رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من منّا لم يتعرّض لألم في جسده؟
الخميس من الأسبوع الأخير بعد عيد الصليب فكَمَا أَنَّ الـجَسَدَ هُوَ وَاحِد، ولَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَة، وأَعْضَاءُ الـجَسَدِ كُلُّهَا، معَ أَنَّهَا كَثِيرَة، هيَ جَسَدٌ وَاحِد، كَذلِكَ الـمَسِيحُ أَيْضًا. فَنَحْنُ جَمِيعًا، يَهُودًا ويُونَانِيِّين، عَبِيدًا وأَحْرَارًا، قَدْ تَعَمَّدْنَا في رُوحٍ وَاحِدٍ لِنَكُونَ جَسَدًا وَاحِدًا، وسُقِينَا جَمِيعًا رُوحًا وَاحِدًا. فَالـجَسَدُ لَيْسَ عُضْوًا وَاحِدًا، بَلْ هوَ أَعْضَاءٌ كَثِيرَة. فَإِنْ قَالَتِ الرِّجْلُ: “لأَنِّي لَسْتُ يَدًا، فأَنَا لَسْتُ مِنَ الـجَسَد!”، أَمِنْ أَجْلِ ذلِكَ لا تَكُونُ مِنَ الـجَسَد؟ وإِنْ قَالَتِ الأُذُن: “لأَنِّي لَسْتُ عَيْنًا، فَأَنَا لَسْتُ مِنَ الـجَسَد!”، أَمِنْ أَجْلِ ذلِكَ لا تَكُونُ مِنَ الـجَسَد؟ فإَنْ كَانَ الـجَسَدُ كُلُّهُ عَيْنًا، فَأَيْنَ السَّمْعُ؟ وإِنْ كَانَ كُلُّهُ سَمْعًا، فأَيْنَ الشَّمّ؟ ولـكِنَّ اللهَ جَعَلَ الأَعْضَاء، كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا، في الـجَسَد، كَمَا شَاء. وإِنْ كَانَتِ الأَعْضَاءُ كُلُّهَا عُضْوًا وَاحِدًا، فَأَيْنَ الـجَسَد؟ والـحَالُ أَنَّ الأَعْضَاءَ كَثِيرَة، ولـكِنَّ الـجَسَدَ وَاحِد. فلا تَسْتَطِيعُ العَيْنُ أَنْ تَقُولَ لِليَد: “لا أَحْتَاجُ إِلَيْكِ!”، ولا الرَّأْسُ لِلرِّجْلَيْن: “لا أَحْتَاجُ إِلَيْكُمَا!”، بَلْ بِالأَحْرَى فَإِنَّ الأَعْضَاءَ الَّتي تُحْسَبُ أَضْعَفَ أَعْضَاءِ الـجَسَد، هِيَ ضَرُورِيَّة. والَّتي نَظُنُّهَا أَحْقَرَ أَعْضَاءِ الـجَسَد، فَإِيَّاهَا نَخُصُّ بِإِكْرَامٍ أَوْفَر؛ والَّتي نَسْتَحِي بِهَا، تَحْصَلُ عَلى احْتِرَامٍ أَكْثَر. أَمَّا الأَعْضَاءُ الكَرِيْمَةُ فَلا تَحْتَاجُ إِلى ذلِكَ. لـكِنَّ اللهَ نَظَّمَ الـجَسَد، فأَعْطَى العُضْوَ الـمُحْتَقَرَ فِيهِ إِكْرَامًا أَوْفَر، لِئَلاَّ يَكُونَ في الـجَسَدِ انْقِسَام، بَلْ لِتَهْتَمَّ الأَعْضَاءُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ اهْتِمَامًا وَاحِدًا. فَإِنْ تَأَلَّمَ عُضْوٌ وَاحِدٌ تَأَلَّمَتْ مَعَهُ جَمِيعُ الأَعْضَاء. وإِنْ أُكْرِمَ عُضْوٌ وَاحِدٌ فَرِحَتْ مَعَهُ جَميعُ الأَعْضَاء. فأَنْتُم جَسَدُ الـمَسِيح، وأَعْضَاءٌ فِيه، كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا قُسِمَ لَهُ. قراءات النّهار: ١ قور ١٢: ١٢-٢٧ / متّى ٢٢ : ١٥-٢٢ التأمّل: “فأَنْتُم جَسَدُ الـمَسِيح، وأَعْضَاءٌ فِيه، كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا قُسِمَ لَهُ”… من منّا لم يتعرّض لألم في جسده؟ من الأكيد أن الألم في عضوٍ من جسدنا سيجعل كلّ الجسد متألماً … بالمقابل، إن إستقرار الإنسان بالكامل يفترض عدم وجود آلام جسديّة أو نفسيّة لديه… وهكذا الجماعة أيضاً، لا يمكنها أن تشعر بالسلام أو بالاستقرار إن كان قسمٌ منها يعاني من الصّعاب أو من الآلام… يدعونا نصّ اليوم إلى وعي أهميّة التضامن معاً في مواجهة صعاب هذه الدنيا كي نغلبها بقوّتنا واتّحادنا وإلّا فإنّ ما يصيب بعضنا سيصيبنا جميعاً! التضامن والتعاضد هما السبيل للقضاء على كلّ ما يكدّر جماعة المؤمنين، أي الكنيسة! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(تك 18: 5) فنادوا لوطا وقالوا له |
إذا أردتَ ألاَّ يتعرّض لك أحدٌ، فتوسل إلى الله في الخفاء وصُم |
كلّ منّا له طريقة في الحياة |
تعبت منّا الإيّام |
فى حياة كل منّا حرمان |