عن كتاب : مدخل إلى العهد القديم للأب بولس نديم طرزي و من تعريب نقولا مراد”بتصرف”
الرد بقلم خادم الكلمة ROMANOS_777
من مدونة مسيحيو الشرق الاوسط
كيف يأمر الله نبيه هوشع أن يتخذ زوجة زانية ؟
بقلم الاب مرقس عزيز خليل
ربما يندهش البعض كيف يأمر الرب نبيه هوشع أن يرتبط بإمرأة زانية كزوجة له و ينجب منها أولاد زني، إذ يقول: " إذهب خذ لنفسك إمرأة زني و أولاد زني، لأن الأرض قد زنت زنا تاركة الرب" ( هوشع 2:1 ).
فتعبير أمرأة زني في الأنجليزية تترجم harlot و ليس adulteress ,أي أنها لا تعني مجرد إمرأة زانية بطريقة جسدية حسب المفهوم العام و إنما تعني إنسانة مكرسة حياتها للبعل، فتحسب زانية من أجل أرتباطها بالبعل، خاصة و أن عبادة البعل إرتبطت بأرتكاب الزنا، فقد وجدت ناذرات يكرسن حياتهن للبغي لحساب البعل، و لعل جومر بنت دبلايم "زوجة هوشع" من فئة هؤلاء النازرات.
في الواقع أن العبادة الوثنية في ذاتها كانت تدعي زنا harlotry ، حتي أن مجرد الأرتباط بالعابدين للبعل يكفي أن يعطي للإنسان هذا اللقب حتي و أن لم يمارس الزنا. فقد إرتبطت غالبية الأسرائيليات في ذلك الحين إن لم يكن كلهن بعبادة الوثن، حتي صار يصعب و ربما يستحيل أن يجد النبي إمرأة له إلا من عابدات البعل، لكن ليس جميعهن كن يمارسن الزني جسديا.
و بالرجوع إلى الآية كاملة يتضح التفسير " قال الرب لهوشع إذهب خذ لنفسك إمرأة زني و أولاد زني، لأن الأرض قد زنت زنا تاركة الرب" ( هوشع 2:1 ).
يتضح من الآية بصورة واضحة أن الزنا هنا بمعني ترك الله و
الذهاب إلى عبادات أخري.
و بالرجوع إلى معني كلمة جومر و أولادها يتضح المغزي العميق لطلب الله من هوشع ..فكلمة جومر في العبرية تعني نهاية الكمال و خاصة كمال الفشل، أما "دبلايم" فتعني كعكة مزدوجة من التين المضغوط أو أقراص الزبيب. و كان هذا النوع من الكعك يستخدم في الأحتفالات الخاصة بعبادة البعل، إذ قيل عن بني إسرائيل أنهم " ملتفون إلى الآلهة الغريبة و محبون لأقراص الزبيب " ( هوشع 1:3)
وكان أكل الكعك المحشو بأقراص الزبيب أو التين قد أرتبط إرتباطا وثيقا بعبادة الآلهة الغريبة. هكذا زواج هوشع النبي بجومر إبنة دبلايم إنما هو يشير إلى الأرتباط بشعب إسرائيل الذي بلغ كمال الفشل (جومر) المولود من العبادة الوثنية ورجاساتها (دبلايم)، أو كأن إسرائيل و قد صارت جومر إنما هي أبنة دبلايم، أي إبنة الحفلات الرجسة التي أنتشرت في كل البلاد و صارت أشبه بكعكة مقدمة للبعل، طعاماً رجساً و مائدة نجسة للشيطان و أتباعه !!!
كما بقيت جومر في شرها تلد أبناء زنا بالرغم من زواجها من رجل طاهر و نبي مبارك هكذا بقي إسرائيل في زناه الروحي بالرغم من أعلانات الله له عن إتحاده معه لم يتنجس هوشع بسبب جومر، بل صارت جومر في دينونة أقسي من أجل زواجها بالنبي ما لم تكن قد ندمت و رجعت بالطهارة إلى رجلها. و هكذا إن لم يرجع أسرائيل بالإيمان إلى الله تكون عقوبة أشد و أمر