ان كنت كذلك، فتأمل فى أحد هذه الفصول الصغيرة، وعندئذ سيعود اليك الايمان كما الى طفل صغير. لعلك لا ترى الرب واقفا الى جانبك بابتسامته الواثقه المشجعة، ولكنك ستعرف أنه موجود كما هو على الدوام، وأنه لايزال ينتظر منك أمورا عظيمة، وهو مستعد دائما أن يعينك بنفسه على انجازها. اذا جاء الشتاء وحل أوان القحط والجفاف، فهل انت خائف من الفقر؟ عد مرة أخرى وقلب هذه الصفحات، فستجد فيها قانون التزود باحتياجاتك.
أعط فسيعطى لك.. أعط حبك ووقتك ومشاركتك فى مشاعر الآخرين وأعط نفسك.. وأعط كل ما تملك لجميع المحتاجين وتصرف تحت ارشاد الله المباشر.. أعط لكل من مستحق وغير مستحق. هل فقدت صحتك، ولم تتحسن رغم أنك صليت طويلا، ومرات كثيرة؟ ستجد أيضا هنا بلسم الشفاء، وستفهم لماذا يخرج الرب الذهب من البوتقة قبل أن يتنقى وتزول الشوائب، وستدرك أنك الآن تأخذ الشكل المجيد لنفسك الحقيقية التى رأتها مسبقا عين الرب وحدها. وكما أنه لا يمكنك أ تأكل عسلا اليوم كله، كذلك أيضا لا يمكنك أن تقرأ هذا الكتاب فى جلسة واحدة. ولكنك تستطيع أن تقرأ فيه كل يوم بل وعدة مرات فى اليوم الواحد. يمكنك أن تقلب صفحاته عندما يندلع لهيب أزمة مفاجئة فى حياتك.. وحالما تنتهى من القرأة، ستجد أن نار الأزمة قد خمدت، ودخانها الخانق قد تبدد شمله، وعاد الهدوء والسلام الداخلى يملآن نفسك من جديد. يمكنك أن تتصفحه باكرا، عندما ترسل الشمس أشعتها على الأرض وينبلج نور الصباح، وتبدأ الطيور فى تغريدها.. وبينما أنت تطالعه ستحس أن شدو الطيور وتغريدها صار لهما صدى عميق فى حنايا نفسك، لأنك ستشعر أن تموجات روحك بدأت تتجاوب مع هذا التغريد.. فتترنم حينئذ أوتار قلبك أيضا بأنشودة الحب لخالقك وفاديك.. ليكن هذا الكتاب"قوة يومية" مذخورة لك فى كل وقت.. ضعه فى جيبكن فى شنطة يدك، وعلى المائدة قريبا منك.. أعط منه نسخا لأصدقائك.. تنسم من روحه دائما عبير الحب الخالص، وعش حياتك فى ألفة وانسجام مع سيدك..
فأنت ستجد من خلال هذه الرسالة التى وصلت الى امرأتين، أنك لم تعد تعيش بمفردك وحيدا فى هذا العالم، بل صرت اثنين، باتحادك بأوفى صديق وأعظم مرشد..الذى هو هو أمسا واليوم والى الأبد..