رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هوشــع قبل أن نجيب على هذه الشبهة المتكررة رأيت أن أقدم دراسة تفسيرية للسفر أولاً حتى نفهم السفر جيداً وبعد ذلك نقدم التعليق الكافي على هذه الشبهة: دعى الله هوشع النبي ليتنبأ في أواخر أيام المملكة الشمالية، مملكه الأسباط العشرة، إسرائيل، الأخيرة، مثلما كانت دعوه أرميا النبي أيضاً في أيام المملكة الجنوبية، مملكه يهوذا الأخيرة. وأتخذ الله من مأساة هوشع النبي الشخصية مثالاً ونموذجاً ورمزاً لمأساة المملكة الشمالية، إسرائيل، القومية. ويعبر السفر عن قصه حب من جانب واحد هو حب الله لشعبه الذي أختاره وميزه ولكن شعبه أرتد عنه ورفضه وعبد الأوثان، ترك الإله الحي خالق الكون وما فيه وعبد الأصنام صنعه الأيدي. هذا الحب الذي تمثل في حب هوشع النبي لزوجته جوهر التي أحبها من جانب واحد ولكنها هي تركته وأحبت آخرين، هجرته وذهبت وراء من خانت زوجها معهم وتمادت في زناها حتى وصلت للدرجة التي لم تعد فيها تصلح كزانية فبيعت في سوق العبيد والجواري كعبده. وفي كلا الحالتين تلعب جومر وإسرائيل، العروستان المحبوبتان دور الخائنتان، الأولى خانت النبي والثانية خانت الله، الأولى سقطت في الزنى الجسدي والثانية سقطت في الزنى الروحي وعبدت الأصنام. ولكن الحب القوى غير المحدود جعل المحب يبحث عن محبوبته حتى وهى في قمة سقوطها. ففي حاله النبي يصل به الحب القوى إلى الدرجة التي يشترى فيها زوجته التي أحبها بكل قوة من سوق العبيد، ويحررها بعد أن يعطيها فرصه للتوبة، وفي حاله الله يصل الحب الأبدي غير المحدود إلى الدرجة التي يبحث فيها عن شعبه كي يرجع إليه ويحثه على التوبة الكاملة والتطهير من الخطية، أي العقاب المطهر الذي يليه عوده البقية الأمينة إليه إلى القدس والمدينة المقدسة. 1 - النبي هوشــع والسفر يعنى الاسم " هوشع " في اللغة العبرية " خلاص " وكان أسمه مثل زواجه متطابقاً مع رسالته، ويشترك في أصله العبري مع " يشوع " و " يسوع " اللذان في العبرية هما اسم واحد " يشوع " ولا يوجد أي تمييز في النص اليوناني للعهد الجديد سوى ألقاب الرب يسوع المسيح " يسوع " و " يسوع المسيح " و " الرب يسوع " 000 الخ و" يشوع بن نون ". ولكن هذا التمييز يوجد في الترجمات الحديثة فقط قبل العربية والإنجليزية. و" يشوع " هو تصغير " يهوشع " والذي يعنى "يهوه يخلص" أو" يهوه خلاص ". وكان يشوع بن نون يدعى أيضاً " هوشع بن نون" (عدد13 :8و16). وقد تنبأ هوشع النبي في القرن الثامن قبل الميلاد في أيام "عزيا ويوثام وأحاز وحزقيا ملوك يهوذا وفي أيام يربعام بن يوآش ملك إسرائيل " (1 :1)، الذين حكموا في الفترة من 780 ق م إلى 692 ق م. وكان هو النبي الوحيد من المملكة الشمالية والذي تنبأ لإسرائيل وكتب سفراً بعد انقسام المملكة. وكان احد أنبياء القرن الثامن الأربعة (عاموس وهوشع واشعياء وميخا)، كما كان النبي الوحيد من الأسباط العشرة، بعد الانقسام. ولا يذكر لنا السفر معلومات كثيرة عن حياته سوى إنه كان نبياً مكرساً للرب ومختاراً سابقاً من الله للعمل النبوي. ويبدوا من تكرار كلمة " أفرايم " 36مرة، والتي كانت اللقب