منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 01 - 2021, 12:05 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

+ يوئيل +التوبة



+ يوئيل + التوبة


إذ كشف الله بتأديباته عن فاعلية الخطية في النفس والجسد، فتح الله أبواب الرجاء لشعبه على مصراعيه حتى لا يسقط أحد في اليأس. إذ ينادى قائلاً: "ارجعوا إليَّ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح، ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم، وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف رحيم، بطيء الغضب وكثير الرأفة ويندم على الشر، لعله يرجع ويندم فيبقى وراءه بركة تقدمة وسكبيًا للرب إلهكم" [12-14].

في هذه الدعوة يعلن الآتى:

أ. التوبة في جوهرها هي "رجوع إلى الله"... ليس مجرد ندامة على الخطية أو توقف عن الإثم، إنما في إيجابيتها رجوع إلى الأحضان الإلهية، فنعطى لله الوجه لا القفا... لهذا يؤكد الله سماته الخاصة بعلاقته بنا أنه رؤوف رحوم بطيء الغضب وكثير الرحمة.

وكما يقول القديس كبريانوس: [يستطيع أن يصفح، مترفقًا بالخاطىء الذي يعمل سائلاً الرحمة[26]]. لقد استخدم الله كل وسيلة ممكنة للتعبير عن محبته للإنسان وترفقه به لكي يعود إليه فيجد فيه الأحضان الأبوية التي لا تغلق قط أمام الراجعين! يقول القديس أمبروسيوس: [ليته لا يخف أحد من الهلاك، مهما كانت حالته، ومهما كان سقوطه، فسيمر عليه السامري الصالح الذي للإنجيل، ويجده نازلاً من أورشليم إلى أريحا، أي هاربًا من آلام الاستشهاد إلى التمتع بملذات العالم مجروحًا بواسطة اللصوص... مطروحًا بين حيّ وميت، هذا السامري الصالح الذي هو رمز للسيد المسيح، الذي هو حارس للأرواح، لن يتركك إنما يتحنن عليك ويشفيك[27]].

إن كان الله هو الذي يسمح بالتأديب - الذي نراه شرًا - فإننا إذ نرجع إليه "يندم على الشر". وكما يقول الأب ثيودور: [اعتاد الكتاب أن يستخدم بعض التعبيرات في غير معناها الأصلي، فيستخدم كلمة "الشرور" عن "الأحزان والضيقات" ليس لأنها شر أو طبيعتها شريرة، بل لأن من تحل بهم هذه الأمور لأجل صالحهم يعتبرونها شرًا. فحينما يتحدث الحكم الإلهي مع البشر يتكلم معهم حسب لغتهم ومشاعرهم البشرية[28]].

ب. الرجوع بكل القلب: كثيرون يرجعون إلى الله وقت الضيق لكن ليس بكل القلب، فاذا ما رُفع الضيق عادوا فورًا إلى شرهم الأول، وربما إلى حال أشر، كما كان فرعون الذي دعا موسى وهرون وسألهما أن يصليا عنه وعن شعبه، فيطلق الشعب ليذبح للرب (خر 8: 8) لكن "لما رأى فرعون أنه قد حصل الفرج أغلظ قلبه ولم يسمح لهما كما تكلم الرب" (خر 8: 15)...

ليكن رجوعنا إلى الله بكل القلب، يسندنا في ذلك الصوم والبكاء والنوح... وكأن الجسد يشترك مع النفس في الرجوع إلى الله، معلنًا ذلك بالصلاة والصوم والدموع.

في هذا يقول القديس أمبروسيوس: [ليت هؤلاء الذين يتوبون يعرفون كيف يقدمون التوبة، بأية غيرة، وبأى مشاعر، وكيف تبتلع كل تفكيره، وتهز أحشاءه الداخلية، وتخترق أعماق قلبه، إذ يقول إرميا النبي: "أنظر يا رب فإني في ضيق، أحشائي غلت، ارتد قلبي في باطني" (مرا 1: 2)].

