مستفيدو منحة دعم تكافؤ الفرص التعليمية يحكون تجاربهم

[Mary Naeem]

مستفيدو منحة دعم تكافؤ الفرص التعليمية يحكون تجاربهم


وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بتخصيص مليار جنيه لدعم تكافؤ الفرص التعليمية للطلاب غير القادرين؛ الذي تم رفضهم في برامج الدعم النقدي وذوي الإعاقة وطلاب تكافل الذين التحقوا بالجامعات وطلاب المدارس المجتمعية، جاءت هذه الخطوة لحرص الرئيس على التعليم كبذرة أساسية لنهضة الأمة، وحرصه على دعم الأسر الفقيرة في مساعدتها على استكمال أبنائها لتعليمهم.

وتأتي هذه الخطوة لدعم مليون طالب مدرسي من الأسر التي تم رفضها من برنامج تكافل، وتقديم أدوات المساعدة للطلاب ذوي الإعاقة لتمكينهم من الخروج للتعليم ودمجهم في المجتمع.

وفي تصريح للدكتور نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، أوضحت أن الدولة تولي الاهتمام لملف دعم الطلاب غير القادرين، وأن الرئيس السيسي يريد رفع نسبة التعليم الجامعي في القرى ووجه بدعم الطلاب غير القادرين حتى المرحلة الجامعية.

"الدستور" حاورت عدد من الأسر التي أعانها معاش تكافل وغيره من الدعم المادي المقدم من الدولة على تعليم أبنائهم في المراحل التعليمية المختلفة.

• أم خالد: "بشرة خير من الريس"

توفي زوج أم خالد المرأة الخمسينية وترك لها 6 أبناء، كانت قد قررت بالفعل قبل وفاته أن تعلم أبناءها حتى يصلوا إلى التعليم الجامعي وتؤدي رسالتها تجاههم، ثم يختار كل فرد فيهم طريقه.

ولكن مع وفاة زوجها منذ 18 عاما تقريبًا استكملت طريقها وحيدة، في كفاح تعليم أبنائها، ليتخرج الابن الأكبر من كلية السياحة والفنادق، والابن الذي يليه من كلية الهندسة، والابنة الثالثة تخرجت في كلية التجارة، والرابعة تدرس بكلية رياض الأطفال.

وكانت رسالتها الأخيرة مع طفليها التوأم عبدالرحمن وعمر عندما انهوا تعليمهم الثانوي هذا العام، ويلتحقا بكلية التجارة والحقوق، خلال هذا الطريق الطويل المحفوف بالدروس الخصوصية والالتزامات المدرسية لم تقبل أن تتلق مساعدات مادية من أي شخص يعرضها عليها، "مش عايزة حد يعاير ولادي أنهم السبب في اللي وصلوله".

تقول أم خالد إنها حصلت على المعاش بعد وفاة زوجها، رغم أنه كان مبلغ صغير ولكن كان له الدور في المساعدة إلى أن زاد وأصبح معاش تكافل الذي أعانها على مساعدة أبنائها في تعليمهم، "كل ما تيجي الفلوس أجي أحطها قدامهم وأقولهم محتاجين إيه وناقصكم ايه لدروسكم".

أضافت أنها عملت في كل ما يخطر على البال من وظائف مختلفة، حتى استقرت في العمل في خدمة البيوت لعدة أسر "كان لهم الفضل علي بعد ربنا"، في مساعدة أبنائي في استكمال تعليمهم، ودفع إيجار الشقة التي نسكن بها.

وتابعت أن أولادها كانوا يعملون في الإجازات الصيفية وإجازات نصف العام في المهن الحرة لمساعدتها في المنزل، ولكن في عامها الثانوي الأخير والذي سيحدد مصيرهم كانت ترفض أن يقوموا بأي أعمال غير دراستهم لأن هذا العام هو الذي سيحدد مصيرهم في التعليم الجامعي.

وأضافت أنه بعد ظهور نتيجة التعليم الثانوي لأبنائها التوأم علمت من موظفة الشؤون الاجتماعية أن المعاش سيتوقف لأنه يكفل الأطفال حتى تعليمهم الثانوي فقط، تضيف "ومصاريف التعليم الجامعي صعبة علي وكان هذا المعاش يساعد ويعين لحد بس ما يخلصوا تعليمهم ومش عايزة حاجة تانية".

ثم علمت أم خالد من أحد أبنائها عن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي باستكمال الدعم النقدي المقدم لأبناء أسر تكافل وكرامة حتى التعليم الجامعي، "بشرة خير من ربنا، الريس عارف اننا محتاجين وأن عايزين نعلم ولادنا أحسن تعليم دول هما ضهرنا وسندنا".

• سحر كمال: اعتمادي الأساسي على معاش تكافل لتعليم أولادي

تتلقى سحر كمال دعم تكافل وكرامة منذ سنة تقريبًا بعد أن كان معاشها ضمن التضامن فقط لوفاة زوجها ثم تحول لدعم تكافل وكرامة، "قالولنا المعاش هيزيد لما نكون على تكافل وكرامة وبقالنا سنة بنقبضه".

ترك لها زوجها 3 أبناء قررت أن تعيش لتربيتهم وتعليمهم في مراحل تعليمهم الأساسي وحتى التعليم الجامعي، فالكبرى في الصف الأول الإعدادي والاثنان الآخران في الصفوف الابتدائية.

