار العهد القديم كافة لأنه يجمع في كثير من المواضع بين جلال الله الفائق وتنازله العجيب. فبينما يضرب الأمثال عن عظمته غير المحدودة بأنه يكيل بكفه مياه البحار يصفه براعي غنم يرعى قطيعه؛ بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات. وعندما يقرع أسماعنا بقضائه الرهيب ينحني علينا بعاطفة الوالدات قائلاً "كإنسان تعزيه أمه أعزيكم أنا". وفيه من أنباء الخلاص المجيد الوافية الشرح ما أوجب تسمية كاتبها بالنبي الإنجيلي.
رؤية المجد: سر القوة التي تفرد بها سفر أشعياء يعود إلى رؤياه العظيمة التي شاهدها في الهيكل. قال "رأيت السيد" الرب. فرؤيا الله غيرت له منظر كل شيء فل يعد يرى شيئاً حوله إلا في ضياء هذه الرؤيا الساطعة المجيدة، فانجلت له حقائق الأمور في ذات دنياه. وعلى هذا المنوال قال الرسول بولس "أما رأيت الرب"؟ وهذه الرؤيا أهّلته لأن يكون رسول المسيح وخادم الإنجيل لليهود والأمم. وبمراجعة إنجيل يوحنا نعلم أن السيد الذي رآه أشعياء في الهيكل هو يسوع المسيح ابن الله الأزلي بدليل أنه، بعد ما وصف قساوة قلوب اليهود في رفضهم المسيح وشفع هذا الوصف بالقساوة المذكورة في رؤيا أشعياء، صرح "قال أشعياء هذا حين رأى مجده وتكلم عنه (يو 12: 14).
رأى أشعياء الرب كملك المجد، وسمع السرافين ينادي الواحد الآخر "قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض" وكانت قوة تأثير هذه الرؤيا عميقة جداً. ولنلاحظ في أشعياء:
1- انغماره بشعور عميق بالخطية ودينونة الله العادلة.
2- شموله بتصور عظمة قداسة الله وجلال سلطانه.
3- رؤياه الجميلة للمسيح وخلاصه ثم ملكه النهائي.
فلنقتف آثار نتائج هذه الرؤيا الثلاث في كل السفر مع تحري الاختصار.
أولاً – إن أشعياء، إذ رأى بهاء مجد الرب، امتلأ تبكيتاً على خطاياه، وشعوراً عميقاً بعجزه وحاجته، حتى أنه صرخ قائلاًَ: "ويل لي إني هلكت" ولم بتمالك أن صرّح بهذا الاعتراف "إني إنسان نجس الشفتين". فاعتبر الله انكسار قلب نبيه كما نستدل على ذلك في غير هذا الموضع حيث يصرح النبي أن العلي القدوس يسكن مع المنسحق والمتواضع الروح (57: 15). وأتبع اعترافه على الفور بتطهيره إذ قد طار إليه واحد من السرافيم وبيده جمرة لمس بها شفتيه. أُخذت تلك الجمرة المطهرة من مذبح المحرقات. حقاً إن التطهير بني على استحقاق دم الكفارة. ونقول على السؤال الذي عرضه الرب في محضره "من أُرسل ومن يذهب من أجلنا" إن النفس المطهرة من الخطية مستعدة لتلبية الطلب في الحال: "هأنذا أرسلني". هذا هو التكريس لخدمة الرب. وحينئذ قلّده الرسالة: "اذهب". فعلى هذا المنوال تكون الرسالة الحقة رؤية المخلص شخصياً، ثم مقابلة رسمية مع رب المجد بتخشع فانكسار قلب، ثم شفتان طاهرتان، فتكريس، فمأمورية شخصية معينة.الشفتان الفائضتان برسالة الله يجب أن يقام عليهما حارس (مز 141: 3) وتكونا محترقتين لا تأتيان بسمو الكلام والفكر لتسلية الخواطر البشرية بل مخبرتين بشهادة الله بخشوع وتقوى وبساطة غير عارفتين إلا المسيح وإياه مصلوباً. حتى أن بعضهم سخر بالنبي أشعياء لأنه جاء في رسالته بأمور بسيطة كأنه يخاطب صبياناً قليلي الإدراك لا رجالاً، بلسان غير فصيح.