السائد لمملكة إسرائيل الشمالية باعتبار أفرايم كان السبط الأكبر فيها، وإنه كان أصلاً من جبل أفرايم. كما كانت لديه معلومات وافرة عن الزراعة والحصاد والفرن والخبيز تدل على البيئة التي كان يحيا فيها: " خبزي ومائي وصوفي وكتاني زيتي وأشربتي " (2 :5)، " القمح والمسطار والزيت " (2 :8و22)، " كتنور محمى من الخباز يبطل الإيقاد من وقتما يعجن العجين إلى أن يختمر" (7 :4) ، " كالتنور كل الليل ينام خبازهم وفي الصباح يكون محمى كنار ملتهبة " (7 :6) " إنهم يزرعون الريح ويحصدون الزوبعة زرع ليس له غله لا يصنع دقيقاً وإن صنع فالغرباء تبتلعه " (8 :7)، " لا يطعمهم البيدر والمعصرة ويكذب عليهم المسطار " (9 :2)، " لذلك يكونون كسحاب الصبح وكالندى الماضي باكراً كعصافة تخطف من البيدر وكدخان من الكوة " (13 :3)، " أفرايم تختلط بالشعوب أفرايم صار خبز ملة لم يقلب " (7 :. ويبدوا واضحاً مما جاء في السفر أن معظم ما جاء به كان في الأيام الأخيرة للملك يربعام الثاني. وكانت تستمتع المملكة في ذلك الوقت بفترة رخاء ونمو ظاهري، أما داخلياً كان يتخلل حياة الشعب الفساد الأخلاقي والروحي والاجتماعي والخزي الروحي، عبادة الأصنام. وقد عكست حياة هوشع النبي العائلية رسالته ذات الأبعاد الثلاثة، كره الله للخطية حتمية الدينونة والعقاب، حب الله الأبدي الغافر عند التوبة. 2 - كاتب السفر هوشــع الموحى إليه كاتب السفر الموحى إليه من الروح القدس هو هوشع النبي " بن بئير "، ويبدوا واضحاً من تألفه واهتمامه الواضح بالمملكة الشمالية، إسرائيل أو أفرايم، وإنه كان نبياً يتنبأ لهذه المملكة، فقد عاش في أفرايم (إسرائيل) وليس يهوذا. وهذا واضح من دعوته لملك السامرة عاصمة إسرائيل " ملكنا " (هو5:7). وقد بدأ خدمته كما هو واضحاً في أيام يربعام الثاني (782ـ753 ق م) واستمرت خدمته الطويلة بعد ذلك وامتدت في حكم أخر ستة ملوك لإسرائيل من زكريا (753ـ752 ق م) إلى هوشع الملك (732 ـ 722 ق م) أخر ملوك المملكة الشمالية، إسرائيل، وامتدت خدمته من حوالي 755 ق م إلى 710 ق م، أي يمثل سفره حوالي أربعين سنه من الخدمة النبوية والعمل النبوي وعندما بدأ خدمته ورسالته كانت المملكة تستمتع بفترة رخاء وقتيه في السياسة والاقتصاد تحت حكم يربعام الثاني، ثم بدأت المملكة تتفتت بعد أن قوى تفلت فلسر الثالث ملك أشور (745 ـ 727 ق م) وكان حكم أخر ستة ملوك مختصر نسبياً حيث أن أربعة قتلوا والخامس أخذ أسيراً إلى أشور (2ملوك 15ـ17). وقد ساد السنوات الأخيرة للمملكة الارتباك والانحدار ورفض شعبها الاستماع والمبالاة لتحذيرات هوشع النبي وحديثه عن العقاب الأتي والدينونة الوشيكة بسبب الخطية. فقد كان الشعب غارقاً في الخطية والوثنية. 