رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس إدوارد المعترف ملك انجلترا
ولد إدوارد عام 1004م بمدينة إسليب - اكسفورد في انجلترا ، وانعكف منذ نعومة أظفاره على التقوى والعبادة وخوف الله . وتبين منذ حينئذ ان الله قد اصطفاه ليكون ناصراً ومحامياً لبلاده ومنقذاً لها من البؤس والشقاء . كان إدوارد هادئ الطبع عاقلاً حليماً وديعاً متديناً يكثر من التردد إلى الكنائس ومخالطة الاكليروس . وكان الدانيون اعني أهل الدنمارك في تلك الايا...م قد غزوا بلاد الانكليز وضبطوها وهدموا كنائسها وأديرتها . وقتلوا كهنتها ورهبانها . وأفسدوا جميع ما فيها من الدينيات والدنيويات وأخربوها وبقيت تلك البلاد مدة واقعة تحت هذه البلايا . وذات يوم بينما كان أسقف المدينة يصلى بخشوع طالبا من الله أن يمن عليهم بالسلام . رأى القديس بطرس قدامه إدوارد وعليه حلة الملك وهو يضحك مبتسماً . فأقبل القديس بطرس ومسح إدوارد ملكاً وأودعه وصايا جليلة نفيسة . وقال له بأنه مزمع أن يصير ملكاً لخير أمته . ثم اضطربت أحوال بلاد الانكليز وساءت أمورها وأفضت إلى قتل الملك إيمنـد أخى إدوارد فجعل إدوارد حينئذ يطلب الى الله ويستمد منه الرحمة لتلك المملكة وأهاليها وأن ينجيهم من يد الأعداء . وأستشفع بالقديس بطرس . ونذر أن يحج إلى قبره في روما ان بلغ اربه فاستجاب الله دعاء إدوارد . وعما قليل طرد الدانيون من تلك البلاد . واستراحت المملكة من بغيهم ومساوئهم . ثم بويع إدوارد بالملك ففرح به جميع الناس ونهض إدوارد وأزال بأنوار فضائله الساطعة تلك الظلمات المكتنفة بها تلك البلاد من كل ناحية . وجعل يحمل الناس بعلمه وقوله على الصلاح والمعروف ، كان متواضعاً مع الكهنة وديعاً مع الرعية رحوماً مع الفقراء والمحتاجين . وملجأ للمظلومين وناصراً للأرامل واباً للأيتام . وفى قليل من الزمان عاد السلام والراحة والأمان فى المملكة ، ثم ألحت عليه الأمة بأن يتزوج لكى يخلد للمملكة بذريته النجاح والأقبال . فوقع إدوارد فى حيرة عظيمة . وذلك لأنه كان قد نذر فى قلبه أن يبقى بتولاً . فجعل يتفكر ويتأمل فى الأمر ويكثر الصلوات طالباً الرشد من الله . وأخيراً تزوج بأوديثـة ابنه غـودوين أحد شرفاء المملكة . وقصد بذلك ارضاء الأمة واستمالتها إليه لمجد الله ولخير البلاد . ولكنه اعلم قرينته بنذره . وطلب إليها أن توافقه على حفظ البتولية فرضيت . فلبثا على الدوام متمسكين بالعفة . وجازاهما الله عن ذلك بأفضل النعم . وزادهما نجاحاً واقبالاً . من جملتها ان الدانيين ولو انهم كانوا قد طردوا ونفوا من بلاد الانكليز . أغاروا بعد ذلك عليها ثانية ، ولكنهم بادوا قاطبة في البحر . ثم قصد الملك أن يحج بمقتضى نذره إلى روما ودعا عظماء المملكة ووزراءها وخاطبهم فى ذلك . ثم كتب إلى البابا ايضاً . واستشاره فى هذا الأمر . لأنه كان يخاف على المملكة فى حين غيابه . فكتب إليه البابا بأن يبقى فى المملكة . وفسح له هذا النذر لأجل خير الأمة . وجزم عليه بدل ذلك أن يوزع نفقات السفر على الفقراء ويقيم ديراً على اسم القديس بطرس . وايد له الرب ذلك بواسطة وحي ايضاً . فشيد الدير بمدينة لندن . واتخذ مقبرة لملوك الانكليز منذ ذلك اليوم . ومن الله على الملك إدوارد بكرامات كثيرة فى حياته وبعد مماته . وحضر بين يديه يوماً أحد الايرلنديين وهو لا يطيق المشي . فقال له قد طلبت من القديس بطرس ست مرات أن يشفينى . فأشار إلي بأن آتيـك واستشفعك لذلك . فشفاه الملك ، وكان له إكرام خاص للقديس بطرس الرسول ومار يوحنا وينال منهما المواهب العظيمة . ثم وقع مريضاً وبقى يومين غائباً عن حسه . ورقد فى الرب فى 5 يناير عام 1066م .وقد ملك ثلاثاُ وعشرين سنة . وجرت من بعد موته كرامات عظيمة وآيات باهرة سماوية . وفتح قبره بعد ست وثلاثين سنة ، فوجد جسده صحيحاً سالماً من الفساد . واعلن قداسته البابا إسكندر الثالث يوم 7 فبراير عام 1161م . فلتكن صلاته معنا |
|