الخطية والدينونة: أرّخ النبي رؤياه بسنة وفاة عزيا الملك. وكان ذلك الملك من خيار الملوك، حكم في أورشليم خمسين سنة بخوف الله لكنه زل في آخر حياته لزلة لعله انقاد إليها بدبيب روح الكبرياء إلى نفسه. وذلك أنه تجاسر أن يلقي بخوراً في مذبح الله وهذا العمل خاص بجماعة الكهنة. فضربه الله بالبرص غاعتزل في مكان خاص له. وكن هذه الواقعة أثرت في قلب النبي فأرخ رؤياه بوفاة عزيا الملك: "أنا ساكن بين شعب نجس الشفتين". لم بنشغل بخطية نفسه فقط بل مر على خاطره خطايا أمته وملكه أيضاً.
ومن المحتمل أن تكون رؤيا أشعياء الخطوة الأولى في سبيل النبوة، وأنه في الإصحاح السادس يعود إلى تذكار أوائل دعوته، ولهذا يقاوم الخطية ويهدد عاملها بجراءة وثبات، حتى ليصح أن تعتبر نبوته رسالة دينونة لليهود على خطاياهم ائتمنه الله عليها كما يتبين من صدر كلامه "رؤيا أشعياء بن آموص التي رآها على يهوذا وأورشليم" (1: 1). ثم يأخذ في شرح فساد القلب البشري وعصيانه على الله على التوالي بأسلوب بالغ جداً. "كل الرأس مريض" مصدر قوة التفكير، "وكل القلب سقين" مصدر الإرادة والأميال، "من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة". ومن ثم يظهر سريان عوامل الفساد من القلب والرأس إلى كل الجوارح في أعمال الحياة اليومية. وبعد ذلك يوجه نظره إلى المرائين – الذين يقتربون إلى الله بشفاههم وأما قلوبهم فبعيدة عنه يعاملون إخوانهم بالقساوة – داعياً إياهم إلى التوبة "اغتسلوا تنقّوا اعزلوا شر أفعالكم من أمام عينيّ كفوا عن فعل الشر تعلموا فعل الخير. اطلبوا الحق انصفوا المظلوم اقضوا لليتيم حاموا عن الأرملة" (1: 16 و 17).
إن الذي تعلم في الحضرة الإلهية أن يخاطب نفسه "ويل لي" أُرسل ينادي بالويلات للآخرين على شرورهم: "ويل لنفوسهم لأنهم يصنعون لأنفسهم شراً، "ويل للشرير" (3: 9 و 11)، ويل للطماعين، ويل للسكيرين، ويل للحكماء في أعين أنفسهم (انظر 5: 8، 9، 11، 20، 21؛ 28: 1)، ويل للذين يصدون الضعفاء (10: 1 و 2)، ويل لأورشليم (29: 1)، "ويل للبنين المتمردين" (30: 1) "ويل لمن يخاصم جابله" (45: 9). وأظهر لهم النبي أن خطاياهم هي التي حجبت وجه إلههم عنهم وأحزنت روحه القدوس (59: 2 – 15 و 63: 10)، وإن "أعمال برهم" ما هي إلا كثوب عدة (64: 6 و 7). وينذرهم بأن مضمار الحق الإلهي يظهر اعوجاج مبانيهم التي يعتمدون عليها ويهدم ملاجئ برهم الكاذب. ثم ينتهر بناتهم اللواتي يظهرن الغطرسة والغرور، ويزجرهن بكلام جارح لأنهن لم يندبن سوء حال بلادهن (3: 16 و 32: 9). ويحرم بصريح العبارة العرافة واستحضار أنفس الموتى (8: 19 و 20). ويطوّب حافظي يوم الرب الذين لا يعملون فيه مسرتهم ولا أشغالهم ولا يلتهون بأحاديثهم ومسامرتهم (56: 2 و 58: 13 و 14). فما أحوج أهل زماننا الحاضر أن يتعظوا بأقوال النبي أشعياء لأنهم سالكون مسلك القدماء في ما شرحناه من المعاصي والشرور.
