كورونا تخطف طبيب ووالديه في أسبوعين

[Mary Naeem]

كورونا تخطف طبيب ووالديه في أسبوعين

قبل ايام قليلة، كان الدكتور محمد كمال رزق، نائب مدير مستشفى صدر كفر الشيخ ومساعد وكيل وزارة الصحة السابق، بين أحبائه وأصدقائه، كان مهموماً كغيره من الأطباء، بتوفير احتياجات المستشفيات من المستلزمات الطبية، ومشغولاً بكيفية توفير أسطوانات الأكسجين لمصابي كورونا المعزولين منزلياً، وفجأة أصيب الطبيب الشاب الذي لم يكمل عامه الـ44 بفيروس كورونا اللعين، كما أصيب والديه وشقيقه وجرى نقلهم جميعاً إلى المستشفيات المختلفة.

قبل يوم 16 من يناير الماضي، كان الطبيب الشاب، يأمل في أن يعود والديه «الحاج كمال والحاجة فادية»، لكن والده عاد محمولاً في نعش بعد أن هاجم الفيروس اللعين جسده وشُيع جثمانه بمسقط رأسه في قرية ميت الديبة التابعة لمركز قلين، ولم يستطع الطبيب حضور جنازة والده، ونعاه بكمات مؤثرة عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي«فيس بوك»: «وداعا يا أغلى ما فى حياتى وداعا أبى الكريم العظيم، منعني المرض أن أشيع جنازتك، يا أعظم أب وأخ وصديق وحبيب، عشت عمرى أتباهى إنى ابن الحاج كمال رزق وسأبقى إن كان لى عمرا على العهد سائرا إلى أن نلتقى عند مليك مقتدر».

كما دون بعد يومين منشوراً قال فيه: «فى أي زمن خلقت أيها الفارس أُشهد الله أنك أديت الأمانه وبلغت الرسالة وكنت لنا نعم الأب والصاحب والأخ ماحرمتنا شىء وكنت دائما الناصح الأمين نسير فى دنيانا بسيرتك العطرة التي يشهد بها الجميع طبت حيا وميتا أبي الحبيب».

لم يفق الطبيب الشاب من صدمة وفاة والده وسنده، بل لحقت به والدته الحاجة فادية عزام بعد 10 أيام فقط، ليعيد نفس المشهد ولم يستطع حضور جنازتها بسبب حجزه بالرعاية المركزة بقسم العزل في مستشفى كفر الشيخ الجامعي، لتتأثر حالته النفسية بعد وفاة والدته، مساء أمس الأحد داخل غرفة الرعاية المركزة، وسط محاولات من أصدقائه الأطباء لإنقاذه، لكن روحه فارقت الحياة في الساعات الأولى من صباح اليوم، لتتحول صفحات الفيس بوك لدفتر عزاء مفتوح ليحزن أبناء كفر الشيخ، الذين يعرفونه عن ظهر قلب، لما تمتع به من دماثة خلق وخدمات للأهالي، مؤكدين أن وفاته أوجعت قلوبهم ولن ينسوا ماقدمه للطب وللمحتاجين.

ونعى العقيد «أيمن كمال رزق»، شقيقه الدكتور محمد كمال رزق، مساعد وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ السابق، ونائب مدير مستشفى الصدر، الذي استشهد متاثراً بفيروس كورونا، بعد أيام من وفاة والديه، ودّون أيمن نعياً لشقيقه ووالديه عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي«فيس بوك»، جاء فيه: «إنا لله و إنا إليه راجعون، أشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، البقاء و الدوام لله وحده».

شقيقه:« فقدت قلبي ونبضي»
وأضاف أيمن: «منذ أسبوع استودعت أبي و أمي أغلى وأطهر الناس، أشهد الله أنهما كانا صوامين قوامين موحدين بحمدك وقدرتك احتسبهم عند الله من الشهداء و تقبلت قضاء الله بالصبر و الاحتساب، و جاء قدر الله كالصاعقة على قلبي وعقلي، لقد فقدت روحي وقلبي ونبض حياتي، كل ما هو في حياتي بفراق الغالي، أغلى الناس، صديقي وحبيبي وروحي وأبي الثاني ( محمد) عقلي لا يتقبل لا أصدق و لكنها أراده الله ، اللهم أعني على تحمل قضاءك و الرضا».

ونعاه المئات من أبناء المحافظة بكلمات رثاء مؤثرة، مؤكدين انهم لم ينسوا ماقدمه للطب والمحتاجين، وان رحيله أبكى القلوب قبل العيون».

وأعلنت مديرية الصحة بكفر الشيخ وفاة الدكتور محمد كمال رزق، نائب مدير مستشفى الصدر ، الذي كان يشغل منصب مساعد وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، بعد وفاة والديه بأيام، حيث توفت والدته قبل أيام قليلة، سبقها والده يوم 10 يناير الماضي، متأثرين جميعاً بفيروس كورونا.

وأصيب الدكتور محمد، بفيروس كورونا منذ قرابة الشهر، ثم أصيب والديه وشقيقه «أيمن»، وجرى حجزهم جميعاً بالمستشفى وتوفى والده أولاً ثم توفيت والدته ولم يستطع الطبيب الراحل حضور جنازتيهما، وظل محتجزا يصارع الفيروس حتى توفي اليوم بعدما تدهورت حالته الصحية في الساعات الأخيرة وجرى حجزه بالرعاية المركزة.


هذا الخبر منقول من : الوطن