3 - موضوع السفر وغاية هوشــع موضوع السفر مركز في الفصول الثلاثة الأولى والتي يتردد صداها ويتكرر مغزاها وجوهرها في بقية فصول السفر: (أ) فيشرح زنا جومر (ص1) خطية إسرائيل (4 :7). (ب) ويمثل انحدار جومر التدريجي وهبوط قيمتها (ص2) دينونة الله لإسرائيل (ص8 -10). (ج) ويمثل افتداء هوشع لجومر وشرائها من سوق العبيد وعودتها لما كانت عليه في أيام الحب الأولى (ص3) عودة إسرائيل، بعد السبي، إلى الله (ص11-14). ويعتبر هوشع النبي أكثر نبي في أنبياء العهد القديم تشرح خبرته العملية في حياته العائلية الشخصية رسالته النبوية المكلف بها من الله. وقد صور الله من خلال علاقة هوشع النبي مع زوجته وحبه ووفائه لها صورة حياة مفعمة بالحياة للعلاقة بين الله وشعبه، بين الله والنفس البشرية التي أحبها حباً أبدياً لا ينتهى، وبين فيها أمانة الله وعدله وغفرانه تجاه شعبه. مع تصويره لقداسة الله بالمقابلة مع فساد إسرائيل وخيانتها وارتدادها عن الله وعبادتها الأوثان. وقد سجل الوحي الإلهي على فم هوشع النبي حوالي 150 آية عن خطايا إسرائيل والدينونة القادمة عليها وقد أتى موعد استحقاقها وأصبحت وشيكة الحدوث. وأكثر من نصف هذه الآيات أو النصوص الموحى بها تتكلم عن الارتداد عن الله والوثنية التي سقط فيها الشعب أو الزنى الروحي للأمة الفاسدة. ويتلخص موضوع السفر فيما يلي: 1 - فساد إسرائيل: " لا أمانه ولا إحسان ولا معرفة الله في الأرض. لعن وكذب وقتل وسرقة وفسق. يعتنفون (تجاوز كل حد) ودماء تلحق دماء " (4: 1و2)، " يذبحون على رأس الجبال ويبخرون على التلال تحت البلوط واللبني (الحور) والبطم 000 لذلك تزني بناتكم وتفسق كناتكم 000 يعتزلون مع الزانيات ويذبحون مع النازرات الزنى " (13:4 ،14). فقد تحول زنى إسرائيل الروحي إلى زنى فعلي حيث أدخلت عبادة الأوثان هذا الانحطاط الأخلاقي الرهيب وانهارت الفضيلة في المجتمع. 2 - كهنة إسرائيل ودورهم في هذا الفساد: فقد اخفق الكهنة في تعليم الشعب شريعة الله الحي " هلك شعبي من عدم المعرفة. لأنك رفضت المعرفة أرفضك أنا حتى لا تكهن لي. ولأنك نسيت شريعة إلهك 000 فيكون كما الشعب هكذا الكاهن 000 فيأكلون ولا يشبعون ويزنون ولا يكثرون لأنهم تركوا عبادة الرب " (4 :6-10). اخفق الكهنة وسار الشعب معهم فهلكوا جميعاً. 3 - التحذير من الدينونة الآتية والوشيكة بسبب الخطية: اسمعوا هذا يا أيها الكهنة وأنصتوا يا بيت إسرائيل وأصغوا يا بيت الملك لأن عليكم القضاء إذا صرتم فخاً في وصفاه 000 فأنا تأديب لجميعهم 000 أفعالهم لا تدعهم يرجعون إلى إلههم لأن روح الزنى في باطنهم وهم لا يعرفون الرب " (4 :1-5). 4 - لا تستطيع قوة بشرية (أشور) حماية إسرائيل من الدينونة الآتية: " ورأى أفرايم مرضه ويهوذا جرحه فمضى أفرايم إلى أشور وأرسل إلى ملك عدو (الملك العظيم) ولكنه لا يستطيع أن يشفيكم ولا أن يزيل منكم الجرح " (5 :13). أي لن يستطيع أن ينقذهم من هذه الدينونة ولا حتى ملك أشور تغلت فلاسر الثالث (2مل16 :5 الخ). 5 - حب الله وتعارضه مع الشعب في عدم التوبة والإصرار على الاستمرار في الخطية والاعتماد على الأمم البشرية الأجنبية وترك الاعتماد على الله والاتجاه إليه، بل واتجاههم إلى الأوثان وازدرائهم بمحبة الله (6 :1-8 :6). ونتيجة لكل ذلك فقد كانت الدينونة حتمية ولا مفر منها. 6 - حتمية الدينونة: فقد ثبت عدم جدوى تحالفهم مع الأمم " إنهم يزرعون الريح ويحصدون الزوبعة 000 قد ابتلع إسرائيل. الآن صاروا بين الأمم كإناء لا مسرة فيه. لأنهم صعدوا إلى أشور مثل حمار وحشي معتزل بنفسه " (8 :7-9). ومن