عبادة الأصنام: هذه الخطية رأس قائمة الخطايا التي من أجلها قضى الله على شعبه. ويشغل هذا الموضوع مقداراً وفيراً من نبوته، ويسري من أولها إلى آخرها. ففي الإصحاح الثاني يتكلم عن انتشار الأصنام في كل بلادهم حتى لقد عبدها الغني والفقير (2: 18 – 20). ولكن وعد الله هو أنه سيبطل الأصنام ويطهّر الأرض منها (انظر 10: 11 و 17: 7 و 8؛ 31: 7). وفي إصحاح 40 و 41 و 44 و 46 يشرح بالدقة والتفصيل الطريقة التي كانوا يصنعون بها الأصنام فيصف الغني في مقام رجل مسرف ينفق ماله على هذه التماثيل بغير حساب ويقدم للصائغ أجرة على صناعتها فيذيب الصائغ الذهب في النار قابضاً عليه بالملقط ثم يطرقه على السنديان ويصقله بآلاته المتنوعة ومتى تمت صناعة التمثال يربطه إلى النصب التي يقام عليها بسلاسل من فضة حتى يكون في مأمن من السقوط.
ثم يصف عجز بعضهم عن القيام بنفقة الأصنام الذهبية والفضية. فيتخذها من الخشب فيلجأ إلى شجرة حسنة القوام سليمة من العيوب من أشجار الأرز العظيمة، ويستحضر نجاراً يصور منها تمثالاً، فينشر من الشجرة ما شاء، ويرسم على الشقق الشكل الذي يستحسنه، ثم يفرغه بأزميله. وبعد الانتهاء من عمله يضم إلى صف الآلهة في المعبد. وأما شذرات الخشب الفاضلة عن ذلك التمثال فتستعمل وقوداً في لوازم المنـزل من طبخ واصطلاء. فانظر حقارة الآلهة التي اتخذوها لأنفسهم من دون الله العظيم.
لقد أمسى شعب الله الخاص صناعاً لهذه الأوثان، وأمست بلدانهم المقدسة معامل لهذه الأوثان. فيا لعظم الشر وسوء الحال: "شعب يغيظني بوجهي دائماً يذبح في الجنات .... بخروا على الجبال وعيروني على الآكام" (65: 3 – 7)، "المتوقدون إلى الأصنام تحت كل شجرة خضراء القاتلون الأولاد في الأودية تحت شقوق المعاقل. في حجارة الوادي الملس نصيبك" (57: 5 و 6). والحاصل، كانت الوثنية خطية بني إسرائيل العامة قبل السبي، ولكنهم تخلصوا منها تماماً من بعد السبي ولم يرجعوا إليها حتى اليوم. وفي غضون كلام النبي عن هذه التماثيل قارن بينها وبين الإله الحي، وكشف لهم مبلغ جهلهم. وهذا يقودنا إلى النتيجة الثانية من تأثيرات الرؤيا عليه وهي:
ثانياً: شموله بتصور عظمة قداسة الله وجلال سلطانه:
وبطبيعة الحال فمعظم عبارة النبي هي في تنـزيه الإله ونعته بأوصاف الجلال والكمال كلما قارن بينه وبين الأوثان البكم الصماء. أعلن بزوالها ومحو آثارها يوماً ما مع إجلال الله وإعلاء كلمته في ذلك اليوم. ثم يشير على الإنسان أن يُعمل فكره ورويته في اختيار الإله الحق إلهاً له، وعوضَ أن يخر ساجداً لما صنع بيديه من تماثيل الذهب والخشب يسجد لمن خلقه من العدم. ثم يقارن بين أوصاف التماثيل كما وردت في إصحاح 40 وبين الله عز وجل. وفي هذا الجزء من السفر من إجلال العزة الإلهية أكثر من أي موضع آخر في أسفار الكتاب المقدس. فوصفه بأنه المبدع لسائر الكائنات من العدم، خلق أطراف الأرض، وأرسى الجبال الشامخة، وزجر البحار الزاخرة حتى لا تتعدى تخومها، خالق السموات والجنود العلوية، وضابط الكل، وأن الأرض وسكانها كغبار الميزان عنده بل كلا شيء، وكل ذي جسد كعشب الحقل أمام عينيه.
