+ سر الاعتراف في الكنيسة هو سر التوبة، ومن غير التوبة لا يكون الاعتراف اعترفاً، والتوبة هي اقتناع قلبي كامل بأنك قد أخطأت، التوبة هي أن تدين نفسك وتحكم عليها، وما الاعتراف سوى إعلان لإدانتك لنفسك. ليس الأمر إذن مجرد كلمة (أخطأت) أو سرد الخطايا، إنما الاعتراف الحقيقي يبدأ داخل القلب بثورة من الإنسان ضد نفسه، واحتقار ذاتي لمسلكه.
+ والذي يدين نفسه يقبل أية عقوبة تحل عليه، من الله أو من الناس، ويشعر أنه يستحقها، أما التذمر على العقوبة فهو دليل على عدم التوبة، والتوبة تشمل أيضاً معالجة نتائج الخطية بقدر الإمكان.. مع رد الظلم الذي يكون قد وقع على الآخرين.
+ لذلك قال زكا العشار في توبته وإن كنت قد وشيت بأحد أرد له خمسة أضعاف فعلى الأقل بالنسبة إليك ترد نفس الشيء والتوبة بدون رد لا تكفي، والتوبة تحتاج إلى إتضاع قلب، والذي يصر على الاحتفاظ بكبريائه وكرامته لا يستطيع أن يتوب.
+ والذي يدافع باستمرار عن نفسه ويبرز تصرفاته وأقواله، هو إنسان غير تائب تمنعه الكبرياء من التوبة، والأب الكاهن من المفروض أن يقول للمعترف (الله يحالك) حينما يرى أنه تائب، لأن التحليل لا يجوز أن يقال لغير التائبين.
+ إن المعترف الموقن تماما بأنه خاطئ وضميره يبكته بشدة على خطيته، هذا يمكنه أن يغير مسلكه ويتوب، أما الذي يبرر نفسه فما أسهل أن يستمر في خطاياه لأه لا يشعر بثقلها، ولا تتعبه من الداخل، كيف يتوب إنسان عن شيء وهو غير مقتنع بأنه خطأ الخطوة الأولى إذن أن يقتنع الإنسان بخطيئته، إذن فالاعتراف هو خطوة تالية، وليس نقطة البدء، وشتان بين اعتراف حقيقي وآخر عن غير اقتناع.