ثم لا بد من عقابهم " وصار أفرايم كحمامة رعناء بلا قلب. يدعون مصر. يمضون إلى آشور. عندما يمضون ابسط عليهم شبكتي. القيهم كطيور السماء. أودّبهم بحسب خبر جماعتهم ويل لهم لأنهم هربوا عني " (7 :11-13)، " وقد نسى إسرائيل صانعه وبنى قصوراً وكثر يهوذا مدناً حصينة. لكنى أرسل إلى مدنه ناراً فتأكل قصوره " (8 :14). وكانت عبادتهم عبادة شكليه باطله (9 :1-6) وكان لابد من عقابهم " جاءت أيام العقاب. جاءت أيام الجزاء " (9 :7)، " كل شرهم في الجلجال. أني هناك أبغضتهم. من اجل سوء أفعالهم اطردهم من بيتي. لا أعود أحبهم. جميع رؤسائهم متمردون000 يرفضهم الهي لأنهم لم يسمعوا له. فيكونون تائهين بين الأمم " (9 :15و17)، وفي الإصحاح العاشر يوبخ الله إسرائيل على عبادته الباطلة وشره واستمراره في خيانته لله والارتداد عنه. وفي الإصحاح الحادي عشر يذكر بجودهم لنعمة الله عليهم وحبه لهم ومن ثم لابد من العقاب والدينونة (11 :1-7). 7 - حب الله الأبدي وإمكانية التوبة والرجوع:فقد أحب الله شعبه وأصعده من مصر (11 :1؛2 :15) ويريد الآن أن يرجع هذا الشعب إليه ثانية، ولكن الأمل في التوبة والرجوع والخلاص ما يزال موجوداً (14 :4و11؛11 :1-9)، " أنا أشفي ارتدادهم. أحبهم فضلاً لأن غضبى قد ارتد عنه " (14 :1) فهو يحبهم على الرغم من خطاياهم (11 :1-2) ويترك باب التوبة والرجوع إليه على مصراعيه (12 :1-6) ولكن يجب أن تتم العقوبة والدينونة على الخطية أولاً وحتمية التطهير (12 :7-14). ولكن حب الله الأبدي وحده هو الذي سيغفر الخطايا ويخلص إسرائيل بعد التوبة (13 :1-16). ويختم السفر بحب الله الأبدي الغافر والفادي والمخلص عند التوبة والجوع إليه " من هو حكيم حتى يفهم هذه الأمور وفهيم حتى يعرفها. فأن طرق الرب مستقيمة والأبرار يسلكون فيها وأما المنافقون فيعثرون فيها ".(14 :9). 4 - مفاتيح سفر هوشــع (1) الآيات: " أسمعوا قول الرب يا بني إسرائيل. " إن للرب محاكمه مع سكان الأرض لأنه لا أمانه ولا إحسان ولا معرفة الله في الأرض " (4 :1)، " وشعبي جانحون إلى الارتداد عنى فيدعونهم إلى العلى ولا أحد يرفعه. كيف أجعلك يا أفرايم. أحيرك يا إسرائيل. كيف أجعلك كأدمة اصنعك كصوبيم (مدينتان قريبتان من سدوم وعمورة (تث29 :22) دمرتا معهما (تك19 :33-38). قد أنقلب على قلبي اخطر من مراحمي جميعاً. لا اجري حمو غضبى ولا أعود أخرب أفرايم لأني الله لا إنسان القدوس في وسطك لا أنى بسخط " (11 :7-9). (ب) الفصل الجوهري للسفر: الإصحاح الرابع والذي يركز على خطايا إسرائيل وارتدادها عن الله وتحذيرها من الدينونة الآتية والضربات القادمة عليها. (ج) الكلمة الجوهرية للسفر: حب اله وخلاصه لشعبه. (د) سمات السفر: السمات الرئيسية للسفر هي كشفه عما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الله وشعبه، الله والإنسان، الله والنفس البشرية، هذه العلاقة التي شبهها بعلاقة الزوج بالزوجة، الزوج المحب الوفي والمخلص لزوحتة بالزوجة التي يجب أن تكون محبه ووفيه ومخلصه لزوجها. ولكن الزوجة اتسمت بسمات بعيده عما يجب أن تكون عليه. وفيما يلي أهم سمات السفر: عدم المعرفة: " اسمعوا