رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في ذكرى استشهادها أجراس وصلوات وزفة رفات لـ«القديسة كاترين»
تعد ذكرى استشهاد «القديسة كاترين» عيدا لدير سانت كاترين في محافظة جنوب سيناء، ويقيم الرهبان عيد استشهادها كل عام لتخليد سيرتها والتيمن والاقتداء بها في الحياة الروحية، وتأتى القديسة» كاترين» بالنسبة للكنيسة في المرتبة الثانية في مصاف القديسات بعد السيدة العذراء، وعلى مدى يومين احتفل رهبان دير سانت كاترين، بعيدها، معربين عن انبهارهم بالأجواء الروحانية الذين عاشوها أثناء صلاة القداس. قال تونى كازامياس، مستشار الأنبا ديمترى داميانوس، رئيس أساقفة سيناء للروم الأرثوذكس ورئيس دير سانت كاترين، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»: «اختتمت أمس الثلاثاء احتفالية الدير بعيد القديسة «كاترين» على مدى يومين والذى يقام سنويا، في ذكرى استشاهدها يومى السابع والثامن من ديسمبر كل عام». وأضاف، بدأت صلاة القداس في الثامنة وربع، مساء أمس الأول، الاثنين، وتواصلت حتى الثالثة والنصف من صباح أمس، الثلاثاء، وسط أجواء روحانية حفت المصلين، واقتصرت الصلاة على رهبان الدير فقط، ودون وجود أحد من زوار الدير أو السائحين تطبيقًا للإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، مشيرا إلى أنه في نهاية القداس أخرج رهبان الدير جسد القديسة سانت كاترين لرؤيتها وأخذ البركة، وهذا التقليد يقومون به مرة واحدة في السنة وهو في عيد استشهادها، تلته زفة رفاتها حول الكنيسة الكبيرة، ثم قام المصلون بالتبرك بتقبيل هذه الرفات، وجرى الطواف بالجسد حول الكنيسة بداخل سور الدير ودخولها مرة أخرى داخل الكنيسة، وسط أجواء روحانية جميلة جدا، شارك فيها كل آباء الدير. وتابع «كازامياس»، أن الآباء صلوا لمصر ودعوا أن يحميها الله وأن يحمى سيناء والعالم أجمع، كما صلوا لجائحة كورونا ودعوا الله أن تزول من حياتنا، وتأتى الشمس وتعود لحياتنا مرة أخرى، كما صلوا من أجل أن تعم المحبة والسلام كل العالم، لافتا إلى أنهم ذكروا الرئيس عبدالفتاح السيسي في صلاتهم ودعائهم لشعب مصر والعالم أجمع بالأمن والسلام. وأشار إلى أنه في أثناء الصلاة ذكرت حياة القديسة كاترين وقصتها، مؤكدا شعورهم بالفخر بأن القديسة كاترين مصرية ولدت بمدينة الإسكندرية، واعتنقت الدين المسيحى، وكانت تعرف بأنها جميلة جدا، وأنها درست الفلسفة والبلاغة والشعر والعلوم الطبيعية واللغات، وكل ذلك وعمرها لم يتجاوز العشرين عاما، لافتا إلى تعرضها للاضطهاد والتعذيب هى ومئات المسيحيين، حيث جرى تقطيع جسدها إلى أجزاء، وجرى اكتشاف جسدها أعلى قمة جبل في جنوب سيناء، ولذلك سمى دير سانت كاترين على اسمها. وفسر كازامياس، أيقونة القديسة كاترين قائلا: «الأيقونة ترمز إلى العجلة والريشة والصليب»، موضحا أن الريشة رمز الثقافة الخاصة بالقديسة، لافتا إلى أننا لو عادلنا تعليمها من القرن الثالث حتى الآن فسوف تكون حاصلة على دكتوراة في الطب والهندسة والعلوم والفيزياء والكيمياء والتاريخ والموسيقى والدين، معللا بأنها كانت على درجة كبيرة من الثقافة رغم صغر سنها، وكانت على درجة كبيرة أيضا من الغنى بحكم والدها الذى كان يحكم الإسكندرية آنذاك. كاشفا عن أنها أقنعت ٤٠ شخصية من أعظم علماء عصرها بالحياة الرهبانية، رغم أنهم جاءوا لإقناعها بالحياة الدنيوية، ولكن حدث العكس، وعاش الـ٤٠ عالما هنا بسيناء وكانوا أول شهداء لهذا المكان، موضحا أن العجلة بالسكاكين ترمز لآلة تعذيب القديسين في هذا العصر، مشيرا إلى أن هذه العجلة بسكاكينها كانت تمشى على جسد القديسة كاترين لذلك كان جسدها مجموعة من القطع. وتابع: الصليب