وفي إصحاح 40 نجد من الدقة العلمية ما يبعث فينا العجب. قال في عدد 12 "من كال بكفه المياه". هنا يصرح بأن المياه التي في الأرض وجدت بالكيل لا جزافاً. والعلم يصدّق هذه الحقيقة ويثبت أن المياه التي على وجه الأرض مناسبة المقدار لأن يتصاعد منها الكمية المطلوبة من الأمطار لري الأرض فلا يحصل غرق ولا شرق "وقاس السموات بالشبر" بمعنى أنه مد الجو إلى المسافة المعتدلة حتى تكون لنا المؤونة الكافية من الهواء ونستنشقه بدون عناء. "وكال بالكيل تراب الأرض" إن التراب هو الجزء الصالح للزراعة من معدن الأرض، فقدَّره الله تقديراً يفي بحاجة البشر وبسطه على وجه الأراضي الزراعية، "ووزن الجبال بالقبان والآكام بالميزان" إن ارتفاع الجبال على نسبة عمق البحار.
وفي إصحاح 41 يتحدى الله، على لسان نبيه، الأصنام البكم عبرة لبني البشر أن يخبروا بالمغيبات لإقامة الحجة على أنهم آلهة يستوجبون العبادة ثم يعيد هذا التحدي مراراً (انظر 42: 9 و 44: 7 و 8 و 43: 9 و 10 و 48: 3 – 5).
وفي إصحاح 46 مقابلة مؤثرة بين الإله الحق وبين الأصنام: هذه تحمل فوق أكتاف الناس، وأما الإله الحق – فضلاً عن كونه غير محمول على شيء – فهو حامل لكل شيء وعلى نوع خاص حامل شعبه لا في أيام الطفولة فحسب بل في كل سني حياتهم حتى إلى الشيب والشيخوخة.
قدوس إسرائيل: للنبي أشعياء شغف بهذا اللقب الإلهي أكثر مما لغيره من كتبة الأسفار المقدسة. فذكر مثلاً في المزامير ثلاث مرات (مز 71 و 78 و 89)، ومرتين في أرميا (50 و 51)، ومرة في سفر الملوك الثاني (ص19: 23). أما في سفر أشعياء فقد ذكر هذا التعبير ثلاثاً وعشرين مرة وذلك من فرط تأثره من تسبحة السرافيم التي سمعها في رؤياه حينما نادى الواحد الآخر "قدوس قدوس قدوس رب الجنود". فكأن هذا الاسم هو العلامة الخصوصية الدالة على نبوة أشعياء من أولها إلى آخرها.
وفي ذلك السؤال الذي سمعه أشعياء في الرؤيا تلميح إلى الثالوث الأقدس: "ثم سمعت صوت السيد قائلاً من أُرسل ومن يذهب من أجلنا". أما أقنومية الله الروح القدس فمعلنة بجلاء في هذا السفر (11: 2 و 42: 1 و 44: 3 و 48: 16 و 59: 51 و 61: 1 و 63: 10 و 11 و 14). .وقد رأينا من مقابلة الرؤيا بكلام الإنجيلي أن الأقنوم المعبر عنه برب الجنود هو ذات المسيح. وعليه فلاهوت المسيح مصرح به في نبوة أشعياء. وهذا يؤدي بنا على النتيجة الثالثة من تأثير الرؤيا في أشعياء
رؤياه الجلية للمسيح وخلاصه ثم ملكه اللانهائي: نغمة هذا السفر الخلاص. بل معنى اسم أشعياء هو "خلاص من الرب". وموضوعه تلك الدعوة المباركة الواردة في الإصحاح الأول "هلم نتحاجج يقول الرب. إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيضّ كالثلج"، وأعاده على أسلوب آخر في غير موضع ومن ذلك قوله "قد محوتُ كغيمٍ ذنوبك وكسحابةٍ خطاياك. ارجع إليَّ لأني فديتك" (1: 18 و 43: 25 و 44: 22).
