هل حاد داود عن الشريعة عندما عفىَ عن ابنه أمنون الذي زنا بأخته ثامار (2صم 13: 14)؟
نعم حاد داود عن الشريعة ولم ينفذ حكم الشريعة في الزاني، ويرجع ذلك لضعف إرادته بعد سقوطه في الخطية مع بثشبع، فكيف يمكن لزاني أن يحاسب زانيًا..؟!! كما أنه كان يعلم أن هذه العقوبة سمح بها الله لتأديبه شخصيًا، فأنصب كل اهتمامه على تبكيت نفسه أكثر من الانتقام من ابنه أمنون الذي أجرم في حق أخته وحق أبيه، وحق الشريعة أولًا، وربما ترأف داود بابنه البكر أمنون ولي العهد الذي سيملك بعده، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن داود رغم نجاحه الخارجي كقائد حربي وملك، لكنه فشل في تربية أولاده، ولم يتعامل في قضية أمنون وثامار بعدالة كاملة كأب وملك.. أن منظر ثامار البريئة التي فقدت بكوريتها فمزقت ثوبها الملون وعفَّرت رأسها بالتراب، ووضعت يدها على رأسها وراحت تصرخ منظر يمزق الأحشاء، وكان يوجب توقيع العقوبة على الجاني، ولكن كل ما فعله داود أنه " أغتاظ جدًا"، وبعد سنتين عندما رأى أبشالوم أن الملك لم يعاقب أخيه أمنون على جريمته دبر مكيدة اغتياله ليقتص ممن أغتصب أخته، وأيضًا ليضمن أن يؤول العرش إليه بعد أبيه.