خبرة هوشع الشخصيّة: 1: 2-9 (2: 1-3)

يتألّف الجزء الأوّل من أمرٍ وجّهه الربّ إلى هوشع: »امضِ خذْ لك امرأة« (آ 2). نال هذا الأمر شرحًا: »لأن زنت الأرض« (خانت الربّ، تركته). ونفَّذ النبيّ ما طُلب منه: »فذهب وأخذ جومر« (آ3). هي بنية معروفة في الأخبار التي تتضمّن رسالة: إمضِ... فمضى. والشرح المضافُ يدلّ أيضًا أنّ هذه الرسالة هي عمل رمزيّ. إنّ العلاقة بين هوشع وجومر، تُشير بعض الشيء إلى العلاقة بين يهوه وشعبه.
وتُستعَاد البنيةُ عينُها جزئيٌّا من أجل الأسماء التي تُعطى للأولاد الثلاثة. هناك الأمر: »ادعُه« (آ4، 6، 9). ثمّ الشرح: »لأنّ«. لا يُذكر تنفيذُ الأمر بصريح العبارة، ولكنّه يُفترَض.
هذا القسم الأوّل من النصّ يستعرض الممثّلين: هوشع، جومر، الأولاد الثلاثة: يزرعيل، لامحبوبة. لاشعبي. واضحٌ منذ البداية أنّ هؤلاء الممثّلين لهم قيمة رمزيّة. يهوه وإسرائيل، الأرض. الأولاد الثلاثة، السلالة، الشعب. وتدلّ رمزيّة الاسم أنّ المستقبل ليس بواعد. هو كلام عن الخيانة وعن العقاب.
وما يلي من النصّ يدهشنا، لأنّنا نجد فيه وعدًا بالسعادة (2: 1-3). اعتبر شرّاح كثيرون هذه القطعة على أنّها مضافة. ثمّ يجب أن نشرح لماذا جُعلت هنا. إنّ هذه الآيات الثلاث تعلن انقلابًا في الشقاء الآتي. والكارثة لن تكون الكلمة الأخيرة. أمّا الشقاء فيتحوّل إلى سعادة. نحن هنا أمام استباق لم يحصل بعد.