منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 01 - 2021, 05:34 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

آية ملاخي والنبي وتفسيرها



آية ملاخي والنبي وتفسيرها



نقرأ في الإصحاح الثالث من هذا السفر "«هأَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ، وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ. هُوَذَا يَأْتِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ» (ملاخي ١:٣). وبهذه الآية بالذات افتتح مرقس الإنجيلي بشارته ليتكلّم عن يوحنا النبيّ (مرقس ٢:١).
كلمة ملاك في آية ملاخي مذكورة مرّتين:

* في المرّة الأولى تمثّل المرسَل أيّ الملاك الذي سيرسله الرّب ليعدَ طريقه، إذ أن المتكلّم هنا هو ربّ الجنود، أي الله نفسه.

* في المرّة الثانيّة تعني المسيح الذي هو ملاك العهد. والذي سيأتي قبله من يهيئ الطريق أمامه كملاك أيضًا. وهذا هو الارتباط بين اسم النبي وموضوع نبوءته.
فهذه الآية هي تهيئة لمجيء المسيَّا وجواب لأيّة تسبقها مباشرةً، يظهر فيها استهزاء الأشرار واستخفافهم بمجيء الربّ وخلاصه: "أين إله العدل؟" (ملاخي ١٧:٢).
لقد هيأ الله البشريّة لمجيئه منذ سقوط آدم وحواء إذ أعطاهما الوعد:"وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ،وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَه"(تك ٣: ١٥). وجاء الآباء البطاركة الأول (لثلاثة الأوّلون) ثم الأنبياء يقدّمون رموزًا ونبوءات عن مجيئه، وأخيرًا أرسل الله يوحنا المعمدان كملاكٍ يهيئ الطريق للمسيّا المخلّص الموعود به،فكان خاتم أنبياء العهد القديم، والسابق والصابغللربّ يسوع المسيح.



وتتوافق هذه الآية مع أمرين:
- الأمر الأوّل ما قاله الملاك جبرائيل عن الصبي يوحنا لزكريا الشيخ والده:
"وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِمْ. وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ، وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ، لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُسْتَعِدًّا»." (لوقا١٦:١-١٧).
- الأمر الثاني ما تنبئ به زكريّا بنفسه بعد أن حل الله رباط لسانه فور ولادة يوحنا، وتدوين اسمه على لوحٍ: "وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى، لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ." (لوقا ٧٦:١).
واضحٌ أنّ رسالة القديس يوحنا المعمدان هي نبويّة إلهيّة مسيانيّة. إنّها رسالة استلمها من السماء لأهل السماء، أيّ البشريّة التي أضاعت غالبيّتها هويّتها الحقيقيّة.
لقد خُتمت كتُب العهد القديم بهذا الوعد بانتظار من يأتي ويحقق الوعد ألا وهو واضع الشريعة والناموس صاحب العهد القديم، ويفتتح عهدًا جديدً بتجسّده وصلبه وقيامته.


المفارقة هنا هي التالية:

"الخلاص ليس بالانتماء الجسدي العضوي لإبراهيم أبي الآباء، بل بمجيء ذاك الذي ترجّى إبراهيم مجيئه أيّ الرّب يسوع المسيح. "وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ: «وَفِي الأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ: «وَفِي نَسْلِكَ» الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ." (غلاطية ١٦:٣).


يؤكّد النبي ملاخي أن المسّيا الرّب يأتي بغتة إلى هيكله، الذي يطلبه الأتقياء، خائفوا الربّ، منذ أيام آدم وحواء. إنهم ينتظرونه بفرحٍ عظيمٍ.
- "كانوا ينتظرون تعزية إسرائيل (لو٢٥:٢)، والجميع ينتظره (لو٣٨:٢)، إذًا هو " وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ الأُمَمِ" (حجي٧:٢). ويجد الناس كلّهم فيه مسرّة قلوبهم.
- "يأتي بغتة": وهنا معنى زمني واسخاتولوجي (أخرويّ).
فعن ميلاده الزمني أكّد الكهنة أنّه يولد في بيت لحم أفراتا، لكنّه جاء بالنسبة إليهم بغتة، إذ لم يتهيؤوا لمجيئه، رغم معرفتهم بذلك.
وبالنسبة إلى مجيئه الاسخاتولوجي أي المجيء الأخروي (الثاني، في آخر الأزمنة)، فيسوع هو فاتح الأسفار والكتب، وهو الديّان العادل.

- "إلى هيكله": والهيكل هنا هو أبعد بكثير من الهيكل الحجري، بل هو الإنسان نفسه. "فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُماَ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ" (لو٢٢:٧).
صحيح أنّ المسيح لم ينقض الناموس ولا الشريعة، ولكنّه بالمقابل ذكّر اليهود والفريسيين أن الله جعل السبت لخدمة الإنسان وليس العكس. وصحيح أنّه علمّنا احترام الهيكل وحرمته، إلّا أنّه أكّد أنّه يريد أن يسكن في قلوبنا. هذا هو العهد الجديد.
"بَلْ هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا." (إرميا ٣٣:٣١).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دانيال النبي | الرؤيا وتفسيرها
وصايا الله العشر وتفسيرها
وصايا الله العشر وتفسيرها
الظواهر العلمية الغريبة وتفسيرها..
الصلاة الربية ابانا الذى وتفسيرها


الساعة الآن 10:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024