ويقول: [شيوخ بنت صهيون يجلسون على الأرض ساكتين، ويرفعون التراب على رؤوسهم، يتمنطقون بالمسوح. تحني عذارى أورشليم رؤوسهن إلى الأرض، كلت من الدموع عيناي، غلت أحشائي، انسكب على الأرض كبدي" (مرا 2: 10-11). هكذا أيضًا أهل نينوى حزنوا فهربوا من هلاك مدينتهم (يونان 3: 5) يا لقوة مفعول هذا الدواء الذي للتوبة، حتى ليبدو كأنه يغير نيِّة الله!].

[اظهر جراحاتك للطبيب فيشفيك... أزل آثار جروحك بالدموع! فإن هذا هو ما صنعته المرأة المذكورة في الإنجيل، فأزالت بذلك نتانة خطاياها. لقد غسلت خطاياها بغسلها قدمىْ المخلص بدموعها[29]].

لا تقف التوبة عند المظهر الخارجي، إنما يلزم أن تمس القلب الداخلي، القلب كله... . "مزقوا قلوبكم لا ثيابكم". وكما يقول القديس كبريانوس: [أسالكم أيها الإخوة الأعزاء أن يعترف كل واحد بخطاياه التي ارتكبها في هذا العالم... لنرجع إلى الرب بكل القلب، ونعبر عن توبتنا عن خطايانا بالحزن الحقيقي، متوسلين إلى رحمة الله، لتنحنِ نفوسنا قدامه، ليشفع حزننا أمامه، ليكن كل رجائنا فيه، فقد أخبرنا كيف نسأله... لنرجع إلى الرب بكل قلبنا، ونطفيء غضبه وسخطه بالصوم والبكاء والحزن كما نصحنا هو بنفسه[30]].

ج. في قوله: "لعله يرجع ويندم" لا يعني عدم اليقين، وإنما علامة الوقوف أمام الله بتذلل وانسحاق، مترجين رحمته، فالله يطلب في توبتنا الاتضاع، إذ "ذبائح الله هي روح منكسرة، القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره" (مز 51: 17).

إنه يندم لا بمعنى تغيير فكر الله، وإنما بمعنى الحب، كالأب الذي يؤدب ابنه بحزم متظاهرًا بالقسوة لعل ابنه يعود إليه، فيعود إلى ابنه. إنه حتى في لحظات حزمه لا يحتمل دموع الابن. وعلامة ندمه أنه يترك وراء التأديب بركة لا غضبًا، فيقبل من ابنه التقدمة والسكيب علامة رضاه عنه وقبوله: "فيبقى وراءه بركة تقدمة وسكيبًا للرب إلهكم" [14].

د. التوبة تمارسها الجماعة كلها، الشيوخ والأطفال والرضع والمتزوجون حديثًا والكهنة وخدام الرب. إن كانت الخطية قد امتدت إلى الجميع لذا يليق أن يشترك الكل معًا، ويسند البنيان بعضه البعض في حياة التوبة.

يتحدث إرميا النبي عما فعلته الخطية بالرضع: "لصق لسان الراضع بحنكه من العطش، الأطفال يسألون خبزًا وليس من يكسره لهم" (مرا 4: 4)... وفي رحمة الله بنينوى كان للأطفال اعتبارهم الخاص لديه، إذ يقول: "أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها أكثر من أثنتى عشر ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم وبهائم كثيرة؟!" (يو 4: 11).

ه. يشترك الكهنة مع الشعب في التوبة بكونهم خدام الرب بين الرواق والمذبح، عملهم الرئيسي خدمة الرب خلال المذبح، أي في المسيح الذبيح. إنهم يخدمون خلال الصلاة الدائمة والشفاعة عن الشعب، قائلين: "اشفق يا رب على شعبك ولا تسلم ميراثك للعار حتى تجعلهم الأمم مثلاً، لماذا يقولون بين الشعوب أين إلههم؟!" [17].
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يوئيل النبي يوئيل ابن فنوئيل هو صاحب النبوة الثانية
+ يوئيل + دعوة إلى التوبة
التوبة فى سفر يوئيل
يوئيل 3 - تفسير سفر يوئيل
يوئيل 2 - تفسير سفر يوئيل


الساعة الآن 05:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024