قول الرب يا بني إسرائيل إن للرب محاكمة مع سكان الأرض لأنه لا أمانة ولا إحسان ولا معرفة الله في الأرض " (4 :1)، " قد هلك شعبي من عدم المعرفة لأنك رفضت المعرفة أرفضك أنا حتى لا تكهن لي ولأنك نسيت شريعة إلهك أنسى أنا أيضاً بنيك " (4 :6)، " إني أريد رحمة لا ذبيحة ومعرفة الله أكثر من محرقات " (6 :6). عدم الأمانة وترك عبادة الرب: " لأن الأرض قد زنت زنى تاركة الرب " (1 :2)، " لأنه لا أمانه ولا إحسان" (4 :1). عدم وجود ثمر: " إنهم يزرعون الريح ويحصدون الزوبعة زرع ليس له غله لا يصنع دقيقاً وإن صنعه فالغرباء تبتلعه " (8 :7)، " أفرايم مضروب أصلهم قد جف لا يصنعون ثمراً وإن ولدوا أميت مشتهيات بطونهم " (9 :16)، " إسرائيل جفنه (كرامه) ممتداً يخرج ثمراً لنفسه على حسب كثرة ثمره قد كثر المذابح (للأوثان) على حسب جودة أرضه أجاد الأنصاب (الوثنية) " (10 :1)، " قد حدثتم النفاق حصدتم الإثم أكلتم ثمر الكذب لأنك وثقت بطريقك بكثرة أبطالك " (10 :13)، " يطلع الشوك والحسك على مذابحهم ويقولون للجبال غطينا وللتلال اسقطي علينا " (10 :، " ازرعوا لأنفسكم بالبر احصدوا بحسب الصلاح أحرثوا لأنفسكم حرثاً فأنه وقت لطلب الرب حتى يأتي ويعلمكم البر " (10 :12). الارتداد عن الله والبعد عنه: " قد جمع إسرائيل كبقرة جامحة " (4 :16)، " كحمامه رعناء بلا قلب. يدعون مصر. يمضون إلى أشور " (7 :11)، ولا يميزوا العلاقات بين تخوم الله وتخوم الشر "، " صارت رؤساء يهوذا كناقلي التخوم فأسكب عليهم سخطي كالماء " (10:5)، " وشعبي جانحون إلى الارتداد عنى " (11 :7)، " ذهبوا 000 يذبحون للبعليم ويبخرون للتماثيل المنحوتة " (11 :2). اللامبالاة في العلاقة مع الله: " حينما كنت أشفي إسرائيل أعلن أسم أفرايم وشرور السامرة فأنهم صنعوا غشاً. السارق دخل والغزاة نهبوا في الخارج. ولا يفتكرون في قلوبهم إني قد تذكرت كل شرهم. الآن قد أحاطت بهم أفعالهم. صارت أمام وجهي " (7 :1و2). الكبرياء المهلك: " وقد أزلت عظمة إسرائيل في وجهه فيتعثر إسرائيل وأفرايم في أثمهما ويتعثر يهوذا أيضاً معهما " (5 :5)، " وقد أزلت عظمة إسرائيل في وجهه وهم لا يرجعون إلى الرب إلههم ولا يطلبونه مع كل هذا " (7 :10)، " قد كره إسرائيل الصلاح فتبعه العدو " (8 :3). محبة الله والحاجة إلى معرفته: فقد كانت مشكلة إسرائيل الرئيسية هي عدم فهمهم للرب وعدم معرفته المعرفة الحقيقية كالإله الواحد، الإله الحقيقي وحدة خالق الكون وما فيه ما يرى وما لا يرى، وحبه الأبدي الذي لا نهاية له " لما كان إسرائيل غلاماً أحببته ومن مصر دعوت أبني " (11 :1)، " أنا الرب إلهك من أرض مصر د. وإلهاً سواي لست تعرف وليس مخلص غيري. أنا عرفتك في البرية في أرض العطش " (13 :4و5) " وهي تغني هناك كأيام صباها وكيوم صعودها من ارض مصر" (2 :15). " كيف أجعلك يا أفرايم. أصيّرك يا إسرائيل. كيف أجعلك كأدمة. اصنعك كصبوييم. قد انقلب عليّ قلبي.