رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سر «الملتحى الغامض» الذى سأل عن التماثيل القبطية فى مكتبات شبرا
18 اغسطس 2012 كتب : روبير الفارس يبدو أن بعضهم وصل إلى الوصفة السحرية لتحقيق مآربه عن طريق حرق الوطن بإشعال الفتنة فيه.. كلما أطفأناها.. جاء أحدهم وأوقد فيها النيران.. يلعب فى الأجواء المشحونة بالطائفية.. مرة حول بناء كنيسة، وأخرى تافهة على قميص حرقة مكوجى، وثالثة عاطفية عن علاقة بين مختلفى الأديان وأخيراً بخطابات تهديد بحرق المكتبات المسيحية فى شبرا! أيا ما كان مستوى جدية التهديد، فمجرد التفكير فيه ولو الغرض منه التخويف أو الحشد أو لاستخدام السياسة فإن الأمر حد خطير، فالعبث فى تلك المساحة ولو هزلاً أمر يدفع ثمنه الوطن من استقراره وسلامته ولا حل إلا بتطبيق القانون، والتشريع لقوانين مناهضة للتمييز والترويع وحماية الأقليات واحترام الأديان وأن ينص على ذلك صراحة فى الدستور الجديد. فى مكتبة «سان مارك» بشارع شيكولانى بشبرا التقينا بين التماثيل الروحية بمدير المكتبة أنطون فاروق والتى تعمل فى تجارة واستيراد الأيقونات والتماثيل المسيحية والذى وصله بالفعل وعن طريق البريد خطاب عليه ختم مكتب بريد شبرا وبداخله ورقة مكتوبة بالكمبيوتر تحذره من بيع الأصنام النجسة ! أنطون لم يأخذ ماجاء بالخطاب مأخذ الجد إلا أنه قام بتحرير محضر بالواقعة عندما اكتشف أن الخطاب بنفس الصياغة وصل لبعض المكتبات الأخرى ومنها مكتبة سان رفائيل ومكتبة مارمينا ومكتبة «السلام» ومكتبة فلوباتير وكلها تعمل فى مجال بيع الصور والأيقونات وعلق بقوله: لا أصدق أن من كتب هذا التهديد يستطيع أن يفعل شيئاً فأنا أفتح المكتبة فى المواعيد المعتادة وأحياناً أتأخر بالليل لأنى أشعر بالأمان فى شبرا، مؤكدا أن المسلمين يأتون لشراء الهدايا من المكتبة لجيرانهم الأقباط . أما «ميشيل ملاك لوقا» صاحب مكتبة «أنجليوس» فيقول: المكتبات المسيحية جزء لايتجزأ من حى شبرا بل وأحد مكوناته منذ أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث عرفت شبرا بالمكتبات التى تقدم خدمة الكتاب القبطى ثم الصور وأخيراً التماثيل وفى البداية كانت هناك مكتبة المحبة ثم مكتبة مارجرجس بشيكولانى ومكتبة مرقس التى توزع إصدارات دير أبومقار بوادى النطرون ومن المكتبات غير الأرثوذكسية هناك مكتبة الخلاص الإنجيلية ودار الثقافة ومع مرور الوقت واتساع الخدمات ظهرت مكتبات جديدة مثل دار أنطون وسان سيمون والحرية وأفا بافلى ومنذ نحو 10 سنوات تعددت المكتبات التى تخصصت فى استيراد التماثيل المسيحية وكذلك تصميم ذكرى الأربعين للأقباط الراحلين، الأمر الذى فتح المجال أمام عدد كبير من الشباب القبطى للعمل فى هذا المجال مما زاد عدد المكتبات بصورة كبيرة لدرجة التلاصق وأضاف: توفر للأقباط خدمة توزيع المكتبات المسيحية المتخصصة فى العقيدة واللاهوت والطقوس والتاريخ كبديل مهم لثقافتهم الغائبة عن مؤسسات الدولة الرسمية وتوسعت لتشمل الأيقونات والتماثيل لأن الأيقونة أو الصورة تعد فى الفكر المسيحى إحدى وسائل التعليم لمن لا يقرأ أو لمن لا يحب القراءة أما التماثيل فهى فى أغلبها صينية الصنع وتستخدم فى الديكورات وأكد ميشيل أنه لا يصدق مضمون خطابات التهديد وأنه لم يخف لحظة ولما يأخذها على سبيل الجدية! فى مكتبة السلام بشارع شبرا الرئيسى التقينا «هويدا» التى أكدت وصول خطاب تهديد بالفعل ولكنها استنكرت من يتهمها ببيع الأصنام مؤكدة أنه لا أحد يعبد الأصنام الآن وأضافت إن فريق البيع فى المكتبة من البنات وعلى الرغم من ذلك فلم يخفن من التهديد ويتركن أعمالهن أو يطالبن بإجازة. الأستاذ «جورج باسيليوس» مدير مكتبة «مارجرجس» بشارع شيكولانى التى أسسها والده لخدمة النشر المسيحى عام 1953 وأصدرت بالفعل مجموعة من أهم وأعمق الدارسات القبطية.. أكد أنه لم يستلم أى خطاب تهديد وأنه يرى أن حى شبرا أقوى بعلاقة المسلمين والمسيحيين فيه من أى تطرف أو تشدد أو تهديدات، فالمكتبة موجودة