|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف نجعل من الجلوس على مائدة الطعام وقتًا مميزًا ينمي العلاقات الأسرية؟
وقت الطعام ھو فرصة أمام أفراد الأسرة لتبادل الأفكار ومعرفة بعضھم البعض وزيادة الثقة فیما بینھم، إضافة إلى أنّه وقت للتسلي التفكیر. باختصار، تتم العديد من الأمور عندما تجتمع العائلة حول المائدة. إلیكم بعض النصائح لجعل الجلوس للطعام ً وقتا ً ممیزا للمشاركة العائلیة. یتقلّص الوقت الذي تمضیھ العائلة حول مائدة الطعام مع تقدّم الأطفال في العمر ً فمثلا قد تصبح جداول أفراد الأسرة متباعدة عن بعضھا، وقد یعود الأھل متأخرین في غالبیة الأحیان، وقد یصبح ّ لكل فرد ذوقھ في الطعام. وبسبب الھواتف المحمولة، یجد بعض الأطفال صعوبة في التركیز على مائدة الطعام، في حین أن تعلیم أصول الجلوس بشكل جید حول المائدة لا یفوق أھمیّة عن الاستماع والتبادل. ودعونا لا ّ نصور الوجبات مع العائلة وكأنّھا ً أمرا مثالیًا، فتقول أنییس، ّأم لخمسة أطفال: ”یكون الوضع ً متوترا جدًا في بعض الأحیان إذا غاب المزاج المناسب عن الطاولة، ولكنّي أعترف بأننا نمضي بعض الأوقات الجمیلة. یُعتبر وقت الطعام الحفلة الیومیة التي من خلالھا نتلاقى وعائلاتنا على نفس المائدة لنأكل ونتشارك فرحتنا، ولذلك لا یجب تسریع ھذا الوقت ّ بحجة أن ثمة بعض الأمور الأكثر أھمیة أو روحانیة علینا القیام بھا. فھذا الوقت ھو حدث مشترك مھم علینا أن ّ نحضر لھ جیدًا وأن نعیشھ بالكامل. فعلى سبي المثال إن أجل ذكرى لإتیین، البالغة 25 سنة، ھي العشاء في منزل جدّیھا بعد انتھاء نھار في الھواء الطلق وتستذكر: ”كنت استمتع بقائمة الطعام التي كانت لا تتغیر (الحساء واللحم والسلطة والرز بالحلیب ُ والمَربّیات. وكنّا نشعر بالجوع ّ ونلتف حول المائدة الكبیرة حیث كان أحد عمومي یخطف أنفاسنا بحكایاتھ، وكانت فترة راحة للجمیع“. فالطعام یرضي الحواس ویساعد على الفرح وھو بمثابة وقود أجسادنا. ّإلا أنھ لا یقتصر على ذلك فقط. مائدة الطعام، رباط الحیاة الأسریة وراء الوجبات التي تُقدّم، ّثمة من أعدّھا. فبالنسبة إلى الرھبان، یُعتبر الطبخ عمل محبة أخویة. یقول فرنسوا لسبس: ” ّ إن جمیع الطھاة العاملین في الأدیرة الذین التقیتھم یضعون الكثیر من الحب في الطعام الذین یقدّمونھ. ومع الوقت یعرفون أذواق إخوانھم وأخواتھم، فتظھر المحبة عبر اختیارات الطبخات والتوابل وعبر الحرص على أن یكون ّ لكل فرد ً طعاما یحبّھ لیأكلھ مع الحفاظ على صحتھم“. على الرغم من أن طبیعة عمل طھاة العائلات ھي متكررة، ّإلا أنّھم مدعوون ً أیضا إلى الاستفادة من فرصة تقدیم الطعام للإعراب عن حبھم. وعلى أفراد الأسرة بدورھم أن یقدّروا عمل الطھاة وأن یقدّموا الشكر للطاھي (أو الطاھیة!) وللرب على نعمھ. فصلاة المائدة ًمثلا والمجاملات والابتسامات