رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سموم صنعها تجار الممنوعات «مخدرات بير سلم» حينما كان هم العالم كله من جائحة كورونا، حيث منصب العالم حول الإصابات وإجراءات الإغلاق العام وما ترتب عليها من حظر تجوال ووقف حركة الطيران عالميًا، ولا ننسى حالات الذعر التي أصابات ملايين البيوت بعد إصابة أحد أفرادها بالفيروس الفتّاك، لكن هناك جانب آخر لم يكن يظن أحد أنه يشكل عبءً للبعض خلال ساعات الحجر المنزلي التي فرضتها أزمة فيروس كورونا المستجد على دول العالم أجمع، وهي ندرة المخدرات. غادة والي: أزمة كورونا فتحت مجال لتصنيع مخدرات تحت "بير السلم" بعد غلق الحدود بين عدد كبير من الدول علاوة على المطارات توقفت كل عمليات التهريب بشكل شبه كامل، وندرت كمية المخدرات الموجودة في العديد من الدول، واستهلكت على أمل انتهاء الأزمة في وقت قريب لكن مع صعوبة التنبأ بحدوث انفراجة مرة انتعاشة مرة أخرى في سوق الممنوعات، هذا ما أجبر بعض المنتجين على البحث عن طرق جديدة لتصنيع المخدرات وذلك بسبب عدم قدرتهم على الوصول للمواد الأساسية المعنية للإنتاج، هو ما صرحت به الدكتورة غادة والي، وكيل أمين عام الأمم المتحدة، المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بفيينا. وأوضحت أن بعض المستخدمين شرعوا في البحث عن مواد اصطناعية أرخص لتتحول أنماط الاستخدام نحو المخدرات بالحقن، استخدام مواد كميائية في تصنيع نوعيات جديدة تعطي التأثير وتفي بالغرض إلا انها قد تكون شديدة الخطورة، وكذلك أدوية قد تكون سامة وخطيرة. وأضافت "والي"، في تصريحات لها، أنه تم رصد معامل كثيرة أشبه بمعامل "بير السلم" تُصنع مخدرات مخلقة بشكل كميائي، وزراعة أفيون ومواد مخدرة أيضًا وهو ما توصلت عليه وفقًا لعملها لمنصبها الأممي. كبير الأطباء الشرعيين السابق: المخدرات المغشوشة تؤدي لموت فوري وقال الدكتور أيمن فودة، كبير الأطباء الشرعيين السابق، في تصريح لـ"الدستور"، إن للمخدرات المغشوشة والمصنعة كيميائيًا خطورة مضاعفة على المتعاطين عند لجوء بعضهم إلى صناعة الخلطات بأنفسهم عبر استخلاص بقايا المخدرات من الأدوات المستخدمة في التعاطي، وإضافة مخدرات أخرى إليها، فتجد خليطًا من الحشيش والهيروين والترامادول والخمر، تؤدي في النهاية إلى وفاة المتعاطي بما يعرف بالجرعة الزائدة، التي لا تعني فقط تعاطي جرعة كبيرة لكن ربما تكون نتيجة خلطة سامة، وتعرف بين رجال المكافحة بـ"مكس". ويكمل وفقًا لعمله كخبير كيميائي بالإدارة العامة للأدلة الجنائية، أنه لا يمكن تقدير كمية المصنعة بهذه الطريقة، فالحالات المضبوطة منها ليست بالكثيرة ولكن بالطبع تعكس طبيعة المخاطر الناتجة عن الخلطات التي تدخل في تركيبة المخدرات، فمصنّعوها يحاولون قدر الإمكان زيادة وزنها على حساب نسبة تركيز المادة الفعالة، ويظهر ذلك في تصنيع الهيروين، إذ يصنع من النقي منه كمية كبيرة بعد إضافة مواد أخرى إليه، وعلى جانب آخر لا يمكن كشفها في التفتيش والتحليل لعدد كبير من المتعاطين لأن أجهزة الفحص مبرمجة لكشف المادة المخدرة فقط، والمواد المخلوطة بها تخفيها، ومن الوارد صدق ما يتردد حول احتوائها على مواد معدنية سامة وجماجم وعظام مطحونة، وغيرها من المواد المجهولة، ويتوقع ان يكون حجم التصنيع زاد بسبب قلة المخدرات التقليدية خلال تفشي الجائحة. طبيب نفسي: جائحة كورونا من الممكن أن تنكس المتعافيين لذا علينا متابعتهم وأوضح الدكتور محمد غانم، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن الموجة الأولى لانتشار الفيروس القاتل أثرت على المدمنين والمتعافين على حد السواء؛ لاسيما أن خلالها فُرضت إجراءات حظر تجوال بساعات طويلة تحجر هؤلاء الفئة لساعات طويلة، فمنهم من انتكس مرة أخرى ومنهم من لجأ للمخدرات المغشوشة مما أضر بصحتهم كثيرًا وخلق أنواع جديدة من الادمان لا يوجد بروتوكول واضح بمعالجتها. وأكد أن عدد من المتعافين الذين أشرف على معالجتهم داهمهم شبح التعاطي ثانية بسبب الفراغ والضط النفسي الذي هيأ لهم أفكارًا شيطانية مغلفة بسبب اليأس والقلق والخوف من الإصابة بكورونا هم أو ذويهم؛ لا سيما بعدما أغلقت النوادي الاجتماعية وصالات الرياضة التي كانت تلهيهم كثيرًا وتفرغ طاقتهم؛ لذا يجب اخضاعهم لجلسات دعم نفسي على المستوى الفردي أو الجمعي، وإن الجمعي أكثر أثرًا على النفس بالنسبة لهم، لتحفيزهم وتبادل الخبرات بينهم، كي نحميهم من هذا المرض الانتكاسي. االدستور |
|