بتحب الشتا

[walaa farouk]

ينتظر الكثيرون فصل الشتاء بفارغ الصبر، لارتداء معاطفهم المفضلة واحتساء مشروبات الشتاء الدافئة والاستمتاع برائحة المطر. وعلى الجانب الآخر، نجد أشخاصًا آخرين يعانون إلى درجة الاكتئاب عندما تهل بوادر الشتاء. هؤلاء الأشخاص لا يبالغون وليسوا مدللين، فهناك ما يسمى فعلاً باضطراب العاطفة الموسمي Seasonal affective disorder (SAD)، والذي يمكن أن نطلق عليه "الاكتئاب الموسمي"، نتعرف أكثر في هذا المقال على أعراضه وأسبابه وعلاجه وعلى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به.
ما هو الاكتئاب الموسمي؟
هو نوع من الاكتئاب المرتبط بتغير الفصول، يبدأ وينتهي في نفس الوقت من كل عام تقريبًا. هناك الاكتئاب الشتوي، وهو الأكثر شيوعًا، وهناك الاكتئاب الصيفي، ولكنه أقل انتشارًا.

ما هي أعراضه؟
اضطراب العاطفة الموسمي هو فرع من الاكتئاب الذي يأتي ويذهب مع الفصول. لذا فإن أعراض الاكتئاب قد تكون جزءًا من اضطراب العاطفة الموسمي:
• الشعور بالاكتئاب معظم اليوم، تقريبًا يوميًا.
• الشعور باليأس وانعدام القيمة.
• انخفاض الطاقة.
• فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كنت تستمتع بها من قبل.
• وجود مشاكل في النوم.
• تغيرات في الشهية والوزن.
• صعوبة في التركيز.
• التفكير بشكل متكرر في الموت والانتحار.
• الشعور بالخمول أو الاهتياج.
بالإضافة إلى تلك الأعراض العامة، هناك أعراض تخص كل فصل على النحو التالي:
أعراض اكتئاب الشتاء: مشاكل في الإندماج والتواصل مع الناس، الحساسية الزائدة نحو الرفض، الشعور بثقل في الذراعين والرجلين، النوم المتزايد، تغيرات في الشهية وخاصة اشتهاء الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، زيادة الوزن.
أعراض اكتئاب الصيف: الأرق، ضعف الشهية، فقدان الوزن.
عند بعض الأشخاص تبدأ هذه الأعراض خفيفة وتشتد مع التقدم في الفصل الذي يحدث فيه الاكتئاب.

ما هي أسباب الإصابة بالاكتئاب الموسمي؟
السبب ليس معروفاً بالتحديد، ولكن بعض العوامل المحتملة تشمل:
• ساعتك البيولوجية: تناقص مستوى ضوء الشمس في الخريف والشتاء، قد يزعج ساعتك البيولوجية فيؤدي إلى مشاعر من الاكتئاب.
• مستويات السيروتونين: هي مادة تلعب دورًا في تنظيم مزاج الإنسان (يسمى أيضًا هرمون السعادة)، وتناقص ضوء الشمس قد يسبب نقصُا في هذه المادة مما قد يؤدي إلى الاكتئاب.
• مستويات الميلاتونين: تغير الفصول قد يؤدي إلى اختلال توازن مستوى الميلاتونين الذي يلعب دورًا في تنظيم مزاج الإنسان ونمط نومه.

هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للاكتئاب الموسمي
هناك بعض العوامل التي تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم للإصابة باضطراب العاطفة الموسمي، هذه العوامل تشمل:
• أن تكوني أنثى: الاكتئاب الموسمي أكثر شيوعًا بين النساء، ولكن الأعراض قد تكون أكثر حدة بين الرجال.
• السن: تقل الإصابة بالاكتئاب الموسمي بين هؤلاء الأصغر من 20 عامًا، أما بالنسبة للبالغين فإن احتمال الإصابة يقل مع التقدم في السن.
• التاريخ العائلي: إذا كان في العائلة أشخاص يعانون من الاكتئاب الموسمي أو من أشكال أخرى من الاكتئاب، فإن هذا يجعل الشخص أكثر عرضة لاضطراب العاطفة الموسمي.
• أن تكون مصابًا بالاكتئاب أو الهوس الاكتئابي: قد تصبح الأعراض أكثر سوءًا إن كنت مصاباً بأحد هذين المرضين.
• الحياة بعيدًا عن خط الاستواء: يظهر الاكتئاب الموسمي أكثر بين من يعيشون شمالاً أو جنوبًا بعيدًا عن خط الاستواء، بسبب تناقص ضوء الشمس في الشتاء، وزيادة عدد ساعات النهار بالصيف.

هل هناك مضاعفات عند عدم العلاج؟
عدم أخذ أعراض الاكتئاب الموسمي بجدية قد يؤدي إلى بعض المضاعفات، والتي تشمل: أفكار أو سلوكيات انتحارية، الانزواء بعيدًا عن الناس، مشاكل في الدراسة أو العمل، وتعاطي المخدرات. التشخيص والعلاج المبكران يمنعان من حدوث هذه المضاعفات.
متى تحتاج إلى زيارة الطبيب؟
من الطبيعي أن تمر بفترات تشعر فيها بالضيق، ولكن عندما تشعر أنك غير قادر على تحفيز نفسك للقيام بالأشياء التي كنت من قبل تستمتع بها، وخاصة عندما يكون ذلك مصحوباً بتغير في شهيتك وأنماط نومك، وأفكار حول الانتحار، واللجوء إلى المخدرات أو الكحوليات من أجل الشعور بالراحة، فعليك بزيارة المعالج النفسي الذي يحولك بدوره إلى الطبيب النفسي، ويشترك كلاهما في العلاج.

وأخيرًا، ما هو العلاج؟
يأخذ العلاج مسارات متعددة تشمل العلاج بالضوء، والعلاج الدوائي، والعلاج النفسي الذي يعمل على تحديد الأفكار السلبية التي تؤدي إلى سوء حالتك النفسية والتعامل معها، ويساعدك على تعلم طرق صحية للتعامل مع الضغوط والتكيف مع الاكتئاب الموسمي.

بالإضافة إلى العلاج، يمكنك مساعدة نفسك عن طريق:
• الحرص على دخول ضوء النهار منزلك قدر المستطاع أو عن طريق الجلوس بجوار النوافذ في المنزل أو العمل.
• الحرص على الخروج من المنزل، يمكنك كذلك الذهاب في رحلات إلى أماكن مشمسة وأكثر دفئاً (أو أكثر برودة إن كنت تعاني من اكتئاب الصيف).
• الحرص على التواجد من المقربين الذين يمكن أن يقدموا لك الدعم المناسب.
• ممارسة الرياضة حيث تساعد على التخلص من التوتر وتحسن الحالة المزاجية.

[Haia]

بحث رائع
ربنا يبارك فى خدمتك المثمرة

[walaa farouk]

ميرسى على مرورك الغالى