رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثورة اليهود قبل الغزو الروماني
وإلى جانب ذلك، وصلت روح التحزب بين اليهود أنفسهم وكراهيتهم لمستعمريهم الوثنيين وتعصبهم السياسي والديني حدًا بالغًا. وقد شجع على هذه الروح وزادها اشتعالًا ظهور الأنبياء والمسحاء الكذبة. وقد استطاع احدهم -بحسب رواية يوسيفوس- أن يجذب وراءه ثلاثين ألف رجل.. وهكذا بدأت تتم كلمات ربنا يسوع النبوية عن ظهور مسحاء كذبة وأنبياء كذبة يضلون كثيرين. وفي شهر مايو سنة 66 م. -تحت حكم الوالي الروماني فلوروس وكان طاغية شريرًا- قاسيًا اندلعت ثورة يهودية منظمة ضد الرومان. وفي نفس الوقت قامت حرب أهلية بين جماعات الثوار المختلفة. لاسيما بين جماعة الغيورين zealots المتطرفين وفريق المعتدلين، وبين المتطرفين والمحافظين من اليهود.. كان أعضاء جماعة الغيورين مملوءين شراسة وتعصبًا للدين والوطن والقومية اليهودية وكان لهم النفوذ والسيطرة في المجال الحربي. ومن ثم فقد سيطروا بعنفهم على المدينة المقدسة أورشليم وهيكلها. وأشاعوا الذعر بين الأهالي، وعبأوا أفكار الناس ومشاعرهم انتظارًا لظهور المسيا. كما رحبوا بكل خطوة نحو الدمار والخراب، كخطوة التحرر وفسروا ظهور المذنبات والشهب والإنذارات المخيفة والأعاجيب التي صاحبت تلك الفترة على أنها علامات لمجيء المسيا وملكه على الأمم لقد كان تحدي اليهود للدولة الرومانية في ذلك الوقت يعني تحديهم لأكبر قوة مسلحة في العالم وقتذاك. ومع ذلك فقد أعماهم تعصبهم الديني الذي استوحوه من ذكريات بطولات ثورات المكابيين عن الفشل المحقق. |
|