رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا كان رد فعل توما على كلام الرّب يسوع معه؟ لدينا هنا حدثًا فريدًا في التاريخ: فها هو رب المجد، الرّب الحي والمقام من بين الأموات، يظهر بشكل عجيب وفريد، يظهر بجسده الممجد الذي قام به من الموت، ويقدم للرسول توما فرصة التحقق بنفسه من آثار الآلام والصلب. لقد أسرت كلمات الرّب توما لدرجة مذهلة فأجاب بإيمان وخشوع وثقة: "رَبِّي وَإِلَهِي". Ὁ Κύριός μου καὶ ὁ Θεός μου (هو كوريوس مو كاي هو ثيوس مو) لم يعد توما بحاجة لوضع إصبعه في مكان المسامير، فلقد كانت كلمات الرّب كافية لتغيير قلبه وعقله وكل كيانه. لقد غلبت المحبة توما لدرجة الخشوع التام، وبلحظة عَبَرَ توما من حالة الشك إلى اليقين. لقد شك توما بقيامة الرّب يسوع في لحظة ألم وحزن وضعف، ولكنه كان أمينًا في شكوكه، وكان مستعدًا لقبول الحقيقة أمام أبسط برهان، أي أنّه لم يشك لمجرد الشك والدخول في جدل عقيم مع بقية الرسل والتلاميذ. وفي النهاية وصل إلى الإيمان المطلق والتام. لقد رأى بقية التلاميذ الرّب، ولكن رؤيتهم للرب لم تكن كافية بالنسبة لتوما، فقد أراد أن يراه مثلهم، أراد أن يختبر الرّب كما اختبروه هم. أراد أن يصل إلى القرار النهائي بشكل شخصي. ونحن اليوم نحتاج إلى نفس الموقف. فإيمان واختبار أي واحد منا لا ينفع غيره من الناس. فكل واحد منا يحتاج إلى سماع كلمات الرّب يسوع، وأن يختبر الرّب يسوع بشكل شخصي في حياته. كل واحدٍ منا يحتاج إلى سماع ما قاله الرّب لتوما وكأن القول موجهٌ له شخصياً: "لاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً". نحتاج أن نأخذ كلمة الرّب وكأنّها لكل واحدٍ منا. |
|