السلام – وهو نتيجة الخلاص – يمتد كخيط فضي في الإصحاحات الواقعة ما بين إصحاح 9 حيث ينبئ عن "رئيس السلام" إلى إصحاح 57 حيث ينادي بالسلام للبعيد والقريب ويمتد كنهر في إصحاح 48: 18 و 66: 12.
أما ملك المسيح العام على كل ممالك الأرض فقد أُعلن للنبي في الرؤيا من تسبيحة السرافيم "مجده ملء كل الأرض". وتفصيل هذه العبارة واضح في كل السفر. ففي إصحاح 2: 2 يقول: "ويكون في آخر الأيام أن جبل الرب يكون ثابتاً في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجري إليه كل الأمم". وفي إصحاح 11: 9 يقول "لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر". وفي الإصحاح الأخير ينبئ بمجده بين الأمم.
المسيح: الخلاص المجيد المعلن في هذا السفر يدور حول شخص عرف بالآتي والمسيَّا الموعود. وها هو ذا النبي يعطينا، بوحي إلهي، العلامة التي تميز شخص المخلص وتحصر فيه النبوات المتعلقة به لئلا تنسب إلى غيره، وهي كونه شخصاً إلهياً يولد من عذراء. فالوعد الوارد عنه في إصحاح 7 يتصل بالوعد الوارد في إصحاح 9؛ ونستخلص من الوعدين حقيقة ذلك الطفل. فهو سيكون من جنسنا البشري، "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً". وسيكون من بيت داود. وتكون ولادته خارقة لناموس لطبيعة شخصاً إلهياً "الله معنا" – عمانوئيل؛ "عجيباً" وهو ذات الاسم الذي دعا الرب نفسه حين ظهر لمنوح وزوجته؛ "مشيراً" على وفق حقيقة الحكمة الواردة في سفر الأمثال لأن الله جعله لنا حكمة؛ "إلهاً قديراً" الكلمة إيل المترجمة هنا بالإله توصل هذه الآية باسم عمانوئيل؛ "أباً أبدياً" أو أبا الأبد وهو رئيس الخلاص الأبدي المشار إليه في عب 5: 9؛ "رئيس السلام استعير هذا اللقب لملك سليم كاهن الله العلي كما استعير لسليمان أي رجل السكينة والسلام.
كل هذه النبوات تحققت وتمت في حادثة واحدة وهي ميلاد يسوع المسيح مخلصنا الذي قال عنه الملاك لمريم "القدوس المولود منك يدعى ابن الله". قال أشعياء "يولد لنا ولد" وقال الملاك عند ولادته "ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص". دعي بعبارة النبوة "إلهاً قديراً" "رئيس السلام" وبمثل هذا دعاه جمهور الجند السماوي وقت ولادته كما يظهر من تسبحتهم "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة". قال النبي "الشعب السالك في الظلمة أبصر نوراً عظيماً. الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور عظيم". وقال سمعان الشيخ إن "عيني أبصرتا خلاصك" "نور إعلان للأمم ومجداً لشعبك".
