كيف نجيب عن أسئلة الأطفال الجنسية (1)
لماذا يسأل الطفل؟
"حب الاستطلاع أمر طبيعي عند الطفل فهو يريد أن يتعرف على الأشياء ويكتشف بنفسه، وهذا يفرحه كثيراً"
حتى أن البعض يطلق على مرحلة ما قبل المدرسة أي ما بين الثالثة والسادسة "مرحلة السؤال"، وذلك لكثرة لجوء الأطفال للسؤال عن كل شيء بما فيها الأسئلة الجنسية.
فهذا إنما فهو نمواً طبيعياً حيث " يتضمن النمو الطبيعي للأطفال حب الاستطلاع وحب السؤال وحب التعرف على الأشياء المحيطة، باللمس والفك والتركيب والتكسير أيضاً".
وتلاحظ بعض الأمهات أن "الأطفال في سن نصف سنة، أو ستة أشهر أنهم يكتشفون أعضائهم الجنسية... وفي العام الأول وثلاثة شهور يبدأ يجلس على مؤخرته ويبدأ يفجر نفسه بفضولية محددة لمدة ثواني محدودة من الوقت. هذه الفضولية لا تعنى البداية سيئة، أو اكتساب عادات سيئة، بل هي حالة طبيعية لطبيعة الطفل وسلوكياته".
أذن لماذا الانزعاج من استكشاف الطفل لجسده؟
ولماذا القلق بشأن أسئلتهم؟
فالأطباء يقررون أن:
" مرحلة الطفولة تبدأ من سن ثلاث سنوات حتى سن ست سنوات، وهى مرحلة اكتشاف الطفل لأعضائه التناسلية. وعندما ينتهره الأهل عن اكتشاف هذه المنطقة الحساسة المبهمة بالنسبة له تصبح هذه المنطقة محرمة. وهو لا يعلم لماذا؟!
الغريب أننا ربما نشعر بالارتياح إذا لم يسألنا أسئلة ونقول في أنفسنا: "شكراً لله فأطفالنا أبرياء ولا يسألوا الأسئلة السخيفة التى يسألها الأطفال الآخرين".
والحقيقة أن عدم تساؤلات أطفالنا لهي مؤشر خطير لتأخر نموهم العقلي. فالطفل الطبيعي هو من يبحث في العالم الذي حوله، ويريد أن يفهم ذاته وجسده وجنسه ولهذا يسأل أبويه كثيراً.
دعونا نواجه الأمر بصراحة لأننا من خلال لقاءاتنا بالشباب والبنات الذين في سن الزواج نجد أن الكثيرين منهم إما يعانى من الكبت الجنسي أو من كراهية الجنس أو الخوف منه وعدم تقبله أو الاعتقاد بنجاسة العلاقات الجنسية.
ومنهم من لديه فضولا جنسياً مُلحاً.
صور مختلفة لمشكلات وانحرافات جنسية لدى بعض الشباب.
وعندما نبحث عن الأسباب وراء كل هذا نجد أن هؤلاء الشباب في طفولتهم خافوا أن يسألوا أو سألوا وسخر الكبار منهم، أو لم يتلقوا إجابات لتساؤلاتهم، أو عوقبوا لمجرد أنهم سألوا.
والخلاصة:
إن الجهل بهذه الأمور أو تجاهلها له خطورته التى تلازم الإنسان لسنوات، وقد تسبب له الفشل في حياته.
والسؤال وسيلة لكي يكتسب الإنسان المعرفة والحكمة، وهي الوسيلة التى يلجأ إليها الأطفال لتزداد معارفهم كما ينوه لذلك إنجيل لوقا أن ربنا يسوع المسيح كان ينمو في الحكمة (المعرفة) والقامة (النمو الجسمي) والنعمة (النمو الروحي).
"وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس" (لو 2: 52)
عن كتيب (كيف نجيب عن أسئلة الأطفال الجنسية )
القمص رافائيل نصر