منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 01 - 2021, 06:22 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

سمعان وحياته




سمعان وحياته



يحلو للبعض أن يطلق على سمعان الشيخ لقب «مراقب الصبح» ولعلهم يرونه بهذا المعنى الإنسان الذي يقول مرنم المزمور المائة والثلاثين : «انتظرتك يارب انتظرت نفسي وبكلامه رجوت. نفسي تنتظر الرب أكثر من المراقبين الصبح، أكثر من المراقبين الصبح، ليرج إسرائيل الرب لأن عند الرب الرحمة وعنده فدى كثير وهو يفدي إسرائيل من كل أثامه» (مز 130 : 5-8).

كان الليل قد بلغ بالعالم أقصاه، وكان الناس جميعًا يتطلعون إلى السماء، إلى كوكب الصبح المنير، إلى شمس البر التي تشرق والشفاء في أجنحتها، وكان الشرق والغرب في تطلع بعيد عميق إلى ما وراء الظلام الضارب على كرة الأرض، ومع أن القانون الروماني قطع شوطًا بعيدًا في مد العالم بعصارة الفكر الحضاري، الذي أخذت عنه سائر القوانين بعد ذلك، ومع أن الفلسفة اليونانية مدت شعابها في فكر الإنسان، وقبيل الميلاد كان هناك الكثيرون من الكتاب وقادة الفكر، إذ ولد ديودوريوس المؤرخ اليوناني، واسترابو المؤلف الجغرافي العظيم والذي عاش بين عامي 54 ق.م - 24 م، وأوفيد بين عامي 57 ق.م - 18 م، وسينكا الفيلسوف الذي عاش حتى عام 65م،، وفرجيل الشاعر الذي مات قبل الميلاد بأربعة عشر عاماًا، وأوفيد الذي مات قبل الميلاد وبثلاث سنوات، ولكن هؤلاء جميعًا على قدر ما أعطوا للناس من أنوار كانوا أشبه بالنجوم التائهة في قلب الظلام، وحق لدانتي الليجيري وقد كان من أشد المعجبين بفرجيل، والذي وصفه في الكوميديا بالإلهية بأروع الأوصاف وأعظمها، إذ كان يراه واحدًا من أعظم أساتذه الشعر ومعلميه، وقد قاده فرجيل في زيارته للجحيم، ولكنه بعد أن انهى رحلته هناك، وقف فرجيل على أعتاب الظلمة الخارجية دون أن يتقدم خطوة واحدة نحو السماء، وهو يهز رأسه بملء الأسى، لعدم تمكنه من الدخول، إذ كان وثنيًا لا يعرف فداء يسوع المسيح وهو ما لابد منه لدخول السماء.

ومن البديهي أنه في قلب هذا الظلام تمكنت الخرافة في الأرض وعشش الفساد في كل مكان، وقيل إن «زرادشت» الفارسي كان يعلم أتباعه، أنه إن لم تنجدنا السماء بمنقذ، فلن يكون هناك رجاء قط عند بني الإنسان، ومن هنا كان ترقب المجوس للنجم العجيب الذي تبعوه إلى بيت لحم».

فإذا عدنا إلى سمعان الشيخ، وإلى الأيام التي عاشها في أورشليم، فإننا نرى إنسانًا ينتصب على المرصد في أعماق الليل، وكأنما ليرقب شروق الشمس، وقد أحدق به الظلام من كل جانب، فبلاده ليست مستعبدة للرومان فحسب، ولكنها أكثر استبعادًا للخطية، ومن المؤسف أن كبرياء اليهود، وهم في عمق ذلهم واستعبادهم، تجعلهم يتوهمون أنهم أحرار، وعلى حد قولهم للمسيح فيما بعد : «إننا ذرية إبراهيم ولم نستبعد لأحد قط» (يو 8 : 33) ويأتيهم الجواب : «الحق الحق أقول لكم إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية» (يو 8 : 34).. وقد ظهرت عبوديتهم للخطية في كل جانب من جوانب حياتهم! فإذا كان الدين عندهم مجرد طقوس وفرائض وقشور، إلى الدرجة التي وصل معها قادتهم، باسم الدين، إلى أحط الدركات، وتحول بيت الله إلى مغارة لصوص، فكم يكون الشعب إذًا؟ وكم تضيق نفوس الأتقياء وتتعذب، يومًا بعد يوم، وهم يرون الأوضاع بنفس الصورة التي رآها لوط في وسط سدوم، وهو يعذب نفسه البارة، بأعمالهم الأثيمة؟ كان سمعان الشيخ رجلاً بارًا تقيًا. وما من شك في أن نفسه كانت تئن أنين الأبرار القديسين، وهم يرون الشرور والمباذل والمفاسد في كل مكان!

ومع أننا لا نعلم ماذا كان يعمل سمعان الشيخ، وماذا كانت رسالته أو خدمته في مدينة أورشليم، إلا أنه كان ولاشك واحداً من أولئك الذين يكافحون ضد تيار الشر والفساد في أمته، ولكنه كان يدرك تماماً ان التيار الجارف الذي يكتسح أمامه كل شيء، لا يمكن لصبي صغير أن يقيم السد لمواجهته، كما أن الظلمة الضارية العميقة لا تصلح معها شمعة صغيرة لتنير سائر الأرجاء في عمق الليل البهيم! ولعل الرجل قد صرخ مرات متعددة لله بما يشبه صلاة إرميا عندما قال : «وإن تكن أثامنا تشهد علينا يارب فأعمل لأجل اسمك، لأن معاصينا كثرت، إليك أخطأنا، يا رجاء إسرائيل مخلصه في زمان الضيق لماذا تكون كغريب في الأرض وكمسافر يميل لبيت؟ لماذا تكون كإنسان قد تحير كجبار لا يستطيع أن يخلص؟ وأنت في وسطنا يارب وقد دعينا باسمك، لا تتركنا» (إر 14 : 7-9). كان الرجل يعلم تمام العلم أنه لا خلاص لأمته وشعبه بدون المسيح!! وقد أوحى إليه روح الله، أنه على مقربة من النور، وأنه لن يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب!.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وداعاً ابونا القمص / سمعان ابراهيم مؤسس دير القديس سمعان الخراز
القديس سمعان الغيور، الرسول (سمعان القانوي)
...فلقد اختفى من مشهد الصليب سمعان الغيور وسمعان الأسخريوطى وسمعان بطرس فأظهر الله(سمعان القيروانى)
سمعان الشيخ وحياته
القديس سمعان الدباغ | سمعان الخراز


الساعة الآن 03:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024