والشكر تعطي نكھة خاصة للوجبات الیومیة. فمن ّ المھم أن نقدّر ھذه الھدایا المتواضعة التي یقدّمھا لنا الآخرون وأن نعرف كیف نشكرھم. وشرح الأخ باتریك-ماري: ”لینجح وقت تناول الوجبات، یجب أن یكون الطعام ً وفیرا وذات نوعیة جیدة. فلیس من ّ المھم أن نملأ بطوننا، بل یجب أن نشبع ولكن لیس فقط من الطعام الذي وجد للاستعداد للّقاء وللمشاركة“. وفي الواقع، غالبًا ما تكون الوجبات، إلى جانب الإجازات، ھي الفرصة الوحیدة للعائلة للالتقاء والتحدث وقضاء الوقت معًا. وبحسب ستیفاني شفاروبرود، الطعام ”یربط العائلة ببعضھا“. مجموعة من القواعد المفھومة ًجیدا لجعل وقت الطعام عائلیًا بالفعل ماذا نفعل لنجعل وقت الطعام عائلیًا بالفعل؟ ً أولا، علینا التخطیط لھذا الوقت الذي سیتواجد فیھ جمیع أفراد العائلة في آن واحد. یخبرنا تیبولت: ”لدینا ً جدولا شھریًا یكتب ّكل منّا علیھ ما إذا سیكون موجودًا ام لا“. فجعل وقت الطعام أحد الطقس العائلیة یساعد على تنمیة العائلة وأفرادھا، وبحسب الأخ باتریك-ماري: ”وقت تناول الطعام ھو ذلك الوقت الذي نوقف بھ أنفسنا ونعود فیھ إلى الحقیقة التي ھي لقاء العائلة والذي یعطى معنى للعدید من أنشطتنا“. وثانیًا، علینا الحرص على أن یجد ّكل فرد مكانھ. وبالنسبة لأنییس التي لا یزال جمیع أطفالھا ًصغارا: ”یتعلّق الأمر بإفساح المجال للجمیع وبسؤالھم عن نھارھم أو أنشطتھم ولكن مع محاولة عدم جعلھم یتشاجرون، كما أن ھذه فرصة لتعلیم الأطفال آداب السلوك والشرح لھم ما یجب أن نقوم أو ّألا نقوم بھ سواء على المائدة أو في المجتمع“. ّ أما فرنسوا البالغ 23 سنة یقول: ”یقد یكون وقت ا للّذین لا یثقون بنفسھم حیث تتم فیھ مقارنتھم بإخوتھم“. وھنا دور الأھل في التأكد أنھ یستطیع الجمیع التعبیر عن تناول الطعام مقلقً نفسھم وفي ضمان الاستماع إلیھم بعطف. كما ّ أن وضع مجموعة من القواعد المفھومة جیدًا یساعد على تسھیل ھذه اللقاءات. یقول تیبولت: ” ّ إن الموضوع الحساس لدینا ھو الھاتف المحمول الذي یجب أن نضعھ في وضعیة الصمت في المنزل طوال وقت الطعام. وھذا أمر صعب على أطفالي كما ھوصعب ّ علي أنا“. ّ أما بالنسبة للأصغر سنًا، ّ إن تعلیمھم البقاء جالسین على المائدة وعلى الصبر وعلى الاستماع بعضھم البعض ھي أمور تساعدھم على تلقّي الطعام والتبادلات. ومن المھم أن ّ یتمكن ّكل طفل من ملاقاة الآخرین خلال وقت الطعام، إضافة ولو بإشارة بسیطة. فینفتح قلب الفرد عندما یھتم بالآخرین. ولتتمكن أنییس من تنمیة ھذه المیزة لدى أطفالھا، خصصت وجبات غذاء أطفلت علیھا اسم ”الملاك الحارس“ حیث یسحب ّكل طفل ورقة علیھا اسم الشخص الذي علیھ الاھتمام بھ بطریقة سریة خلال ھذا الوقت. ومھما كبرنا، تبقى مشاركة وجبات الطعام فرصة لتقدیم الھبات وبالتالي ً مصدرا للفرح. ّ وكل ما تبقى ھو الجلوس حول المائدة. |
|