وبعد ذلك بقليل وردت نبوة فجأة في إصحاح 11: 1 "ويخرج قضيب من جذع يسي وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب". هذا الوصف موافق للنبوة الواردة في إصحاح 61 التي استشهد بها المسيح على نفسه في خطابه الذي ألقاه في مجمع الناصرة "روح السيد الرب عليّ". وخلاصة الوصفين أن القصد من مسحته بروح الرب أن يكون معزياً للمساكين مؤاسياً للبائسين الخ. وعندما وصل المسيح في قراءته إلى الكرازة بالسنة المقبولة طوى السفر وحقق هذه النبوات في شخصه وطبَّقها على قصده ولم يتقدم أكثر من ذلك حيث تذكر الدينونة والانتقام لأنه لم يأت المرة الأولى ليدين العالم بل ليخلِّص العالم (يو 3: 17) وفي كلا الموضعين يقرر النبي وصف المسيح كمخلّص وكديان لأنه سيأتي ثانياً ليدين الأحياء والأموات كما قال ذلك بنفسه "وأعطاه (الآب) سلطاناً أن يدين أيضاً لأنه ابن الإنسان. لا تتعجبوا من هذا. فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يو 5: 27 – 29).
وفي الإصحاح 28 وردت النبوة التي تمثله بحجر الزاوية. ووردت نبوة في الإصحاح 32 تنبئنا بملك سيملك بالعدل وبإنسان سيكون كمخبأ من الريح وستارةٍ من السيل كسواقي ماء في مكان يابس كظل صخرة عظيمة في أرض معيية – صخر الدهور المشار إليه في إصحاح 26: 4.
عبد الرب: إن أشعياء، (إصحاح 42 – 52) يمثل لنا المسيح كعبد الرب: "هو ذا عبدي". بعض هذه النبوات يشار بها لأول وهلة – إلى كورش الملك الذي علم أشعياء بالوحي أنه سيخلص إسرائيل من الأسر البابلي. ولكن في أكثر تعابير النبي ما يشير إلى مخلص أعظم من كورش، وخلاص أجل وأفضل من الأسر البابلي. والعبارات المبشرة برد منفيي أورشليم هي من السعة والعظم بحيث لا يمكن تطبيقها على رجوع الفئة القليلة التي رجعت إلى أورشليم بأمر كورش الملك، كما أن كثيراً من العبارات المنوه بها عن عبد الرب الذي يصنع مسرته لا تصدق على كورش بوجه من الوجوه؛ ولا شك أنها تشير إلى مخلص أعظم هو المسيح والبركات المحكي عنها بأنها تتناول أمم الأرض بواسطة شعبه الخاص تتحقق عندما يخلص إسرائيل كما قال الرسول بولس (رومية 11) حينما يقتبس من نبوة اشعياء (ص 46: 22).
تبتدئ النبوات بآلام المسيح من إصحاح 49. يصرح أشعياء بأن ذاك الذي سيحتقره الشعب ويكرهونه تتعبد له الملوك ويُجعل عهداً للشعب. وتزداد الأخبار بآلامه في الإصحاح التالي. إن ذاك الذي أُعطي لسان المتعلمين لم يعاند ولم يقاوم بل بذل ظهره للضاربين وخده للناتفين، ولم يستر وجهه عن العار والبصق. وفي إصحاح 52 نقرأ ثانياً عن عبد الرب أن منظره كان مفسداً أكثر من بني آدم. ومع ذلك ينضح أمماً كثيرين. ومن اجله يسد ملوك أفواههم.
وهذا يؤدي بنا إلى ذكر ما ورد في إصحاح 53 حيث صورة آلام المسيح مستوفاة أكثر من أي نبوة أخرى من أسفار العهد القديم عن آلام المسيح. فذكر فيه سبعَ مرات أنه حمل خطايانا (1) مجروح لأجل معاصينا (2) مسحوق لأجل آثامنا (39 الرب وضع عليه إثم جميعنا (4) ضُرب من أجل ذنب شعبي (5) جعل نفسه ذبيحة إثم (6) آثامهم هو يحملها (7) حمل خطية كثيرين.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
Coloring أشعياء النبي
أشعياء النبي بن آموص
أشعياء النبي
أشعياء النبي
أشعياء النبي


الساعة الآن 07:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024