طوال هذه السنوات ويطرق أبوابها كل المصريين جورج وطالب تفعيل القانون لأنه قوة الردع ضد أى محاولة لشق الصف الوطنى أو لإثارة مخاوف الأقباط الأمر الذى لابد أن يلتفت له الرئيس مرسى ليثبت أنه رئيس لكل المصريين فى حين طرح «باسم شفيق» بدار «أنطون» التى لم تصلها خطابات تهديد رأيا مختلفا، حيث قال إنه لايصدق هذه الخطابات على الإطلاق، وقد تكون نوعا من المنافسة لأن المكتبات بشبرا أصبحت كثيرة والسوق حالها واقف فمن يريد أن يقوم بعمل إجرامى لايحذر أو يهدد بل يقوم به على طول. حملنا رأى «باسم» لبعض المكتبات المجاورة فرفضه الجميع واعتبروه رأى غير منطقى على الإطلاق فالخطاب يستخدم ألفاظا غير مسيحية مثل «الهكم الصنم» وأصنامكم النجسة» ثم إن السوق نائم على الجميع كنوع من الركود الاقتصادى الذى نعانى منه فى كل المجالات فى مصر وعلق «شنودة آرميا» مدير مكتبة النيل المسيحية أن البلد بلا رادع قانونى ولا يمكن لمنافس أن يفعل هذا لأنه يعلم أن الشرطة قد تصل له وهى فكرة ساذجة ولكن إذا أخذناها مأخذ الجد فنجدها حلقة من حلقات تخويف الأقباط حتى لا يشاركوا فى يوم 24 أغسطس ضد الإخوان وخاصة بعد تهديدات الإسماعيلية! أحد أصحاب المكتبات بشبرا رفض ذكر اسمه أكد لنا أنه قبل إعلان مرسى رئيسا لمصر بأسبوع جاء رجل ملتحى وغامض أخذ يسأله عن التماثيل المعروضة قائلا من هذا التمثال ومن هذا وأخيرا عندما ضاق صدره من كثرة الأسئلة التى تقابل إجابتها بالاستنكار فسأله هل أنت مسيحى فأخبره الرجل لا طبعا فقال له هذه التماثيل للمسيحيين فقط وهم يعرفون أصحابها فتركه الرجل. وبعد وصول خطابات التهديد أخبر صاحب المكتبة الأمن بقصة هذا الرجل الذى قد يكون صاحب خطابات التهديد! الكاتب «مدحت بشاى» يرى أن خطابات التهديد هذه نوع من امتداد لشعور الشارع الطائفى أنهم الآن فى زمنهم وأنهم يقدمون النموذج الاستباقى المتوقع أن يقوم به الحكم الإخوانى الذى يتخيلون أنه قريب ولذلك على الرئيس وحزب الحرية والعدالة التصدى بقوة وحزم ليؤكد لهؤلاء أنهم على خطا فى تصوراتهم، فالكرة الآن فى ملعب الإخوان. وهو نفس الأمر الذى أكده «كمال زاخر» - منسق التيار العلمانى - الذى رأى فى هذه الخطابات اختبارا حقيقيا لدولة القانون أو الارتداد مرة أخرى لما قبل ثورة 25 يناير. الدكتورة عايدة نصيف - أستاذة الفلسفة المسيحية - قالت إن هذه الخطابات التهديدية قد تكون من مصدر من ثلاثة مصادر إما أن تكون فردية من شخص متطرف فكريا أو من بقايا النظام القديم ليزيد المخاوف من حكم الإخوان أو من الإخوان التى لاتريد أن يظهر المسيحيون أو تراثهم بشكل مباشر ولا حل أمامنا إلا تحالف القوى المدنية لأن هذا الأمر يعد تدخلا مباشرا فى الحريات الدينية. د.عدلى أنيس - الباحث الاقتصادى - أكد أن المجتمع لابد أن ينتفض ضد فكرة تحريم التماثيل لأن بعد ذلك سوف نجد من يريد هدم أبوالهول والتماثيل الفرعونية ولابد أن يطبق الدكتور مرسى وحزب الحرية والعدالة القانون على كل من يخطئ فقد طاردوا بالقانون قناة الفراعين وجريدة الدستور ونريدهم أن يطبقوا القانون على قناة الناس التى أذاعت أن الأقباط يمتلكون مليشيات مسلحة. وأضاف دكتور عدلى: إذا كان الإخوان يرون فى خطابات تهديد الأقباط والمكتبات عملا من بقايا النظام السابق ليثير حمية الأقباط ويجعلهم يشاركون فى يوم 24 أغسطس ضدهم عليهم أن يأخذوا مواقف قوية ويتصدوا لكل من يهدد أمن الأقباط بكل حزم. الباحث عبدالرحيم على - المتخصص فى الحركات الإسلامية - قال إن طريقة الخطابات البريدية هى أسلوب واحد من اثنين أما الجماعة الإسلامية أو السلفيون الذين يتخذون مواقف على أساس دينى لاسياسى. د.محمد منير مجاهد» منسق جماعة «مصريين ضد التمييز الدينى» أكد أن هذه الخطابات لا أعتقد أنها أشياء جادة وقد تكون صادرة عن تنظيمات التى لانعرف عنها شىءا أو الجماعة الإسلامية أو ناس تريد إفزاع الأقباط ويجب على الرئيس إثبات أنه رئيس لكل المصريين وتطبيق القانون بحزم. روز اليوسف |
|