اضطرمت مراحمي جميعاً" (11 :، وفي المستقبل " وراء الرب يمشون " (11 :10)، " أنا أشفي ارتدادهم أحبهم فضلاً لأن غضبى قد أرتد عنه " (14 :4). وهذا الحب الإلهي يتطلب قداسة شعبه، لأن الله قدوس فيجب أن يكونوا هم قديسين ويعيشون حياة القداسة ، ولابد أن تقوم العلاقة بين الله وشعبة على هذا الأساس وبحسب إرادة الله ووصاياه، وهذه الوصايا هي أن يخدمه شعبه بأمانة ويعيش حياة البر والاستقامة (أنظر4 :7؛ 11 :5؛5 :4؛10 :7). كره الخطية: يصور السفر كسر العلاقة مع الله والارتداد عنه ورفض الإيمان به مثل الزنا في الزواج " قولوا لأخواتكم عمّي ولإخوتكم رحامةحاكموا أمكم حاكموا لأنها ليست امرأتي وأنا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها 000 ولا ارحم أولادها لأنهم أولاد زنى. لان أمهم قد زنت. التي حبلت بهم صنعت خزيا. لأنها قالت اذهب وراء محبيّ الذين يعطون خبزي ومائي صوفي وكتاني زيتي وأشربتي "(2 :1-5). ومن ثم يطلب التوبة الحقيقية وعبادة الله العبادة الحقيقية: " هلم نرجع إلى الرب لأنه هو افترس فيشفينا.ضرب فيجبرنا. يحيينا بعد يومين. في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه. لنعرف فلنتتبع لنعرف الرب. خروجه يقين كالفجر. يأتي إلينا كالمطر. كمطر متأخر يسقي الأرض " (6 :1-3). وقد رأى بعض الآباء في القرون الأولى للكنيسة في هذه الآيات نبوّه عن آلام الرب يسوع المسيح وصلبه وقيامته وقيامتنا معه. ثم يحث الرب شعبه للرجوع إليه: " ارجع يا إسرائيل إلى الرب إلهك لأنك قد تعثرت بإثمك خذوا معكم كلاما وارجعوا إلى الرب. قولوا له ارفع كل إثم واقبل حسنا فنقدم عجول شفاهنا. لا يخلّصنا آشور. لا نركب على الخيل ولا نقول أيضاً لعمل أيدينا آلهتنا. انه بك يرحم اليتيم أنا اشفي ارتدادهم. أحبهم فضلا لان غضبي قد ارتد عنه " (14 :1-4). 5 - المسيح في سفر هوشع أقتبس القديس متى الإنجيلي بالروح الجزء الثاني من قول الوحي الإلهي على فم هوشع النبي: " لما كان إسرائيل غلاماً أحببته ومن مصر دعوت ابني " (هو11 :1 مع مت2 :15)، وطبقه نبوياً ورمزياً بالروح القدس على ذهاب الرب يسوع المسيح إلى مصر وعودته منها، وأعتبر أن ذهاب بني إسرائيل إلى مصر وعودتهم منها كأمة جديدة قد ولدت من جديد بالخروج المعجزي، كان مثالاً ورمزاً نبوياً للمسيح الأتي والمولود من بني إسرائيل بحسب الجسد والذي دعى أيضاً للعودة من مصر في طفولته. وكلاهما تركا إسرائيل وذهبا إلى مصر وكلاهما عادا ثانية بعد اللجوء إلى مصر، فقد لجأ بني إسرائيل إلى مصر من المجاعة ولجأ المسيح إلى مصر هرباً من قتل هيرودس. وكلاهما عادا إلى مصر. 6 - سفر هوشع والعهد الجديد أقتبس العهد الجديد من سفر هوشع وأشار إلى آياته 6 مرات بصورة مباشرة وذكر أسمه مرة واحدة (رو9 :25). هو10:1،1:2 " ويكون عوضاً عن أن يقال لهم لستم شعبي يقال لهم أبناء الله الحي 000 قولوا لأختم عمى ولأخواتكم رحامة ". رو9 :25 " كما يقول في هوشع أيضا سأدعو الذي ليس شعبي شعبي والتي ليست محبوبة محبوبة. ويكون في الموضع الذي قيل لهم فيه لستم شعبي انه هناك يدعون أبناء الله الحي". هو2 :23 " وأرحم لورحُامة وأقول للوعُمي أنت شعبي وهو يقول أنت إلهي ". هو6 :6 " أنى أريد رحمة لا ذبيحة ". هو 8:10 " ويقولون للجبال غطينا وللتلال أسقطي علينا ". هو11 :1 " ومن مصر دعوت ابني ". هو13 :14 " من يد الهاوية أفديهم