فى قرية تقوع الواقعة على بعد خمسة أميال إلى الجنوب الشرقى من بيت لحم ، أو عشرة أميال إلى الجنوب من أورشليم نشأ عاموس . والكلمة « عاموس » من أصل معناه « يثقل » أو « يحمل » وقد ذهب المفسرون لليهود إلى أنه دعى كذلك لأنه كان ثقيل اللسان ، ولكن المرجح أن اسمه كان يشير إلى الرسالة الثقيلة التى كان عليه أن يحملها إلى إسرائيل ، وما نظن أبداً أن الرجل كان ثقيل النطق ، بل يبدو من لهجته أنه كان إنساناً صريحاً بسيطاً وديعاً ، صافى النفس والروح والمشاعر ، ومع أنه - على الأغلب - لم يكن متعلماً كثيراً ، لكنه كان وافر الاطلاع على أسفار موسى والكتب المقدسة ، .. وإذ لم يذكر الكتاب شيئاً عن أبيه أو عائلته ، يرجح المفسرون أنه كان ينتسب إلى عائلة فقيرة مغمورة ، ولكن هذا الإنسان الفقير المغمور الذى لم يدخل مدرسة الأنبياء ، أو يولد إبناً لأحدهم ، إذ كان راعياً وجانى جميز ، تفتحت نفسه إلى اللّه ، ولم تتلوث بشرور المجتمعات وضجيج المدن ، ولذا فكثيراً ما يشبهونه فى طباعه ومزاياه ، بيوحنا المعمدان ، الذى عاش فى البرية إلى يوم ظهوره لإسرائيل!!..