الطفل المعاق..كيف تتعاملين معه؟

[Marina Greiss]

الاطفال المعاقون يقدمون عرض فني خلال المؤتمر
هناك ما يقرب من 2 مليون طفل معاق في مصر مازالوا محرومين من الحصول علي حقهم في التعليم وهو الوضع الذي يتنافي مع اتفاقية حقوق الطفل التي تنص علي حق الطفل في التعليم كأحد حقوقه الأساسية وأن التجارب العلمية أثبتت أن معظم الأطفال المعاقين يمكنهم الالتحاق بالتعليم العام بتكلفة أقل من تكلفة عزلهم في مدارس التربية الفكرية خاصة بعد اجراء بعض التعديلات في أساليب التدريس وأساليب التعامل معهم، هذا ما أكده مؤتمر عقد مؤخرا تحت عنوان 'من حقي أن أتعلم معك' والذي نظمه مركز سيتي للتدريب والدراسة في مجال الاعاقة الذهنية والتابع لجمعية كاريتاس مصر.
أوضحت أميمة الحديدي نائب مدير مشروع الدمج التعليمي بمركز سيتي ان الدمج التعليمي هو مشروع تربوي وانه يهدف إلي دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الرسمية ويتعامل مع جميع الاعاقات البسيطة والمشكلات التي تؤدي إلي احتياج تربوي وتعليمي خاص مثل اضطرابات نقص الانتباه وفرط الحركة وصعوبات التعليم وحالات الاضطرابات المشوهة للنمو مثل الطفل التوحدي وغيرها بما يمكن هؤلاء الأطفال من الحق في الحصول علي تعليم جيد والمشاركة في الأنشطة التعليمية والتعبير عن آرائهم ودون تمييز.
قدم مركز سيتي عرضا لتجربته منذ بدايتها ونتائجها في ثلاث محافظات هي القاهرة والاسكندرية والمنيا التي أثبتت التقدم الملحوظ للأطفال في المهارات الاجتماعية مثل زيادة الاستقلالية والثقة بالنفس وسهولة بناء الصداقات وكذلك انخفاض ملحوظ في المشكلات السلوكية لهم.
وتروي احدي الأمهات ظروف التحاق ابنها المعاق بالمدرسة 'ماما أنا عاوز أروح المدرسة زي اخويا اشمعنا أنا' لم تكن كلماته واضحة ولكنني كنت اقرأ رغبته من خلال عينيه.. تمني ان يشارك شقيقه التوأم في مشواره اليومي إلي المدرسة كان ينتظره في النافذة حتي يعود من المدرسة منعته ظروفه لوقت طويل من الالتحاق بالمدرسة حيث ولد وهو يعاني من نقص في الأكسجين أدي إلي مشكلات في النطق والحركة وعندما توجهت إلي مركز سيتي أخبروني بإمكانية الحاقه بمدرسة طور سيناء الابتدائية بالقاهرة وبعد دخوله المدرسة تغيرت شخصيته تماما وأصبح واثقا في نفسه وفي حفلة النشاط المدرسي فوجئت أنه يشارك معهم في العرض المسرحي وان أصدقاءه يحبونه ويتعاملون معه دون أشفاق ليكتسب ثقة جميع المدرسين في قدرته علي التحصيل والآن يشارك شقيقه في مشواره اليومي إلي المدرسة برفقة أصدقائه في سعادة بالغة.
وعن كيفية التعامل مع الطفل المعاق تشير أميمة الحديدي إلي أنه من المهم اظهار مشاعرك تجاهه فهناك أطفال يحبون العناق والقبلات كتعبير عن الحب والحنان وعلي الأم أن تخصص له يوميا وقتا خاصا به وتشركه في أنشطة يحبها. فمعاملتك لطفلك المعاق سوف تنعكس علي معاملة أخوته له كذلك فإن الأقارب والأصدقاء والجيران سيتأثرون بهذه المعاملة ويتخذونكم مثالا يحتذي به عند التعامل مع طفلكما المعاق