رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماهر عاش وسط أسرة ثم اكتشف أنها تبنته من دار أيتام
كان عمره أيامًا، وكان أشبه بقطعة "لحم حمراء"، ضعيفاً وصغيراً لا يدري من الحياة شيئاً، مستلقياً على ظهره في أحد شوارع طنطا بمحافظة الغربية، لا يرى من الدنيا سوى سماء زرقاء، أو مبانٍ شاهقة، يصرخ ويبكي، وبفطرة البشر يبحث عن حضن والدته، يفتش عن الأمان، إلى أن رآه المارة، وذهبوا به إلى قسم الشرطة، ومنه إلى دار الأيتام، ثم إلى إحدى الأسر التي تبنته. ماهر السيد، أو هكذا وجد اسمه، 23 سنة، يعمل سائقاً على "توك توك" بعد أن تخرج من الثانوية الفنية، عاش مع أسرة تبنته من دار للأيتام بطنطا، وعندما كبر تدريجياً علم أن هناك أم وأب آخريّن من صلبهما، فبدأ رحلته للبحث عنهما. يروي "ماهر" بداية حكايته، والتي قصها عليه أحد أفراد الأسرة التي تبنته: "قعدت في الدار أسبوع واحد، وبعدين فيه أسرة كانت عاوزه تتبنى بنت، لما دخلوا دار الأيتام كنت أنا باعيط، ولما شالوني سكت معاهم وارتاحوا لي، عملوا الإجراءات وأخدوني وأسموني اسم معين، عشان يطلع لي شهادة وأقدر أدخل المدرسة، واعتبرتهم أمي وأبويا اللي كنت مفكر وأنا صغير إنهم هما". بعد ثلاثة أشهر لـ"ماهر" مع أسرته الجديدة، عادت دار الأيتام وطلبت من الأسرة استعادته مرة أخرى، فرفضت الأم المُتبنية، متمسكة به وبشدة: "الدار جات طلب من أمي إنها ترجعني وأعطوها فلوس حق شهور التربية، أمي قالت لهم مش هاقدر استغنى عنه وأنا عاوزاه، ورمت الفلوس في وشهم". حصلوا على "ماهر" منها بالقوة، وذهبوا به إلى دار أيتام كبرى بالقاهرة، لم تهدأ لـ"أمه" - كما يحب أن يطلق عليها - بال، وظلت تبحث عنه هنا وهناك إلى أن علمت بمكان الدار، ظلت أمامها، ليل نهار، تنام وتستقيظ، وكل أملها في استعادة، طفلها، كما تحب أن تسميه، إلى أن حصلت عليه بعد إلحاح على دار الأيتام. "ماهر": بيعاملوني أفضل من أبنائهم الحقيقيين استكمل الطفل حياته معهم، حياة لم تخطر على بال أحد، معاملة أفضل من معاملة أبنائهم، كل ما يتمناه يأتيه فوراً، التحق بالمدرسة، وكل ذلك، وهو لا يعلم أنها ليست أسرته الحقيقية: "أجمل لبس وأحلى معاملة كانوا بيعاملوها لي، كانوا موفرين لي كل حاجة، وأما كان عندي 14 سنة، لقيت اسمي مختلف عن أسماء أخواتي، اللي هما من الأسرة اللي اتبنتني، سألت وقالوا لي إن ده دلع عشان ميجرحوش مشاعري، وقعدت تعيط". الصدفة تقود إلى الحقيقة بالصدفة، علم بأن أمه وأبيه اللذين عاش معهما لسنوات، وتربى على أيديهما، ولم يعرف في حياته غيرهما، ليسوا هما أبيه وأمه الحقيقيين، فأصابه الاكتئاب والحزن، وساءت حالته النفسية، وفقاً لـ"ماهر": "كنت داخل البيت سمعتهم بالصدفة بيقولوا ماحدش يقوله حاجة ولا يعرفه عشان مايتعبش، لما واجهت أختي اللي اتربيت معاها، قالت لي كل حاجة، ما عداش لحظة من غير ما أفكر فيهم، اتجوزت وخلفت بنت صغيرة، وكل ده وعمري ما راحوا عن بالي". حلم "ماهر" "بحلم بشكل متواصل إن في شخصين ملامحهم مش باينة، كأنهم أب وأم، بيتأسفوا ليا، وبيقولوا إحنا ماسبنكش بمزاجنا، لو كنت معانا كنت هاتتقل"، حلم يراود "ماهر" كثيراً، من وقت لآخر، وبنبرة يأس وحزن تشير إلى اقترابه على البكاء، تتغرغر عيناه، وهو يتحدث عن أمنيته، وتمنى رؤية والده ووالدته: "نفسي ألاقي أهلي وأكون جنبهم، عاوز أشيلهم لأنهم أكيد كبار في السن، نفسي أحضن أمي، ومش هاقدر أوصف شعوري لو لقيتهم". هذا الخبر منقول من : الوان الوطن |
|