"بعلمهم عشان مستقبلهم ويكونوا أحسن مني ويلاقوا الوظيفة اللي تنفعهم لما يخلصوا تعليمهم وأنا معاهم للنهاية" بهذه الكلمات أكدت سحر على حرصها على استكمال مسيرة أبناءها التعليمية حتى حصولهم على الشهادات العليا.

أوضحت أنها لم تتمكن من العمل في أي وظيفة أخرى لأن أطفالها صغار لا يمكنها أن تتركهم وتخرج للعمل، واعتمادها الأساسي والكلي على معاش تكافل وكرامة في مصاريف تعليمهم وتوفير احتياجاتهم وتلبية مطالبهم.

• هبة رجب: بعد تلقي معاش تكافل عملي باليومية عند الحاجة فقط

لم يختلف الحال كثيرًا بالنسبة لهبة رجب، ابنة محافظة الفيوم، التي توفي زوجها منذ 7 سنوات تقريبًا، وترك لها طفلين أحدهم في الصف الاعدادي والآخر في الصف الخامس الابتدائي.

تقول هبة إن المعاش الذي كانت تحصل عليه منذ وفاة زوجها لم يك يقضي احتياجاتهم، فكانت تعمل في تجميع شكائر الأرز والمكرونة والشعرية بيومية تبلغ 20 جنيه، حتى تكون مصدر دخل إضافي يعينها على تربية وتعليم أبناءها.

أضافت أنها بدأت تتلقى دعم تكافل وكرامة فكان مصدر إعانة لها، ساعدها فلم تعد تعمل بنفس الضغط الذي كانت تعمله به منذ وفاة زوجها، فعملها بهذه المهن اليومية أصبح بشكل متقطع عند الحاجة فقط.

وتابعت أنها ترفض أن يعمل أولادها في هذه السن الصغير وتطالبهم أن ينصب كل تركيزهم على المذاكرة ودروسهم فقط، "عيزاهم يتعلموا أحسن تعليم ويدخلوا كليات كويسة افتخر بيهم وأني كنت في ضهرهم للآخر".

• أم سعيد: تستكمل تعليم ابناءها بعد حصولها على معاش تكافل

أما أم سعيد فهي ربة منزل وزوجها يعمل نقاش محارة "يوم شغال وعشرة لا كل الشغل الحر كدا"، ولديها 3 أولاد، سمعت بالصدفة عن برنامج تكافل وكرامة وأنه يمكن أن تقدم فيه، وهو ما فعلته بالفعل "قلت يمكن أتقبل ويبقى فرج من ربنا هو عالم احنا محتاجين اد ايه".

وبعد بحث أوضاعها والاستبيان عنها وعن أسرتها، تلقت أم سعيد رسالة بقبولها بتلقي معاش تكافل وكرامة ويمكنها الحصول عليه من أقرب مكتب بريد لمنزلها، "كنت خايفة الرسالة متكونش حقيقة تاني يوم الصبح جريت على مكتب البريد وعرفت اني اتقبلت".

تقول أم سعيد إنها كانت تضع هدفًا أساسيًا لتعليم أبنائها الثلاثة وساعدت ابنها الأكبر لدخول كلية التجارة، أما ابنها الثاني بمرحلة التعليم الفني الصناعي، والأصغر في الصف الرابع الابتدائي.

أضافت أنها لم تتمكن من العمل في أي مهن حرة لإصابتها بسرطان الثدي كي تساعد زوجها في تربية أبنائها وتعليمهم، "ابني الكبير مقدرناش ندخله دروس في كل المواد زي زمايله، كنا بنوفرله اللي نقدر عليه، ودلوقت قدرنا نوفر لاولادنا التانيين اللي محتاجينه الحمد لله".

• كريمة عيد: معاش ذوي الإعاقة لابنتي يعين في تعليمها

قدمت كريمة عيد على معاش تكافل وكرامة بعد أن أصيب زوجها بمرض السل والكبد، الأمر الذي أقعده عن العمل في الفرن البلدي، فبدأت في محاولة إيجاد طريقة تعينهم على تدبر أمورهم المالية، وتستكمل تعليم ابنها الأكبر الذي يدرس بكلية الحقوق، وطفلتها من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقدمت عليه وحصلت عليه بالفعل، ثم توقف معاش تكافل بعد أن أنهى ابنها تعليمه الثانوي، وأصبحت تتلقى معاش ذوي الاحتياجات الخاصة لابنتها المصابة بالشلل الدماغي.

تقول كريمة إنها حرصت على تعليم ابنتها رغم إصابتها بالشلل الدماغي الذي يحتاج إلى جلسات علاج طبيعي كل يومين، لأنها علمت أن ذوي الاحتياجات الخاصة لهم وظائف حكومية ضمن 5% لذوي الإعاقة وهو ما تتمنى تساعد طفلتها للوصول إليه.

أضافت أنها استخرجت لابنتها كارت الخدمات المتكاملة الذي يوفر لها التأمين الصحي الشامل، إلى جانب الحصول على المعاش الشهري لها الذي يعينها على مصاريفها ومصاريف تعليمها بالصف الثاني بالتعليم الفني التجاري.






هذا الخبر منقول من : الدستور