رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في فيلم اسمه ( In time ) الفيلم بدأ بإن الأنسان عمره الحقيقي مُسجل على الذراع الأيسر لكل الابطال ولكل الناس اللي في الفيلم ، انت بتكون شايف بعينك الثواني وهي بتخلص والدقائق والساعات .. والمرعب في الفكره إنهم بيستعملوا العمر ده في التعاملات المادية بدل الفلوس !! بمعنى إنهم لما بيحصلوا على احتياجاتهم العادية اليومية بيستعينوا بالدفع عن طريق عمرهم اللي على ذراعهم .. يعني مثلا اللي عايز يشتري حاجة لازم يستغني عن ٣٠ دقيقة او ساعة او يوم مقابل انه يحصل على شراء شيء او مثلا لو هيركب مواصلات لازم يفرغ من ساعة اليد اللي فيها " عمره " عشان يقدر يوصل للمكان اللي هو عايزه يعني مش بيتعاملوا بالفلوس بيتعاملوا بالعمر وبس وأضاف المؤلف في شيء من الواقعية يشبه واقع الحياة تماماً .. ان حتى هذه الساعة الرقمية اللي بالعمر فيها طبقية ففي فقراء العمر وفي أغنياء العمر .. بمعنى ان في ناس معاها عمر زمني اكتر من 100سنة وناس يدوب عايشة اليوم بيومه مجرد ما يخلص وقتهم بيموتوا .. وفي مشهد يظهر فيه البطل وهو ينتظر أمهُ على المحطة ليمنحها من يده بعض الساعات والايام عشان يلحقها قبل ما تموت لأن اللي كان باقي من عمرها ساعة ونص وبطارية العمر تفضى وتموت تلقائي .. لما ركبت امه الباص عشان تروح لأبنها السواق قالها فضي ساعتين من عمرك.. قالت له مش باقي غير ساعة ونص فقط ونظرت للناس من حولها نظرة حيرة، لكن مفيش حد منهم اتحرك ولا بص لها ولا حد عرض عليها انه يمنحها 5 دقائق حتى من عمره .. فنزلت الأم وظلت تجري بسرعة عشان تقابل ابنها اللي مجهز لها هدية في ذراعه 10 سنين يهديها لها، شافوا بعض وفضلوا يجروا قصاد بعض والدقائق بتعد والثواني بتجري ومجرد ما وصلوا لبعض وحضنت ابنها وقعت بعدها و ماتت كان باقي من عمرها ثانية وخلصت .. اكتر مشهد مؤلم في الفيلم كله .. نظرة الست للناس في الباص وهما تجاهلوا حيرتها كان ممكن حد يمنحها دقائق من عمرهُ كانت عاشت، ولكن في الواقع لا احد يستطيع أن يمنحك العمر .. الفيلم ده في رسالة عظيمة جدا : مهما عملت في حياتك من حسنات او سيئات، من شرور أو خيرات لبني الإنسان .. حينما تقع و تفشل أو تمر بأزمة ما، لن تجد أحد بجانبك ولن تجد إنسان يمنحك لحظة من عمره تسترجع بيها نفسك وقدراتك في محاولة النجاح، لن تجد أحد يضحي ويمنحك دقائق من عمره في سبيل إنك تتخطى أزمتك و تتعافى .. يوم ما هتقع وتنتهي بطاريتك وتوشك صلاحيتك على النفاذ، لن ينقذك إلا نفسك وسعيك واجتهادك وحلمك وإيمانك .. بس اللي هيكونوا على أتم الاستعداد بتفريغ بطارية عمرهم من أجل أن تعيش انت وتحقق احلامك " اهلك وعيلتك " .. الوحيدين اللي شايفينك إنك أحق بكل دقيقة من حياتهم، و دي بالفطرة وبالمحبة الربانية الوراثية في الدم .. غير كده إياك تضيع دقيقة من حياتك في العبث و الحسرة و الحزن و الانتقام و الندم على شيء.. لو كل حد فينا حرفيا كان مرسوم على ذراعه ساعة فيها بطارية عمره وهو شايف الثواني والايام بتخلص قدام عينيه كان هيراجع حساباته بشدة .. حساباته مع ربنا مع نفسه .. مع حبايبه .. مع الأهل .. مع الدنيا كلها .. راجع نفسك والحق نفسك .. لن ينفعك أحد لو أصابك هوان أو لحظة انكسار واحدة، الثانية الواحدة لو عدت في العبث انت وحدك من سيدفع الثمن كاملاً |
|