من الموت أخلصهم. أين أباؤك يا موت أين شوكتك يا هاوية ". " الذين قبلا لم تكونوا شعبا وأما الآن فانتم شعب الله. الذين كنتم غير مرحومين وأما الآن فمرحومون" (1بط2 :10). " فلو علمتم ما هو. أني أريد رحمة لا ذبيحة" (مت12 :7). لو 30:23 " حينئذ يبتدئون يقولون للجبال أسقطي علينا وللآلام غطينا ". رؤ16 :6 " وهم يقولون للجبال والصخور اسقطي علينا وأخفينا من وجه الجالس على العرش ". مت2 :15 " لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني ". 1كو15 :54و55 " ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت إلى غلبة 000 أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية ". ويرى البعض في قول الوحي في الرسالة إلى العبرانيين (13 :15) " فلنتقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه معترفة باسمه: "، اقتباس من غير مباشر لما جاء في (هو2 :14) " قولوا له أرفع كل أثم وأقبل حسناً فنقدم عجول شفاهنا ". 7 - أسلوب هوشــع الأدبي تميز أسلوب السفر بالإيجاز الذي يشبه في بعض أجزائه سفر الأمثال. وقد استخدم الأسلوب البلاغي الشبيه نسبياً بسفر اشعياء فامتلأ بالصور البلاغية من تشبيهات واستعارات وأمثلة: " لعن وكذب وقتل وسرقة وفسق يعتنفون ودماء تلحق دماء " (4 :2)، " لذلك تنوح الأرض " (4 :3)، " حارت رؤساء يهوذا كنا قلى التخوم فأسكب عليهم سخطي كالماء " (5 :10)، " فأنا لأفرايم كالعث ولبيت يهوذا كالسوس" (5 :12)، " لأني لأفرايم كالأسد ولبيت يهوذا كشبل الأسد " (5 :14)، " أبسط عليهم شبكتي " (7 :12)، " السامرة ملكها يبيد كغثاء على وجه الماء " (11 :10)، " فأكون لهم كأسد أرصد على الطريق كنمر" (13 :7)، " أنى أكسر قوس إسرائيل " (1 :5)، " وأقطع لهم عهداً في ذلك اليوم مع حيوان البرية وطيور السماء ودبابات الأرض " (هو2 :18)، " وصار أفرايم كحمامة رعناء بلا قلب " (7 :11)، " قد صاروا كقوس مخطئة " (7 :16)، " إلى فمك بالبوق كالنسر على بيت الرب " (8 :1)، " يسرعون كعصفور من مصر وكحمامة من أرض آشور " (11 :11)، " قد صرّتها الريح في أجنحتها" (4 :19)، " يزرعون الريح ويحصدون الزوبعة " (8 :7)، " صعدوا إلى آشور مثل حمار وحشي معتزل بنفسه " (8 :9)، " أفرايم تطير كرامتهم كطائر " (9 :11)، " إحسانكم كسحاب الصبح وكالندى الماضي باكراً " (6 :4)، " أفرايم عجله متمرنة تحب لدرس 000 أركب على أفرايم " (10 :11)، " لذلك يكونون كسحاب الصبح وكالندى الماضي باكراً كعصافة تخطف من البيدر وكدخان من الكوة " (13 :3)، " اصدمهم كدبة مثكل واشق شغاف قلبهم وآكلهم هناك كلبوة يمزقهم وحش البرية" (13 :، " أكون لإسرائيل كالندى. يزهر كالسوسن ويضرب أصوله كلبنان" (14 :5)، " تمتد خراعيبه (جذوره) ويكون بهاؤه كالزيتونة وله رائحة كلبنان " (14 :6)، " يعود الساكنون في ظله يحيون حنطه ويزهرون كجفنة (كرمه) يكون ذكرهم كخمر لبنان" (14 :7)، " أنا كسروة خضراء" (14 :. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أسلوب هوشــع الأدبي |
مفاتيح سفر هوشــع |
موضوع السفر وغاية هوشــع |
كاتب السفر هوشــع الموحى إليه |
النبي هوشــع والسفر |