رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف نحتفل مع العائلة ببداية السنة الطقسية؟ تحدد السنة التقويمیة الجديدة باحتفالات خاصة، فلماذا لا نستعمل الأسلوب ذاته لتحديد السنة الطقسیة الجديدة؟ إن بداية ھذه السنة تحصل في كثیر من الأحیان من دون أن ننتبه لھا ولو ً قلیلا، وھذا مؤسف لأن السنة الطقسیة تنظم حیاة الكنیسة كما تنظم حیاة كل عضو من أعضائھا ً أيضا. یكتشف الطفل ویعیش إیمانھ ً أولا في كنف عائلتھ. ولكن علیھ أن یكتشف شیئًا فشیئًا أنھ ینتمي إلى الكنیسة. وھذا الانتماء إلى الكنیسة لیس كانتسابنا إلى حزب سیاسي أو إلى نادي للترفیھ أو إلى جمعیة خیریة. ففي الكنیسة لا یوجد أعضاء فخریین ولا مؤیدین: لا یوجد فیھا ولا یمكن أن تضم إلاّ أعضاء نشیطین وأعضاء یعیشون في الكنیسة ومن خلالھا. تقول جاندارك: ”المسیح والكنیسة ھما واحد“. لذلك لا یمكننا أن ننتمي إلى المسیح، وأن نحیا بھ ومن خلالھ من دون الانتماء إلى الكنیسة والعیش في حضنھا. ولكي نساعد الطفل على فھم كل ھذه الأمور لسنا بحاجة لحوارات كبیرة وإنما لعلامات محددة وملموسة. ستفتتح الكنیسة الأحد المقبل سنة طقسیة جدیدة. إنھ حدث غالبًا ما یمر من دون انتباه، وحتى في العائلات المسیحیة: نتھیّأ للسنة المدرسیة الجدیدة وللسنة التقویمیة الجدیدة بخطوات مھمة وباحتفالات خاصة ولكن في أغلب الأحیان ندخل في السنة الطقسیة من دون إدراكھا ولو ً قلیلا. رغم ذلك فالسنة الطقسیة تنظم الصلاة وحیاة الكنیسة كما صلاة وحیاة كل عضو من أعضائھا. الرزنامة والمفكرة الطقسیة قوموا بتحضیر وعرض في الزاویة المخصصة للصلاة أو في غرف أطفالكم رزنامة طقسیة. یمكن أن نبدأ بواحدة وأن نملأھا خلال السنة: من أجل ذلك حضروا قطعة من الورق السمیك أو الكرتون وقسموھا إلى اثنین وخمسین خانة (أیام الأحاد الاثنان والخمسون من السنة إضافة إلى الأعیاد الأربعة الأساسیة التي لا تقع ً دائما یوم أحد كعید المیلاد وعید الصعود وعید انتقال مریم العذراء وعید جمیع القدیسین). ثم نقوم كل أحد بتلوین الخانة باللون المناسب للزمن الطقسي: أخضر، أحمر، بنفسجي أو أبیض. وفوق كل خانة من الخانات نحدد الأوقات والأعیاد الأكثر أھمیة: عید التھیئة، وعید المیلاد، والظھور الإلھي، والصوم، والفصح، والصعود، العنصرة، وانتقال السیدة العذراء، وعید جمیع القدیسین. ویمكن لھذه الرزنامة أن یكون لھا أبعادًا متواضعة. ولكن نستطیع على ذات المبدأ إنجاز رزنامة أكثر صیاغة على مدار السنة الطقسیة وذلك بجعل الخانات أكبر ّمما یسمح لنا بزیادة الرسومات (كرسم المغارة والصلیب والقدیسة مریم العذراء إلخ...) وبجعل الخانات أكثر عددًا تسمح لنا بالإشارة إلى كثیر من الأیام الأخرى المھمة (كاثنین الرماد وخمیس الغسل والجمعة العظیمة والبشارة....) كما یمكننا تحضیر رزنامة طقسیة تشبھ ً قلیلا رزنامة التھیئة؟ وذلك بخلق 56 ً شباكا أو 56 مغلفًا نقوم كل أحد بفتح واحد منھا في داخلھ ورقة بلون الیوم المناسب مطبوع علیھا رسمة أو مقطع من كلام الله. ویمكن لھذه الأوراق أن تلصق الواحدة وراء الأخرى على لوحة أو على حائط. كما یمكن جمعھا لتكون ً دفترا ًصغیرا. وفي ھذه الحالة یجب في كل مرة أن یكون لدینا أوراق أكثر من عدد الأولاد في العائلة: للأولاد الصغار أوراق علیھا رسومات؛ للكبار مقطع قصیر أو طویل بعض الشيء من كلام الله. كذلك یمكننا تحضیر بطاقات مثقوبة نستطیع استعمالھا وجمعھا بسھولة في مجلد ملائم. كما یستطیع دفتر السنة الطقسیة الصغیر ھذا الخاص بكل طفل أن یتلقى، لو رغب ھذا الطفل بذلك، ً نصوصا أخرى وصلواتا وملاحظات شخصیة أشیاء مأخوذة من أي مكان على مدار السنة. فإذا غاب الطفل ً یوما من أیام الأحاد یمكننا أن نرسل لھ (أو أن نضع بین أغراضھ) بطاقة الیوم التي ّ تذكره بالصلاة العائلیة وكل ما یتعلّق بھا. بعیشنا في نظام السنة الطقسیة نضبط إیقاع طفلنا على إیقاع الكنیسة إن تزیین زاویة الصلاة ھي وسیلة لإظھار التقدم في السنة الطقسیة بوضعنا غطاء بلون الزمن الطقسي أو ً شموعا بھذا اللون أو رسومات تعبّر عن عید الیوم أو صلیبًا ً كبیرا یوم الجمعة العظیمة أو بإظھار مریم العذراء بمظھر جمیل في الأعیاد المریمیة، إلخ. إن نظام الحیاة في الكنیسة ھو نظام أسبوعي یبدأ بأحد وینتھي بأحد. ومن المھم أن نحدد لأطفالنا یوم الأحد وأن نوضح لھم ّ أن الأسبوع ھو بالتالي امتداد لیوم الأحد. فبإمكاننا ًمثلا أن نعید على مدار الأسبوع مزمور الأحد السابق وبأن نغیّر بعض الأشیاء في زاویة الصلاة كل یوم أحد وتركھا للأحد التالي (رسومات، شموع، أزھار، إلخ.) وأن نعرض على ھذه الزاویة مقطعًا من كلام الله م بھا كل مساء. قرئ الأحد السابق وأن نختار یوم الأحد خلاصة نعید التكلّ م أطفالنا شیئًا فشیئًا على الصلاة وعلى التأمل بكلام الله مع الكنیسة كتلاوة صلاة المساء كلھا أو جزء منھا، ومن المھم ً أیضا أن نعلّ والتأمل بإنجیل الیوم، وترتیل أو قراءة مزمور الیوم (أي مزمور القداس أو أي واحد من مزامیر الخدمات الطقسیة). ّ إن لھذه الصلاة مع الكنیسة شعور مزدوج. أن تصلّي ھكذا یعني أن تصلّي بمشاركة جماعة من الذین صلّوا بالنص ذاتھ وفي الیوم ذاتھ. ً وأیضا وبالأخص أن تتقبّل ھذه النصوص كعطیة من الله من خلال الكنیسة. عندما نصلي مع صلاة الكنیسة لا نترك أذواقنا وخیالنا وأولویاتنا تقودنا. إننا نتقبل ما أعطي لنا. وھكذا نفھم ونعني أن صلاتنا لا تنبع من ذاتنا وإنما من الله بواسطة الكنیسة. لھذا السبب إنھ لمھم جدًا أن نعطي أطفالنا معنى الكنیسة وأن یعرفوا أنھ لا یمكن أن نصبح مسیحیین وحدنا، وبالأخص أن نجذر فیھم القناعة بأن الكل ـــ الإیمان، والأمل، والحب، والصلاة، والحقیقة، والجماعة ــ كل ا الكنیسة ھي أمنا ونحن نتغذى من حیاة الله، من كلامھ، من القربان المقدس. وھي عطیة من الله ھذه وبالمطلق منحنا إیاھا الله. إذً ومن خلالھا منحنا ذاتھ. أن نعیش في نظام السنة الطقسیة ھذا لا یعني أن نتعلق بتفصیل معین أو بنوع من النظام الداخلي: وإنما أن نضبط إیقاعنا على إیقاع الكنیسة جسد المسیح. |
|