يرمز للرؤية التى رأتها القديسة كاترين وهى خطوبة كاترين للسيد المسيح روحانيا، مؤكدًا انها كانت تحظى بمكانة عالية بين القديسين. على جانب آخر قال الدكتور عبدالرحيم ريحان، المدير العام للبحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى، لـ«البوابة» إن من أهم شواهد تسامح الأديان الذى شهده كل العصور الإسلامية في مصر تنفيذا لعهد الأمان، من الرسول الكريم لرهبان مصر، هو تكريم رفات القديسة كاترين التى عذبها الرمان، وتكريم جسدها ورفاتها في العصر الإسلامى وحمل اسمها أشهر دير في أرض سيناء المباركة. وأشار ريحان إلى أن القديسة كاترين هى ابنة كوستاس من عائلة نبيلة عاشت بالإسكندرية أيام حكم الإمبراطور الرومانى مكسيمانوس (٣٠٥- ٣١١م) وتحولت للمسيحية في ظل حكم وثنى ومن أجل أن ينتزعها الإمبراطور من المسيحية، أصدر أوامره إلى ٥٠ حكيما من حكماء عصره أن يناقشوها ويجادلوها في سبيل دحض براهينها عن المسيحية، إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، وجاءت النتائج عكسية لدرجة أن هؤلاء الحكماء ما لبثوا أن انضموا إلى صفوف المسيحية، وحذا كثيرون حذوهم وكان من بينهم أقرباء للإمبراطور من رجال البلاط، فلجأ مكسيمانوس لتعذيبها، وأمر أن تصنع عجلات يبرز منها مسامير ورؤوس سكاكين مدببة ليضعونها فيها ولم يؤثر هذا على إيمانها، مما دفع أحد الجنود لقطع رأسها. وأكد المدير العام للبحوث والدراسات الأثرية، أن روايات رهبان دير سانت كاترين تشير إلى قصة ظهور جسمانها بعد مضى خمسة قرون على استشهادها، وأن الملائكة حملوا بقايا جسمانها ووضعوها فوق قمة جبل قرب الدير، فصعد الرهبان للجبل ليجدوا بقايا الجسمان عند صخرة بهذا الجبل، الذى سمى جبل سانت كاترين، والذى يرتفع ٢٦٤٢ مترا فوق مستوى سطح البحر، وقد نقلت حسب المعتقد الراسخ بين رهبان الدير من الإسكندرية إلى هذه الصخرة بواسطة الملائكة ثم نقل الرهبان رفات القديسة من الجبل للكنيسة الرئيسية بالدير، ومنذ ذلك العهد أطلق على الدير اسمها، وكان يطلق عليه دير طور سيناء، ووضعت رفات القديسة في صندوق ذهبى بمذبح الكنيسة». وأشار إلى أن شهرة القديسة كاترين ذاعت في جميع أنحاء أوروبا، خصوصا بعد أن حمل سمعان المترجم الذى يتحدث خمس لغات، رفات القديسة إلى منطقة الرون وترينس بفرنسا، وكتب في العصر الفاطمى ٣٨٦-٤١٠هـ، ٩٩٦-١٠١٩م في القرن العاشر الميلادى كتابه (استشهاد القديسة كاترينا المنتصرة شهيدة المسيح المعظمة). وأكد «ريحان» أن دير طور سيناء أصبح منذ ذلك الحين معروفا للجميع كدير سانت كاترين، وتدفقت المعونات على الدير من كل حدب وصوب وانتشر تكريم القديسة كاترين، ورسمت صورها في الشرق والغرب وأداة تعذيبها وهى عجلة التعذيب، وما يزال بالدير حتى اليوم الكثير من صور القديسة يحيط بها مشاهد تمثل بعض أطوار حياتها واستشهادها، حفظت طوال العصور الإسلامية وحتى الآن في وقت حطمت الأيقونات المسيحية في أوروبا والعالم المسيحى في الفترة من ٧٢٦ إلى ٨٤٣ ميلادية، ونوه ان رفات القديسة كاترين يحفظ الآن بدير سانت كاترين في صندوق من المرمر أعد عام ١٢٣١ ميلادية، يوجد بمذبح الكنيسة الرئيسية (كنيسة التجلى) أما كف القديسة فقد وضع في صندوق من الفضة الخالصة أهداه قياصرة روسيا للدير عام ١٦٨٨ميلادية. وفى العصر الإسلامى- كما يقول ريحان - أصبح لدير سانت كاترين مقار سينائية متعددة تأسست في جميع أنحاء العالم وأعطوها اسم القديسة كاترين، منها المقر السينائى المهم في مدينة هراقليون بكريت، الذى تخرج فيه عدد كبير من شخصيات الكنيسة المهمة، ويحتفل يوم ٥ نوفمبر من كل عام بعيد ميلاد القديسة كاترين. هذا الخبر منقول من : البوابه نيوز |
|