رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا تقوم الماركات الشهيرة بإتلاف بضاعتها الغير مباعة؟
غالبًا ما يُشار إلى صناعة الماركات والأزياء على أنها واحدة من أسوأ العوامل المسببة للتلوث في العالم – ولكن تدمير البضائع الصالحة للاستخدام تمامًا في محاولة للحفاظ على المكانة ربما يكون أقذر سر على الإطلاق حول هذه الصناعة! لماذا لا يتم إعادة تدوير الملابس بدلًا من حرقها؟فالعديد من الماركات المرموقة تلجأ إلى تدمير منتجاتها غير المباعة بغض النظر عن تكلفتها التصنيعية! ما السبب في ذلك؟ ولماذا لا تقوم هذه الشركات بالتبرع بالفائض إلى مؤسسات خيرية أو على الأقل طرحها للبيع بنصف السعر؟ كل ذلك سيتكشّف لك في التقرير عزيزي القارئ! لماذا تُقدم الماركات العالمية المشهورة على تدمير منتجاتها الفائضة؟ في عام 2017، حققت العلامة التجارية البريطانية الفاخرة Burberry إيرادات بلغت 3.6 مليار دولار – ودمرت ما قيمته 36.8 مليون دولار من بضاعتها-. وفي يوليو 2018، اعترفت العلامة التجارية في تقريرها السنوي بأن تدمير البضائع كان مجرد جزء من استراتيجيتها للحفاظ على سمعتها المتميزة. لم تكن هذه الأخبار سارّة بالنسبة للمتسوقين. فقد تفاعلوا مع الخبر وعبّروا عن سخطهم تجاه الماركة العالمية بسبب تبذيرها. في حين طالب أعضاء البرلمان الحكومة البريطانية بقمع هذه الممارسة. بسبب الاحتجاجات، أعلنت علامة “بربري” الشهيرة أنها لن تُدّمر منتجاتها الفائضة بعد ذلك! مع ذلك،فإن “بربري” ليست الشركة الوحيدة التي تستخدم هذه الممارسة بحق منتجاتها الفائضة. فالعديد من الماركات التجارية الشهيرة والراقية تسير على هذا النهج مثل Nike و Louis Vuitton. تسعى العلامات التجارية المعروفة إلى الحفاظ على ندرة منتجها والتفرد به من خلال تدمير الفائض! ففي تقريرٍ نشرته محطة تلفزيونية دنماركية في عام 2017، كشفت عن أن شركة الأزياء العالمية H&M قامت بحرق 60 طنًا من ملابسها الفاخرة الجديدة غير المباعة منذ عام 2013. في مايو 2018، اعترف ريتشمونت، صاحب العلامات التجارية للمجوهرات والساعات Cartier و Piaget و Baume & Mercier، أنه في محاولة لإبقاء منتجاته بعيدة عن أيدي البائعين غير المصرح لهم، فقد دمّر ما قيمته 563 مليون دولار من الساعات الفاخرة. يُمكن تبسيط الإجابة عن اعتماد شركات الماركات والعلامات التجارية المعروفة أسلوب تدمير الفائض بأنه مرتبط بالكمية ودورات الموضة القصيرة بسبب الإنترنت والموضة السريعة. هناك دافع متزايد لطرح سلع جديدة في السوق، ما يدفع الشركات للتخلص من الموديلات السابقة لإفساح المجال أمام الموديلات الحديثة لتنافس غيرها. خيارٌ يجده الكثير ممّن هم على اطّلاع بهذه الممارسة بأنه أفضل لمصير الملابس الفاخرة بدلًا من أن ينتهي بها الحال كومة من الرماد والدخان! لكن بالنسبة لدور الأزياء العالمية والماركات المختلفة، فإن هذا الخيار يُعتبر مكلفًا أكثر من حرقها ببساطة والتخلص منها! عملية إعادة تدوير الملابس تعني اختلاط أنواع الأقمشة كالبوليستر بالقطن، ما يجعل خيارات إعادة التدوير تُصبح محدودة للغاية. أضف إلى ذلك أنه وقبل إعادة تدويرها، يجب أن يتم إزالة الأزرار والسحابات، وهذا يتطلّب عملًا يدويًا مرتبط بتكلفة إضافية. وغالبًا ما يكون التدمير أرخص من كل هذه العملية. أمّا عن السبب في عدم التبرع بهذه البضاعة الفائضة، ذلك مرتبط بسياسة بعض الدول التي تُعاني من الفقر والتي منعت الاستيراد من الغرب لأن ذلك يقمع صناعة المنسوجات المحلية وملابسهم التقليدية الخاصة بهم. في النهاية، فإن هذه الممارسة ليست مرتبطة بالملابس والأزياء الفاخرة فحسب، بل هو نهجُ تتبعه العديد من الشركات الشهيرة، ويصل إلى الأجهزة الكهربائية والمجوهرات والساعات والحقائب الجلدية الفاخرة والأحذية وحتى السيارات! |
|